IMLebanon

آلان عون يواجه جبران باسيل في L’ESCROC في الأشرفيّة!

L'ESCROC

 

كتبت فيفيان عقيقي في صحيفة النهار:

 

بعد شهور من الحرب الإعلاميّة، أخرجت إلى العلن مشكلات طبعت السنوات العشر الأخيرة من عمر “التيار الوطني الحرّ”، عمل كثيراً على إخفائها خلف جدران البيت العونيّ الداخلي، أخيراً حصرت المنافسة على رئاسة التيّار في انتخابات العشرين من أيلول المقبل، بين صهر الجنرال الوزير جبران باسيل وبين ابن شقيقته النائب آلان عون.

إنطلق الرجلان في معركتهما الإنتخابيّة، قضى باسيل الـWeek End الفائت في جرود اللقلوق والبترون مع قطاع الشباب في التيّار، ولا ينفكّ عن استقبال ناشطين وهيئات مناطقيّة. لا يكتفي باسيل بهذه اللقاءات في محاولة للتقرّب منهم واكتسابهم ناخبين له، بل يقدّم خدمات لهم. في المقلب الآخر، لا يقصّر آلان عون بدوره، فهو منذ يومين اجتمع بناشطين من كسروان التي تميل دفّتها إلى حدّ ما إلى غريمه، ويجمع في بيته في صورة أسبوعيّة كوادر وناشطين وازنين شعبياً داخل التيّار. لكن الأهمّ من نشاطات الرجلين، هو ما يحصل في مطعم  L’ESCROC في الأشرفيّة يومياً.

هيدا جوّ L’ESCROC

هناك في L’ESCROC تتجمّع يومياً كوادر سابقة من التيار سبق أن أُقصي بعضها عن العمل الحزبي بعد سنتين من عودة الجنرال، أو أقصت نفسها طوعاً اشمئزازاً من الوضع السائد داخل التيّار. يشكّل هؤلاء الماكينة الإنتخابيّة الخاصّة بآلان عون.

يجتمعون في تلك الزاوية من الأشرفيّة منذ سنين طويلة، يتحدّثون في السياسة ويتشاركون الأفكار التغييريّة نفسها، من هناك قرّروا إدارة عمليّات الانتخابات الحزبيّة المقبلة لصالح عون، لكسر النهج السائد في حزبهم منذ عشر سنوات، نهج قاده الجناح المؤيّد لباسيل، وخسر بسببه التيّار الكثير من دون أن يكسب شيئاً. تراجع خلال هذه السنوات عدد المحازبين إلى النصف، وخمل التيّار حتى دخل في موت سريريّ. يريد هؤلاء التأسيس للمرحلة المقبلة وفق أسس جديدة تبني ثقة جديدة مع الناس.

من يدخل إلى L’ESCROC بعد الساعة الثالثة، يرى وجوهاً مناضلة قديمة، يرى زمرة الرفاق الذين افترشوا الشوارع يوماً، وتحدّوا رجال الاستخبارات و”نرابيش المياه”، وسكنوا السجون. رفاق وقفوا معاً وحموا بعضهم لنيل الحريّة والسيادة والاستقلال. هناك تبدو الحماسة واضحة لإعادة التيّار إلى ما كان عليه. هناك يدبّ الحنين إلى الحركة العونيّة السابقة، الحركة التي نمت في وجه الاحتلال السوري، الحركة التي واجهت أخطاراً وانتصرت. هناك يكثر الحديث عن الذكريات وتكثر معها الخطط لبناء مستقبل أفضل للتيّار.

هكذا تدار معركة عون!

تضمّ الماكينة الإنتخابيّة أسماء غائبة منذ فترة، وأخرى ما زالت في الواجهة، أسماء كانت مسؤولة عن الطلاب وناضلت على مدى 15 عاماً. تضمّ نواباً وقياديين بارزين، منهم طوني نصرالله، زياد عبس، رمزي كنج، طوني مخيبر، طوني حرب، زياد مونّس، جورج طاشجيان، سامر بشعلاني، جورج كروع، زياد أسود، حكمت ديب، جورج حدّاد وغيرهم…

تبدأ الاجتماعات بعد الظهر وتستمرّ حتى الليل، هناك يخطّط الشباب للمرحلة المقبلة، يعولون عليها لإعادة أمجاد التيّار التي تأسّس على أذرعهم، وبفضل تضحياتهم وأصواتهم التي لم تنفكّ تطالب بـ”الحريّة والسيّادة والاستقلال” حتى إندحر الاحتلال السوري.

تتوزّع المهام على مستويات محليّة ومركزيّة، هناك من يتابع الأقضية والبلدات، وهناك من يحضّر للقاءات كبيرة وزيارات آلان عون للمناطق والأقضية، إضافة إلى من يهتمّ بالشقّ اللوجيستي والإعلامي والإعلاني. تدرس الماكينة خطواتها بحذر، تحاول لمّ الشمل العوني في الداخل والخارج، تحضّر للقاء قريب مع ناشطين أساسيين في الاغتراب، وتعمل على خرق بعض الجبهات المحسوبة على باسيل. فمن بنى التيّار ونجح في إدارته خلال الاحتلال السوري وأوصله إلى ما ظهر عليه في تسونامي الـ2005، قادر على قلب الموازين اليوم أيضاً. منذ ثلاثة أشهر كانت المعركة سهلة ومحسومة لصالح جبران باسيل، أمّا اليوم فحظوظه تراجعت كثيراً وباتت المعركة أصعب.

لوائح انتخابيّة شبه مكتملة!

بعد معركة طويلة لإرساء قواعد إنتخابيّة داخل الحزب، أثبتت الكوادر السابقة والمعارضة أنها حالة موجودة لا يمكن إلغاؤها أو تخطيها، وهي باتت مستعدّة لخوض الانتخابات رغم الآليات الإنتخابيّة غير المتفق عليها، ورغم تحفظاتها على النظام الداخلي. يجمعون على ترشيح آلان عون لرئاسة الحزب، لكن هناك أسماء أخرى مخوّلة للحلول مكانه؛ ابرهيم كنعان قد يكون مرشّحاً توافقياً، زياد أسود أثبت أحقيته على مدار سنوات، نعيم عون يبقى في طليعة الأسماء في حال تعدّلت آلية الترشّح التي تقضي بإلزاميّة حيازة المرشّح لرئاسة الحزب على شهادة جامعيّة، وسيمون أبي رميا اسم مطروح في حال زالت بعض الظروف العائليّة المؤثّرة على وضعه. فيما تطرح أسماء كلّ من زياد عبس وطوني نصرالله ورمزي كنج في منصب نائب الرئيس.

المرحلة السابقة بصورها الأساسيّة عادت إلى الواجهة، فيها كل الكوادر والناشطين في لبنان والمضطلعين بالسياسة، كلّهم يسيرون في اتجاه واحد: إجراء إنتخابات وفق تنافس ديموقراطي، إنتخابات تفتح الباب لمأسسة حزبٍ مضت عشر سنوات على تأسيسه، حزب يجمع جناحيه، وتكون الكلمة فيه للقاعدة الشعبيّة.