IMLebanon

شهيب أكد في مؤتمر عن انتاج العسل الجهوزية لدعم القطاع هيل: هدفنا مساعدة المجتمعات الريفية

akram-chehayeb
عقد برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مؤتمرا بعنوان “تطوير قطاع انتاج العسل في لبنان”، في قاعة الجامعة اللبنانية في المتحف، في حضور وزير الزراعة أكرم شهيب وسفير الولايات المتحدة الاميركية دايفيد هيل وعميد كلية الزراعة سمير مدور ومسؤولين في التنمية وممثلين عن جمعيات تربية النحل وانتاج العسل والنحالين.

بعد النشيدين اللبناني والاميركي وعرض فيلم عن موضوع المؤتمر، ألقت الدكتورة جين ليزن كلمة برنامج التنمية عرضت فيها “أهمية الطبيعة الجغرافية للبنان وتنوع المناخ والنبات”، شاكرة الولايات المتحدة والسفير الاميركي على “دعم اطلاق مشروع اختيار الملكات للنحل لتحسين الانتاج”. كما شكرت وزير الزراعة والجمعيات التي تعاونت، مؤكدة “الاستمرار في العمل للسنتين المقبلتين بعد عمل سنتين سابقتين”.

مدور
من جهته، أشار المدور الى أن “عدد اساتذة الكلية 271 يعملون في كل لبنان وعلى مساحة الوطن كله”، مشددا على “اهمية التواصل مع المزارعين وخصوصا في قطاع تربية النحل لانه قطاع علمي”، داعيا النحالين الى “تسجيل اسمائهم في الوزارة مع العلم بوجود نحو 10 آلاف نحال”.

وشرح انواع النحل الموجود والذي استورد من اوروبا او من اوستراليا وميزات كل نوع وتأقلمه مع البيئة وطول اللسان عند الانواع ودور الملكة في ادارة القفير، مؤكدا ان “لا دخول في قطاع النحل في لبنان الا بطريقة علمية وتأصيل الملكة وتحسين الانتاج خصوصا وان كل المميزات الطبيعية متوفرة عندنا”.

هيل
بدوره، قال هيل: “انها لمتعة شخصية وشرف مهني لي في آن، أن أكون هنا اليوم. وأنا حريص على الاستماع والتعلم والتأمل في المعالم الرئيسية التي تحققت حتى الآن في مسارنا نحو النمو الاقتصادي المستدام في لبنان. لبنان بلد جميل، وهب مناظر طبيعية خلابة، وشعب ودود وحميم. يعد الشعب اللبناني أيضا رائدا في قطاع الأعمال حيث قام اللبنانيون، عبر التاريخ، باستخدام معارفهم ومهاراتهم الفنية والتجارية لإقامة مشاريع تبادل تجاري ناجحة. ولطالما كان لبنان مركزا تجاريا وجسرا بين أوروبا والشرق الأوسط نظرا لموقعه الاستراتيجي وخلفيتة في تعدد الثقافات وروح المبادرة”.

أضاف: “غير ان فترات الاضطرابات السياسية المتكررة، خلقت تحديات كبيرة أمام هذه المسيرة نحو الازدهار. فالأنشطة الاقتصادية خارج بيروت، مثل الزراعة والسياحة الريفية، لم تواكب المنافسة الدولية أو القطاعات الأخرى من الاقتصاد اللبناني. لذلك، تشاركت الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية، العمل مع شركاء محليين لتعزيز الفرص الاقتصادية للمناطق الريفية والزراعية، كي يتسنى لجميع اللبنانيين المشاركة في صنع الازدهار”.

وتابع: “مدركين أن قطاع الأعمال الزراعية هو من أهم قطاعات الاقتصاد اللبناني، عملنا على مساعدة المزارعين والمصنعين والتجار لأكثر من عقد من الزمن. يعتمد، حوالى نصف عدد المواطنين القاطنين خارج بيروت الكبرى، على الزراعة بشكل مباشر أو غير مباشر، كأحد أشكال دخل الأسرة، ومساعداتنا تدعم هذه الركيزة الأساسية للاقتصاد المحلي. وقد ساعدت حكومة الولايات المتحدة على بناء صلات بين أكثر من 650 مزارعا، وموضبا، ومعالجا للبضاعة، وموزعا لها، من أجل توسيع صادرات المنتجات الزراعية المصنعة في لبنان. لقد عملنا ايضا على تحسين وجودة المختبرات الزراعية وتحديث شهادات الاعتماد لضمان سلامة الغذاء. لقد أطلقت الحكومة الأميركية، في العام 2012، برنامجا بقيمة 42 مليون دولار لتعزيز القيم التنافسية وتوفير فرص انتاج دخل للشركات الصغيرة. وقد خلقت هذه المبادرة فرص عمل لسكان الريف لا سيما النساء والشباب”.

واشار الى ان “تربية النحل وإنتاج العسل كانا محورا رئيسيا في المساعدات التي تقدمها الحكومة الأميركية. فهدفنا هو مساعدة المجتمعات الريفية في الحفاظ على مصدر مضمون وثابت للدخل، وعلى وجه التحديد إتاحة الفرصة لمربي النحل من أجل كسب عيش مريح دون الحاجة إلى تملك الأراضي. فمن خلال تربية النحل، يمكننا أن نصل إلى العدد الأكبر من الناس في المناطق الريفية في كافة أنحاء لبنان”.

واردف: “إن مساعداتنا لصناعة تربية النحل وانتاج العسل تشمل كل القطاع ابتداء من توفير المعدات وإدخال الممارسات الزراعية الابتكارية والتدريب حتى الوصول إلى الأسواق. وعلى سبيل المثال، فقد قدمنا المساعدة في إنشاء أول مركز لتربية ملكة النحل في لبنان، وعملنا على تعزيز القدرة التنافسية والإنتاجية لألف وسبعمائة مرب للنحل من خلال تزويدهم بالمعدات والتدريب والدعم. والأهم من ذلك، أننا ساعدنا في بناء علاقات بين مربي النحل المحليين والمشترين والمصدرين، كما نعمل مع السلطات اللبنانية على وضع الأنظمة التي تحكم جودة إنتاج العسل. وقد تضاعفت صادرات العسل وازداد عدد مربي النحل بنسبة 14 بالمائة”.

وتابع: “إن هذه الإحصائيات تبشر بالخير بالنسبة لنمو القطاع الزراعي في لبنان ولكن التعاون الأميركي اللبناني في هذا المجال لا ينتهي هنا، بل سوف نعمل مع القطاع الزراعي في لبنان من أجل الاستمرار في تحفيز الابتكار عبر توفير التدريب والتقنيات الجديدة. وإننا سوف نستمر في استكشاف أسواق جديدة للعسل اللبناني العالي الجدودة. إن القطاع الزراعي هو مصدر جيد لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية”.

وختم: “أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد، بشكل خاص، بجهود الوزير أكرم شهيب لنهجه الإيجابي والحيوي في زرع حيوية جديدة في قطاع الزراعة اللبنانية. شكرا لكم جميعا على التزامكم استقرار لبنان. نحن هنا اليوم بكامل تصميمنا لجعل القطاع الزراعي أكثر إنتاجية وكفاءة. ليس هناك من هدف بعيد المنال بالنسبة لكم انتم مزارعو شعب لبنان الصامد، وأنا على ثقة بأنكم سوف تحققون هذا الهدف من خلال تصميمكم وخبراتكم ومساهمتكم بشكل فعال في مسيرة لبنان نحو الازدهار”.

شهيب
أما وزير الزراعة فقال: “يشكل تطوير قطاع انتاج العسل في لبنان، واحدا من الملفات ذات الأولوية في عمل وزارة الزراعة وخططها واستراتيجيتها للسنوات المقبلة، وعلى الرغم من اولوية هذا القطاع فإن دون تطويره معوقات مردها مخاطر جوهرية تفعل فعلها في تدني معدل الانتاج، والمخاطر الجوهرية تختصر بخمسة: تغير المناخ والتلوث وتدني المساحات الخضراء التي تشكل المراعي الافضل للنحل والامراض وموت النحل كظاهرة عالمية وفي لبنان. نقلت الدكتورة جين غليسون عن دراسة في الولايات المتحدة الاميركية انه لاستمرار الحياة على الكوكب، هناك أربعة عناصر: الأرض، الشمس، الماء، النحل. لذا يستحيل لاستمرار الحياة أن يكون هناك بديل من النحل بعملية التلقيح حتى لو سخرت كل امكانيات التكنولوجيا، فالنحل كما نقل عن اينشتاين: عند انقراض النحل لا تستطيع البشرية أن تستمر في الحياة أكثر من أربع سنوات. أي انقراض النحل مؤشر لانقراض البشر”.

أضاف: “إزاء هذه المخاطر فإن المواجهة بدأت ومطلوب تفعيلها ومدخل التفعيل تعاون محلي وشراكة رسمية واهلية وتعاون اقليمي ودولي لسنا بعيدين عنه وعن ايجابياته التي يؤكدها برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID. وفي المواجهة أنجز البرنامج، بتعاون USAID والوزارة وتعاونيات النحالين والنحالين الكثير. ومن الانجازات تحديد واقع الجودة ومعاييرها في العسل اللبناني وتدريب النحالين، خصوصا صغار النحالين وتوزيع خلايا والمساهمة في دراسة المضادات الحيوية مقارنة مع الدول المتقدمة ودعم تصدير العسل اللبناني وتسويقه في الخارج، ونعول كثيرا على البرنامج لإنشاء محطة انتخاب ملكات النحل وتربيتها وقد أنجزت الدراسات والتطبيق ينتظر موافقة الممول، والأمل أن يؤمن التمويل في أقرب فرصة لأن لانتخاب الملكات واعتمادها نتائج ايجابية في زيادة حجم الانتاج”.

ولفت الى ان “انجازات البرنامج جد ايجابية والوزارة جاهزة للتنفيذ ولدعم القطاع والمنتجين فيه وبخاصة لتأمين الحاجة الى ملكات. وعلى خط مواز، نسعى في الوزارة الى توسيع رقعة مراعي النحل، خصوصا في أملاك الدولة في المناطق النائية التي لا تزال بعيدة نسبيا عن الزحف المديني والى توسيع رقعة المساحات الخضراء، خصوصا الحرجية التي تشكل موائل مناسبة لحاجات النحل وغذائه وانتاج العسل، هذا الى جانب الحملات الاعلانية للترويج لتربية النحل وتسويق الانتاج النوعي”.

ثم قدم شهيب درعا تقديرية للدكتورة جين وهدية للسفير هيل.

مداخلات
وتعاقب على الكلام عفيف ابي شديد المرافق لعمل البرنامج وطارق ياسين من جمعية جبل عامل وحسين قضماني باسم عسل جبل الشيخ.

وعرضت الدكتورة نادين الشمالي للنتائج التي حققها البرنامج خلال سنتين.

وبعد الظهر عرض رئيس قطاع تربية النحل في وزارة الزراعة رمزي المغربي فحوصات عينات العسل، وتحدث عن خطة الوزارة للتطوير.

والقت الخبيرة الاميركية العالمية اليزابيت فروست محاضرة عن تأهيل وتربية ملكات النحل وعن نتائج عمل الخبيرة في لبنان.

وفي الختام اقيمت طاولة مستديرة للمناقشات ووضع آلية التعاون بين النحالين والتعاونيات ومراكز التأصيل.