IMLebanon

خطف التشيكيين الـ5: مافيات سلاح دولية!

tchik-car

ذكرت صحيفة “السفير” ان الأجهزة الأمنية اللبنانية تستنفر كل طاقاتها بحثاً عن طرف خيط يوصلها الى معرفة مصير التشيكيين الخمسة وسائقهم اللبناني منير صائب فياض الذين فُقد أثرهم في البقاع ما بين بلدتي خربة قنفار وكفريا في أول أيام عيد الفطر.

وفيما وصل الى بيروت، الثلاثاء، وفد أمني تشيكي بهدف مواكبة التحقيقات والتحريات الجارية، قال وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك إن بلاده لم تحصل على أي معلومات بشأن مكان الخمسة، وإنها تتعامل مع موضوع الخطف بوصفه “أحد الاحتمالات”، مشيراً الى أنه لم يتصل أحد بالسلطات التشيكية بخصوص تحديد موقع التشيكيين الخمسة.

واللافت أنه برغم مرور خمسة أيام على اختطاف التشيكيين وسائقهم اللبناني، لم يرد أي اتصال أو إشارة من قبل الخاطفين طلباً لفدية أو لأي أمر آخر، في وقت تستبعد فيه الأجهزة الأمنية والسفارة التشيكية فرضية الفدية، وتربط عملية الخطف بتوقيف اللبناني علي فياض واثنين من شركائه في براغ بتهمة الاتجار وتهريب السلاح، وأن هذه العملية تهدف الى مقايضة التشيكيين الخمسة، باللبنانيين الثلاثة الموقوفين لدى السلطات التشيكية.

ووفق رواية رسمية يتمّ تداولها بين السفارة التشيكية في لبنان والأجهزة الأمنية اللبنانية، فإن علي فياض هو رجل أعمال لبناني يحمل الجنسية الأوكرانية وهناك شريكان له واحد من آل مرعبي من الشمال والثاني من آل جابر من الجنوب، كانوا يقيمون ويعملون في براغ، وأحدهم (فياض) محسوب على رئيس الجمهورية الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.

تضيف الرواية: “قبل عام ونيّف، وصلت برقية أميركية الى الأجهزة الأمنية التشيكية تتهم اللبنانيين الثلاثة بمحاولة بيع أسلحة ومخدرات لفصيل “القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك)، مطالبة إياها بتسليمهم الى السلطات الأميركية، وبالفعل قامت قوة من الشرطة التشيكية بمداهمة مكان إقامتهم في فندق “أنتركونتيننتال” في براغ، وقامت بتوقيفهم ومن ثم تحويلهم الى المحكمة، حيث جرى تعيين محامين لهم”.

وتشير الرواية الى أن أكثر من برقية أميركية وصلت الى الحكومة التشيكية تطالبها بتسليمها اللبنانيين الثلاثة بعد توقيفهم لمحاكمتهم وفق القانون الأميركي، وذلك بناء على بروتوكول تعاون أمني بين البلدين، ما دفع محامي فياض ورفيقيه الى الدخول في صراع مع المحكمة من أجل منع محاكمتهم خارج الأراضي التشيكية.

ووفق الرواية نفسها، فإن ثمة من استدرج التشيكيين الى لبنان «من خلال إبلاغ عدد من الصحافيين التشيكيين المتابعين لقضية فياض ورفيقيه في تشيكيا، بأن عائلة فياض تنوي عقد مؤتمر صحافي في فندق “كورال بيتش” في بيروت، لشرح وجهة نظرها وتأكيد براءة ولدها، وبناء على ذلك، انتقل الخمسة إلى لبنان وبينهم صحافيان ومحامٍ (من مكتب الدفاع عن علي فياض) ومترجم ورجل أمن، ولدى وصولهم مساء الخميس الفائت الى مطار بيروت، كان بانتظارهم أحد السائقين العاملين في المطار بسيارة “ميني فان”، وتبين أنه منير فياض (شقيق علي)، وقد أقلّهم الأخير من المطار قبل أن يختفي أثر الجميع ويُعثر على سيارة السائق وبداخلها جوازات سفر الخمسة وآلات تصوير وحواسيب محمولة.

وتقول الرواية ذاتها إن عمليات الرصد التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أظهرت خط سير سيارة فياض، من المطار مباشرة الى البقاع، حيث جرت عملية الخطف، ما يرجّح فرضية الصراع بين مافيات أسلحة تعمل دولياً، خصوصاً أن الخاطفين حرصوا على إبقاء جوازات سفر ومعدّات الصحافيين التشيكيين في السيارة لكي تعثر عليها الأجهزة الأمنية وتكتشف أن ثمة خمسة تشيكيين قد خُطفوا!

وعلمت «السفير» أن عدداً من أفراد عائلة علي فياض اجتمعوا أمس بالسفير التشيكي في بيروت سباتوبلوك كومبا للتأكيد أن لا علاقة للعائلة بعملية الخطف، وأن السائق هو مختطَف شأنه شأن التشيكيين، خصوصاً أن بينهم المحامي الذي يُعتَبر صلة وصلهم الوحيدة بابنهم الموقوف في براغ علي.

ويقول الأمين العام لمجلس الأعمال اللبناني ـ التشيكي عامر أرسلان لـ “السفير” إن خطف التشيكيين يسيء الى العلاقات اللبنانية ـ التشيكية والى سمعة لبنان في العالم، كما يمكن أن يرتدّ سلباً على مصالح اللبنانيين المقيمين في تشيكيا.

الى ذلك اشارت مصادر امنية لصحيفة “الانباء” الكويتية الى اتساع دائرة الاحتمال بأن تكون وراء عملية خطف التشيكيين قضية مخابرات استنادا للاعتقاد بأن بين المخطوفين الخمسة واحدا على الاقل ممن يحلمون بطاقات صحافية بتعاطي انشطة مخابراتية في بلاده، مع التذكير بان اللبناني الموقوف في تشيكيا علي فياض يعمل مستشارا لوزير دفاع اوكرانيا بقضايا تجارة الاسلحة.

في سياق متصل، رأت أوساط مطلعة عبر صحيفة “الراي” الكويتية ان ملف التشيكيين يشبه الى حد بعيد قضية الطياريْن التركييْن اللذين تم خطْفهما في لبنان صيف 2013 لمقايضتهما باللبنانيين الشيعة الذين كانوا خُطفوا على يد جماعة معارِضة في منطقة اعزاز السورية والذين حمّل أهاليهم أنقرة مسؤولية التلكؤ عن الضغط لإطلاقهم.