IMLebanon

الساعات الذكية: نجاح باهت… و”ابل” لم تكشف عن مبيعاتها

iwatch-apple
بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على إطلاق “Apple” ساعتها الذكية، يرى بعض المحللين بأنها لم تشكل صيحة هائلة، فيما يرى آخرون بأنها تشكل مستقبلاً واعداً بشعبيتها لدى الشباب المولعين بالانترنت.
وقد تطرقت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي إلى دراسة أجرتها شركة الأبحاث “Slice Intelligence” إستندت فيها إلى عينة كبيرة من إيصالات البريد الالكتروني في الولايات المتحدة، حيث خلصت الى انّ طلبيات ساعة “Apple Watch” انخفضت بنسبة 90% منذ الأسبوع الذي تم فيه إطلاق الساعة للمرة الأولى.
لكن الدراسة لم تقم بتحليل العوامل والمعلومات المتعلقة بمبيعات الساعة الذكية في المتاجر الحقيقية…. ولم تفصح “”Apple في نتائجها المالية عن الربع الثالث من سنتها المالية والتي صدرت الثلاثاء عن أرقام مبيعات الساعة الذكية، بل أدرجت الأرقام المتعلقة بالساعة ضمن بند “أخرى” الذي قالت أنه حقق أرتفاعا نسبته 49% الى 2.64 مليار دولار.
وتوقع محللون أن تتراوح مبيعات الشركة من الهواتف الذكية في الربع المنصرم بين 3 و 5 ملايين وحدة، كما أن أكثر المبيعات المتوقعة في نهاية العام ستسجل أقل من 20 مليون وحدة.
واظهرت تقارير سابقة تستند الى المعلومات المتاحة على الموقع الإلكتروني للشركة أن مبيعات الساعة الذكية لم تحقق أرقاما عالية منذ طرحها في الأسواق في أبريل نيسان بسبب نقص الانتاج كما أن غالبية الزبائن يميلون أكثر لشراء الفئة الرياضية من الساعة كونها الأقل سعرا.
وتنتج “Apple” ساعتها الذكية في ثلاثة خطوط انتاج تتراوح أسعار النوع الاول بين 400 و450 يورو والنوع المتوسط بين 700 و1250 يورو ونوع فخم من الذهب يتراوح سعره بين 11000 و18000 يورو.
وفي السياق الاستثماري خفض محللو “BMO Capital Markets” تقديراتهم لمبيعات “Apple Watch” للسنة المقبلة وعبروا عن “خيبتهم” تجاه المنتج الذي تسوق له الشركة منذ فترة طويلة، وردوا السبب إلى أن المنتج من الأشياء التي يُستحب اقتناؤها ولكنها ليست ضرورية، كما أن استخدامها معقد بعض الشيء.
فيما ذكر محلل في شركة “Edison Investment Research” أن مبيعات الساعة الذكية شهدت انخفاضاً يفوق التوقعات.
ورغم ذلك يعتقد خبراء شركة “Cantor Fitzgerald ” بأن “Apple Watch” هي من أفضل هدايا موسم نهاية العام، كما أنها ستحقق أفضل بيع لمنتج جديد في تاريخ شركة “Apple”.
يذكر أن الساعة مثلت أول خط إنتاج جديد في خطوةٍ تغير بعض الشيء من ثقافة شركة اعتادت إنتاج حواسيب ماكنتوش والاجهزة اللوحية “الآي باد” وهواتف “الآي فون” وأحدثت ثورة في عالم الموسيقى من خلال أجهزة “الآي بود” منذ عام 2010.
من جانبه قدّر المدير العام لشركة “Global Equities Research” تريب شودري مبيعات “Apple” من ساعتها الذكية في الربع الأخير من العام الجاري بنحو 20 إلى 25 مليون ساعة، فيما إعتبرت شركة الأبحاث “J. Gold Associates” بأن لن يكون مفاجئاً إن انخفض زخم مبيعات “AppleWatch” بعدما هدأت الضجة التي أحدثتها في السوق، وتقول الشركة إنه “لم يسبق لأي ساعة ذكية طـُرحت حتى الآن بما في ذلك ما طرحته “Apple” نفسها من ساعات متألقة واحترافية أن تحدث ضجة واسعة في السوق مصحوبة باستخدامات جذابة تجعل الناس يتهافتون عليها لاقتنائها”، وعلق رئيس الشركة جاك غولد بالقول: “لماذا أنفق 400 دولار لأشتري شاشة أضعها في رسغي في حين أنها تؤدي المهام ذاتها التي يوفرها لي الهاتف الذي أحمله؟”
مقتنيات نرتديها بلا سبب
ومثلها مثل سائر مصنعي الساعات الذكية تواجه “Apple” تحدي إقناع الناس بأهمية الساعة الذكية والحاجة إليها في حياتهم اليومية، حيث تواجه صناعة ما يعرف “بالحوسبة القابلة للارتداء” إنتقادات لاذعة على أساس أن هذه الساعات تجعل حياتك أسهل، وقد تساعدك في اللياقة البدنية، إلا أنها لا تخدم الحاجة الأساسية للتواصل التي يوفرها الهاتف.
وفي الولايات المتحدة وعدد كبير من دول العالم يستطيع المستهلك الحصول على الهواتف الذكية بأسعار منخفضة كثيرا عن سعرها السوقي إذا قاموا بالتوقيع على عقود خدمة اتصالات سلكية ولاسلكية فيما تفتقر الساعات الذكية إلى هذه الميزة.
وبالنظر إلى هذه العوامل يرى المحللون أنه من غير الواقعي توقع ارتفاع مبيعات الأدوات القابلة للارتداء كالساعات الذكية بشكل مذهل يمكن مقارنته بالهواتف الذكية.
وقال محللون بأن قياس نجاح “Apple” في هذا القطاع في الوقت الراهن قد ينخفض بحسب مقدار الربح الذي تستطيع تحقيقه لدى بيعها لكل ساعة ذكية وبحسب المساحة الكبيرة التي تتطلبها من السوق.
وأشارت شركة “Kantar” للأبحاث إلى أن العملاء الذين يمتلكون هاتف iPhone هم أكثر اهتماماً بمجال الحوسبة القابلة للارتداء بشكل عام، وهم أكثر استعداداً لإنفاق المال على هذه الأدوات، مما يشير إلى أنه باستطاعة شركة “Apple” تحقيق نجاح أكبر من منافسيها في هذا القطاع.
يذكر أن “Apple” قد تقوم بإحكام السيطرة على 56% من سوق الساعات الذكية العالمية هذا العام تبعاً لشركة HIS للأبحاث.
وبحسب شركة “غولد” سيتطلب الأمر نحو سنتين لإدراك المهام التي يريد العملاء أن تؤديها لهم الساعات الذكية، ما يحتم على “Apple” ومنافساتها القيام ببعض التعديلات على هذه المنتجات.