IMLebanon

لقاءات جعجع: لا حلحلة رئاسياً وممنوع هزّ الاستقرار في لبنان

geagea-gov..

حركة الاتصالات التي شهدتها الساحة الداخلية والعربية وأبرزها الزيارة التي قام بها رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية شكّلت محطة أساسية في التعامل مع التطورات ما بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب. وفي حصيلة لهذه الحركة التي أطلعت عليها “النهار” من المعنيين بها مباشرة يتبيّن أنه يجب عدم انتظار أي حلحلة في لبنان لا سيما منها ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي ما زال القرار الاساسي في شأنها بيد ايران في وقت لا تزال الازمة العراقية مستمرة ومثلها الحرب في سوريا حيث يتبيّن أن هناك ستاتيكو يتحكم في مسار هذه الحرب التي كبدت “حزب الله” حتى الآن وفق معلومات مؤكدة بما يتراوح بين 1500 و2000 قتيل. في المقابل، ينعم لبنان باستقرار بفضل الامكانات التي يتمتع بها الجيش والقوى الامنية مما يجعل الوضع الداخلي تحت السيطرة فيما أنشأ الجيش خط دفاع في القلمون يستطيع أن يتصدى لكل قوى المعارضة في حال توحدت وقررت مهاجمة لبنان. ومن غرائب الأمور، أنه وعلى رغم كل التطورات في المنطقة فان لبنان يستضيف هذا الصيف مئة مهرجان واحتفال بموجب تراخيص منحتها وزارة السياحة.

وفيما يتعلّق بأزمة النفايات ألقى هؤلاء المعنيون باللائمة على الوزراء المختصين لأن القرار الحكومي متخذ بتنفيذ خطة منذ 6 أشهر وجاء موعد اقفال مطمر الناعمة وفق هذه الخطة التي أخذها النائب وليد جنبلاط على عاتقه ولا داعي لتحميله أي مسؤولية. لكن موضوع النفايات كشف عطلا في جوهر الحكومات التي يجري تشكيلها مما يتطلب اعتماد صيغة حكومات التكنوقراط مستقبلاً.

حول زيارة الدكتور جعجع الى السعودية والتي كان الهدف الأساسي منها التعارف، قال المعنيون أنها أتت بعدما أصبحت هناك في المملكة قيادة ديناميكية تتحرك بسرعة وأكبر دليل هو اليمن حيث استطاعت المملكة بعد تدريب المنشقين عن جيش علي عبد الله صالح أن يسيطر هؤلاء على محافظة عدن ومناطق أخرى. وقد كان تدخل ايران في اليمن بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”. وباتت السعودية في مواجهة شاملة مع ايران في سوريا وغير سوريا على قاعدة رفض تقسيم أية دولة عربية معتبرة مشروع دولة “داعش” بأنه “تخريف”. والمملكة مستعدة لهذه المواجهة على قاعدة “الرطل بدو رطل ووقية”.

فيما يتعلّق بالموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية في لبنان أبلغت قيادة المملكة الزعماء اللبنانيين الذين زاروها أنها تعتبر هذا الملف بيد اللبنانيين أنفسهم وبشكل أدق أنها تعتبره موقعاً مسيحياً وفي تقدير قيادة المملكة أن التقارب بين المسيحيين سيكون حول مشروع الدولة وليس حول أي مشروع آخر.

وترى قيادة المملكة أن حل موضوع “حزب الله” هو في ايران ولكن على قوى 14 آذار أن تقوم بما يجب من أجل مشروع الدولة والاستقرار في لبنان، والمملكة ستكون الى جانبها في هذا المضمار لكن هذه القوى لا تعمل بما فيه الكفاية.

ويرى المعنيون بهذه الاتصالات أنه لو كان الرئيس سعد الحريري في لبنان لكان 99 في المئة من المشاكل وجد حلاً، اذ أن المطلوب أن تكون هناك قيادة على الارض. وأشار هؤلاء الى حوار صريح دار بين الرئيس الحريري وبين الدكتور جعجع في لقائهما الأخير في جدة، وكان هناك تباين في النظر الى موضوع رئاسة الجمهورية. فبينما يدعو الحريري الى اعتماد مرشح وسطي لاحراج ايران يعتبر جعجع أن ايران غير آبهة بحسن نوايانا ولذلك لا بد من ثبات 14 آذار في مواقفها لا سيما وأنها تواظب على حضور جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا تحارب في سوريا وهناك تجربة اتفاق الدوحة الذي رعته دول عدة ولم يصمد سنة واحدة. كما دعا جعجع الى التركيز على أولوية قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخاب في اطار تشريع الضرورة. وفيما يعتبر الحريري أن مشروع الانتخابات المختلط الذي يحظى بموافقة “المستقبل” و”الاشتراكي” و”القوات” لا يشمل المكوّن الشيعي يعتبر جعجع أن هناك إمكان للتقارب مع الرئيس نبيه بري في شأن ما هو أكثري وما هو نسبي في القانون. وكانت هناك دعوة من العماد عون الى جعجع للاتفاق على القانون الارثوذكسي فكان جواب الأخير أنه ملتزم بالقانون المختلط الذي أكد جنبلاط لجعجع أنه سائر فيه.

وفيما يتعلّق بالرأي العام المسيحي تشير الاستطلاعات الى أن مؤيدي “القوات اللبنانية” يوازون مؤيدي “التيار الوطني الحر”. في مقابل نسبة 40 في المئة ممن لا رأي لهم وشددت المصادر ذاتها على أهمية الاتفاق بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” الذي أزال الجو العدائي المزمن بين الجانبيْن. وشددت على عدم المس بالاستقرار القائم في لبنان وعدم هزّه، وطالبت بالمضي قدماً في تطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل.