IMLebanon

حزب الله يدير “المقاومة السورية لتحرير الجولان”

joulan-syria

لا يزال الغموض يكتنف حقيقة “المقاومة السورية لتحرير الجولان”، رغم مرور أكثر من عامين على إعلان تشكيلها، ولم يتضح بعد ما إذا كانت مهمتها تتعدى قتال فصائل المعارضة السورية المسلحة المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى قتال إسرائيل.

وأعيد الضوء إلى “المقاومة السورية لتحرير الجولان” أخيرًا، بعد ضربة جوية نفذتها طائرة إسرائيلية من دون طيار في بلدة حضر السورية المحاذية لهضبة الجولان السوري المحتل، الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر منها، علمًا بأن هذه الضربة ليست الأولى، إذ قتل أربعة آخرون في شهر أبريل (نيسان) الماضي منهم، إثر ضربة إسرائيلية أيضًا، قرب الشريط الحدودي مع الجولان، بحسب ما أعلنت تل أبيب.

ورغم الحديث عن تلك المجموعات، فإن أهالي الجولان، لا يفرقون بين عناصر هذا التنظيم، و”الميليشيات المحلية كقوات الدفاع الوطني أو سواها”.

ويقول مصدر مدني من قرى الجولان السوري لـ”الشرق الأوسط”، إن “جميع الفصائل الموالية للنظام، تُستخدم كذراع عسكرية برية داعمة له في حملاته المتواصلة ضد المناطق والقرى المحررة في ريف دمشق الغربي والقنيطرة وريف درعا الشمالي”. ويرى المصدر أن “عناصر المقاومة السورية هم بالأصل عناصر من الشبيحة وقوات الدفاع الوطني الذين تم اختيارهم، وخضعوا لدورات تدريبية في لبنان وإيران”، مضيفًا: “لا يشهر عناصر المقاومة انتماءهم لها، كما يفعل بالعادة معظم عناصر الدفاع الوطني، ولكن تبقى العلاقة الوظيفية التي تجمعهم بقياداتهم وسلطة حزب الله المباشرة عليهم، بمثابة المحدد الأساسي لمهماتهم القتالية”.

وتبدو هوية هذه المجموعات متصلة بحزب الله اللبناني، بعد إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مايو (أيار) 2013، عن إطلاق “العمل العسكري المقاوم لتحرير الجولان”. لكن الانطلاقة الحقيقية لتشكيل المقاومة السورية لتحرير الجولان، تأخرت إلى مطلع عام 2014.

ويقول معارضون سوريون، إن إطلاقها “جرى بإشراف مباشر من حزب الله اللبناني الذي كان قبل ذلك يبحث عن موطئ قدم له عند الخاصرة الإسرائيلية، في قرى الجولان السوري تحديدًا”.

ويقول مصدر مطلع على أحوال القرى الدرزية في جنوب سوريا لـ”الشرق الأوسط”، إن حزب الله والنظام السوري “سعيا في ذلك الحين إلى تجنيد عناصر طائفية من سكان الضواحي في دمشق كمساكن الحرس الجمهوري والمزة 86 ومنطقة السيدة زينب، ليكونوا عماد حملة عسكرية يقودها الحزب لاستعادة بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ أواخر عام 2013”.

وبالتوازي “أوفد الحزب في بداية 2014 الأسير المحرر والضابط لديه سمير القنطار للتأثير على أهالي القرى الدرزية في الجولان السوري وفي ريف دمشق والسويداء، وإقناعهم بتشكيل ميليشيا درزية تقاتل إلى جانب النظام، تحت الكثير من الذرائع الطائفية، كان أهمها استعادة مقام الشيخ عبد الله الواقع بالقرب من مزرعة بيت جن والعائدة ملكيته لطائفة الدروز، ويحظى لديهم باحترام بالغ ومكانة خاصة”، كما يقول المصدر، مشيرًا إلى أن “دعوة القنطار اصطدمت بحالة من الرفض التام حين اعتبر رجال الدين الدروز في قرى القنيطرة، أن حل مسألة المقام الديني يكون بالطرق السلمية والتفاوض وليس بالقتال”

وبحسب مصادر سورية معارضة في الجنوب “فشل القنطار في تجنيد الشباب الدروز، لكنه استطاع استمالة ما لا يزيد على 120 شخصا من الشبيحة المعروفين، وعرفت مجموعته بين الأوساط الدرزية بجماعة (سمير القنطار)”.

وبرز دور مجموعة القنطار أيضًا في معركة الجنوب في الشتاء الماضي، حين شنت القوات النظامية ومقاتلو حزب الله اللبناني معركة للسيطرة على بلدات ومناطق مثلث جنوب دمشق – درعا – القنيطرة.

ويقول مصدر معارض في الجبهة الجنوبية لـ”الشرق الأوسط”: “كان لتولي حزب الله وضباط الحرس الثوري الإيراني منذ معركة مثلث الموت للقيادة المباشرة للعمليات في مناطق جبل الشيخ والقنيطرة، الأثر الأكبر في إطلاق سلطة الحزب على الميليشات المحلية الأخرى ومنحه فرصة اختيار عناصر موثوقة جديدة وتجنيدها، إلى جانب قوات الدفاع الوطني ولجان الحماية في مناطق سيطرة النظام”، مضيفًا أن معايير الاختيار “تركزت باتجاه سكان أبناء قرى الجولان السوري الذين حرص الحزب على استمالتهم وتجنيدهم لصالحه، نظرًا لما يتمتعون به من صلات قرابة تجمعهم مع أقارب يقطنون في القسم المحتل من قرى الجولان، وقدرتهم على الاضطلاع بالمهام الاستطلاعية وإمداد الحزب بالمعلومات الاستخباراتية المفيدة من المناطق التي تحتلها إسرائيل”. إلا أن حالة الانتماء للمقاومة، يضيف المصدر، “بقيت تقتصر على أفراد، وأبعد ما تكون عن حالة الانتماء إلى فصيل مقاوم”.

وتعرضت المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، منذ انطلاقة “المقاومة السورية لتحرير الجولان”، إلى أربع عمليات على الأقل، أسفرت إحداها عن وقوع قتيل إسرائيلي، وأخرى عن سقوط جرحى. وتنوعت العمليات العسكرية بين استهداف مدرعة إسرائيلية بعبوة ناسفة، وإطلاق قذائف وصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية داخل الشريط الشائك. وكان جيش إسرائيل يرد بإطلاق القذائف باتجاه المناطق السورية في القنيطرة. وبعدها، توسعت دائرة العمليات الإسرائيلية، حيث استهدف سلاح الجو قافلة لحزب الله في المنطقة في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، أسفرت عن مقتل 5 عناصر من حزب الله وضابط إيراني.