IMLebanon

بانتظار إصلاح معمل الزهراني الكهربائي…التقنين العشوائي مستمر

zahrani_kahraba
لم يتحرّر لبنان حتى اليوم من خناق موجة الحرّ التي تضرب طبيعته في الفترة الراهنة، ما يؤشر إلى تفاعل أزمة التقنين بالتيار الكهربائي في المناطق كافة من دون استثناء والتي وصلت بصماتها إلى بيروت الإدارية تحديداً.
أمام هذا الواقع، تعمل مؤسسة كهرباء لبنان ضمن إمكاناتها المتاحة على إصلاح الأعطال الطارئة بحسب ما أعلنت مصادر في المؤسسة وأفادت أن «تحسّن الوضع ينتظر إصلاح المجموعة الأولى في معمل الزهراني لوضعها على الشبكة بعد إجراء الصيانة الطارئة عليها والتي من المقرر أن تنتهي مساء اليوم، على أن تتحسّن التغذية بالتيار اعتباراً من يوم غد الجمعة».
وأكدت المصادر أن «هناك طاقة إضافية يتم تأمينها من معمل الكهرباء في بعلبك، ومن الإنتاج المائي الذي يُستخدم بطاقته القصوى، إلى جانب استمداد طاقة إضافية من الباخرتين التركيتين المنتجتين للكهرباء، لكن في كل الحالات هناك محدودية في الإنتاج برغم توفر أكثر من 1500 ميغاواط على الشبكة فيما الطلب يفوق الـ3000 ميغاواط».
ولفتت إلى أن «الأزمة تتجلى بحدة في العاصمة بيروت التي تتغذى من خط 220 ك.ف.، والتي لم تتمكن من الإفادة من الطاقة المعوّضة، في حين يزداد معدل الطلب بفعل ارتفاع حرارة الطقس، ما يشكّل ضغطاً على خط «حرج عرمون 220 ك.ف.» من دون القدرة على تغذية العاصمة من مصدر آخر بسبب عدم اكتمال وصلة المنصورية التي لو أنجزت لعالجت جزءاً كبيراً من الأزمة الراهنة، خصوصاً في بيروت الإدارية التي تتغذى من خط الـ220 ك.ف. لكن المؤسسة مضطرة اليوم إلى رفع معدل التقنين إلى أكثر من ثلاث ساعات في بيروت الإدارية نظراً إلى الوضع القائم.
خلية أزمة في جبيل
في المقلب الآخر، ليست بلاد جبيل أفضل حالا من المناطق اللبنانية الأخرى، إذ أن الطاقة المؤمّنة من كهرباء لبنان لتلك المنطقة لا تتعدى الـ 50 في المئة من حاجتها ما يسبّب انقطاعاً في التيار كل 15 دقيقة، بحسب ما أفاد مسؤولون تقنيون في شركة كهرباء جبيل «المركزية»، وأوضحوا أن «منسوب استهلاك الطاقة ارتفع بنسبة 30 في المئة في غضون شهر بسبب زيادة معدل استخدام المكيّفات الهوائية، وبالتالي لم تعد الطاقة المؤمّنة من كهرباء لبنان تلبي حاجة بلاد جبيل من الإستهلاك».
وإذ كشفوا أن «المولدات في بلاد جبيل تعمل 16 ساعة في اليوم، وهذا أمر لم يعد يُحتمل»، أشاروا إلى «النمو الإقتصادي السنوي في تلك المنطقة البالغ 10 في المئة والذي يزيد من معدل الطلب على الطاقة، إضافة إلى 50 في المئة من النقص في الطاقة حيث ترفض كهرباء لبنان زيادة قدرات الطاقة لبلاد جبيل، ما يضيّق الخناق على المنطقة الأمر الذي سيدفع حتماً إلى إنشاء مصنع لإنتاج الطاقة في جبيل، لتأمين التيار للمواطنين على مدار 24 ساعة، وتصبح المنطقة مستقلة تماماً عن مؤسسة كهرباء لبنان».

وفي سياق متصل، تتعرض منطقتا اهالي حاصبيا والعرقوب ومنذ فترة طويلة لأبشع واقسى عملية من التقنين القاسي والعشوائي بلغ ذروته على مدى الاسبوعين الماضيين ليصل الى معدل 18 ساعة يوميا مما يعني تقنين التقنين بالرغم من موجة الحر الشديدة التي تجتاح هاتين المنطقتين ووصلت احيانا الى 45 درجة مع ضعف حاد وغير مسبوق في قوة التيار خلال ساعات التغذية وبمعدل 150 volt من اصل 220 volt المعدل الطبيعي لقوة التيار الامر الذي نكد عيش المواطنين واغرقهم في ظلام دامس وانعكس سلبا على حياتهم الاقتصادية والمعيشية ورتب عليهم خسائر مادية فادحة نتيجة توقف حركة العمل في المصانع والمعامل التي تعمل على الطاقة الكهربائية ناهيك عن الاعطال التي لحقت بالادوات المنزلية الكهربائية وذلك في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة لم يعد بمقدورهم تحملها.
اهالي حاصبيا والعرقوب يستغربون اشد الاستغراب هذا التقنين الظالم بحقهم ويرفعون اليوم الصوت عاليا مطالبين الجهات المعنية وبخاصة وزارة الطاقة ضرورة العمل سريعاً على تخفيض ساعات التقنين وتنظيمه بصورة صحيحة لرفع الغبن اللاحق بهم قبل ان يضطروا الى اللجوء الى خطوات تصعيدية لمعالجة هذه المشكلة وايجاد الحلول المطلوبة لها متسائلين عن الوعود التي سبق واطلقها الوزير جبران باسيل اثناء توليه حقيبة وزارة الطاقة ابان الحكومة السابقة بأن يكون العام الحالي هو عام الكهرباء على مدار الساعة دون انقطاع في حين بينت الحقيقة انها مجرد وعود واهية لم تنتج سوى الظلمة والعتمة التي ما بعدها عتمة باتت وكانها قدرا تتحكم برقاب العباد وتهدد لقمة عيشهم خاصة وأن ابناء حاصبيا والعرقوب حتى ابان فترة الاحتلال الاسرائيلي البغيض لم يتأخروا يوما عن تسديد كافة الضرائب والرسوم المترتبة عليهم تجاه الدولة وبخاصة رسوم الكهرباء والمياه وغيرهما من ضرائب آملين ان تلقى صرختهم اليوم آذانا صاغية من قبل المسؤولين واصحاب القرارالذين لا هم لديهم سوى البحث عن كل ما من شأنه ان يشبع طموحاتهم ومصالحم الشخصية والفئوية دون الالتفات الى المواطن الذي بات يئن وجعا من الاوضاع المعيشية الصعبة التي تحاصره في كل اتجاه الى حد انه بات يشعر بأنه في واد ودولته المسؤولة عن همومه وشجونه في واد آخر.