IMLebanon

رسائل طهران من بيروت إلى عواصم القرار؟!

mohamad-jawad-zarif4

 

ذكرت صحيفة “النهار” أن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولة تقوده من بيروت الى دمشق فموسكو سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام “الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد”.

وقال ظريف: “نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ونقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان”.

وأشارت “النهار” إلى ان ظريف سجل في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة “بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية”. واشار الى ان هذا الموضوع “يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني”. واضاف ظريف في اللقاء أن “أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا”.

ويلتقي ظريف اليوم الرئيس نبيه بري وسيكون الطبق الرئاسي على مائدتهما، استنادا الى مصادر متابعة، بعدما عرض الظروف التي تحكمه وتؤخره في لقاء ليلي مع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. ويختتم زيارته بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل ظهرا في قصر بسترس.

في خط مواز، ذكرت “النهار” أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد بأن الزيارة انتظرت زيارة وزير الخارجية الايراني لبيروت.

واعتبرت مصادر مواكبة لمحادثات الوزير الايراني أن معيار نجاح زيارته سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.

صحيفة “السفير” قالت: “إن أوساطا سياسية مخضرمة في «8 و14 آذار» التقت عند وصف تصريحات ظريف في بيروت بأنها «جدّية» “محترمة” و”حريصة” و”هادئة”، مشيرة إلى أن الوصفة التي يحملها للبنانيين “هي الاستقرار اللبناني ثم الاستقرار اللبناني”، وهي وصفة شبيهة بالمقالة التي نشرها قبل عشرة أيام في «السفير» وقال فيها “الجار ثم الدار”.

وأضافت “السفير”: “اختار وزير الخارجية الإيرانية، لبنان، لتوجيه رسائل إلى «دول إسلامية في الشرق الأوسط»، فسارع فور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إلى دعوة تلك الدول «الى تلبية ندائنا الى مزيد من التعاون».

من جهتها، قالت مصادر مطلعة على زيارة الوزير الخارجية الايراني إلى لبنان “إن ظريف سيحمل رسالة تأكيد على دعم إيران لحزب الله الذي لا يزال لاعبًا أساسيًا كما غيره من اللاعبين الأساسيين، إنما مع تغير في الأدوار في ظل الحديث عن التسوية المرتقبة في سوريا والتي ستنص على خروج الميليشيات من المعركة”.

وأشارت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إلى أن مباحثات ظريف لن تكون بعيدة عما سبق أن تم التداول به حول المرحلة الانتقالية التي سيكون للأسد “دور شكلي فيها”، أي رئيس من دون صلاحيات، وتشكيل حكومة تقرّ اتفاقًا سوريًا على غرار “اتفاق الطائف اللبناني” بما يتضمّنه من توزيع صريح للرئاسات والمناصب على الطوائف والمذاهب، ومن ثم انتخاب رئيس سوري جديد، مضيفة “أما البحث في الموضوع اللبناني فلن يتخطى في الوقت الحالي المحافظة على الاستقرار في البلاد”.

هذا، ووصف مصدر حكومي كما ذكرت “اللواء” محادثات الرئيس تمتم سلام مع ظريف بأنها كانت جيدة، وهي تناولت ثلاثة ملفات من ضمنها الاتفاق النووي، وضرورة الافادة منه لدعم ملفات الاستقرار في المنطقة. ودعم المؤسسات الرسمية في لبنان، وأبرزها إنهاء الشغور الرئاسي، لكنه شدّد بأن المسؤول الإيراني لم يحمل أي مبادرة في هذا الخصوص.

إلى ذلك، رأت مصادر سياسية مواكبة للموقف الإيراني من الأزمة اللبنانية في حديث لصحيفة “الحياة” أنّ لبنان يشكل، من وجهة نظر القيادة الإيرانية، حلقة أساسية من مثلث محور الممانعة، وهي توليه اهتماماً مميزاً ولن تفرّط بأوراقها في المعادلة الداخلية من دون أي مقابل، خصوصاً أنها تخشى أن تدفع التطورات المتسارعة، من عسكرية وأمنية في سوريا، الى استعجال البحث عن مستقبل النظام في سوريا في ضوء التحرك الروسي المدعوم إيرانياً للبحث عن حلّ سياسي للحرب في سوريا والذي سيواكبه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارته موسكو في الأسبوع المقبل.

وسط هذه الأجواء، سارعت أوساط سياسية في بيروت عبر صحيفة “الراي” الى طرْح علامات استفهام بشأن إذا ما كان إلغاء ظريف زيارته لضريح عماد مغنية هو “تقني” فقط، أم أنه ينطوي على أبعاد أخرى تتصل بمرحلة ما بعد الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي وعدم رغبة طهران في توجيه رسالة “استفزاز” الى واشنطن، خصوصاً في غمرة المساعي لتثبيت هذا الاتفاق وضمان عدم رفْضه من الكونغرس.

ومعلوم أنه إبان الزيارة التي قام بها ظريف لبيروت في كانون الثاني 2014، شكّل وضْعه إكليلاً من الورود على ضريح مغنية محطة بارزة بلغت أصداؤها واشنطن التي تلقّفت في حينه ما اعتُبر “رسائل تَشدُّد” متعددة الطرف، وجّهتها طهران من روضة الشهيدين، اذ رأت أن من شأن ذلك تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.