IMLebanon

موقوفو بحنين أمام “العسكرية”: لا أحد يعرف حبلص!

Military-Tribunal

“والدتي خرساء. والدي مسن. لست متعلِّماً، طُرِدت من المدرسة عندما كنت في الصف الأول الابتدائي”. لماذا طُرِدت؟ “رسبت في الصفّ الأول خمس سنين فطردتني إدارة المدرسة”. جانبٌ من إفادة أحمد بكداش، أحد المتهمين في ملف أحداث الشمال الذي أوقف بعدما اعترف عليه شقيقه محمود خلال التحقيق معه لدى وزارة الدفاع. الشقيقان اليافعان بشعريهما الطويلين المسدلين على كتفيهما أضحكا الحضور في المحكمة غير مرة، علماً بأن محاميهما تحدّث عن تعرضهما لحادث صدم خلال طفولتهما، أثّر في النمو العقلي لأحدهما.

حال الشابين من حال المتّهم الخمسيني الذي مَثَل أمام هيئة المحكمة يحلف أيماناً معظّمة أنّه لم يرشق الطوّافة العسكرية بالحجارة، طالباً من هيئة المحكمة مواجهته بالطيّار أو إحضار صُور تُثبت فعلته، وإن حصل ذلك فهو على استعداد أن يُعدم شنقاً. لكنّه لا يقل طرافة عن الموقوف محمود عيسى الذي يُحاكم في قضية أحداث بحنين، والذي أجاب القاضي لدى سؤاله عن علاقته بالشيخ خالد حُبلص قائلاً: “ما بعرفوا… أنا ما بصلّي أصلاً”.

أحمد ومحمود بكداش، إلى جانب محمد النحيلي ومحمود الحلاق وخالد الراعي وعبدالله مظهر الصبّاغ، استجوبوا أمس بجرم تشكيل مجموعة مسلّحة بهدف القيام بأعمال إرهابية والنيل من سلطة الدولة وإثارة الفتن الطائفية وفتح معارك عسكرية.

غير أن معظمهم نفوا التهم الموجّهة إليهم، باستثناء الموقوف الحلّاق الذي أجاب رئيس هيئة المحكمة قائلاً: “إيه شاركت بمعارك جبل محسن التبّانة.. عمّي وخالي ماتوا بالمعركة”، كاشفاً أنّه تسلّم السلاح من المدعو مصطفى النحيلي الذي استهدف ملّالة للجيش بقذيفة وقُتل على إثرها. غير أنّه نفى علاقته بأسامة منصور، زاعماً أن الأخير كفّره كما كفّر الجيش. كذلك فعل الراعي، الذي أبلغ العميد إبراهيم قائلاً: “وقت تعلق بحمل أخمس وبنزل لحماية منطقتي”، نافياً ارتباطه بأي مجموعة أو حصوله على مال من أحد. أما الصبّاغ الذي يعمل في تمديد اشتراكات المولدات، فنفى مشاركته في المعارك أو إطلاق النار قائلاً: “أنا ضرّيب سكاكين.. مشاكل فردية مش إرهاب ومش داعس التبانة من 2010”.

الصبّاغ المولود عام 1991 دخل السجن أول مرة عندما كان عمره 16عاماً بجرم طعن أحدهم. وبين 2007 و2015 مكث في السجن أربع سنوات. وقد ترافع وكلاؤهم طالبين براءة بعضهم وكف التعقبات عن الآخرين لعدم كفاية الدليل.

مساءً، أصدرت المحكمة العسكرية أحكامها فقضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات بحق كل من محمود بكداش والنحيلي والحلاق والصباغ وإلزامهم بتقديم بنادق حربية. وقضت بسجن خالد الراعي لمدة سنة ونصف السنة وأحمد بكداش لمدة سنة وإلزامهما بتقديم بندقية حربية.

إلى جانب معارك باب التبانة جبل محسن، حضرت أحداث بحنين. تردد اسم الشيخ خالد حُبلص عشرات المرّات على لسان رئيس المحكمة الذي استجوب الموقوفين بالتفصيل الممل. ورغم أن الاستماع إلى معظم إفادات الموقوفين الثمانية يكاد يُظهر أن أحداث بحنين لم تحصل أصلاً، تمكن رئيس المحكمة من الإيقاع بأحدهم أكثر من مرة عبر إعادة تكرار طرح الأسئلة وجرجرته في الكلام. محمد ملص ومحمود موسى وخضر ملق ووحيد المرقبي وابراهيم ملص وخالد الشمالي وتامر نصوح ويوسف الكنك استجوبوا بجرم تشكيل مجموعة إرهابية ومحاولة قتل جنود الجيش.

إضافة إلى الإفادات الأولية للموقوفين، كان بحوزة القاضي لائحة اسمية عُثر عليها في مسجد هارون تتضمن أسماء أشخاص وأرقام هواتفهم ونوع السلاح وكمية الذخيرة التي سُلِّمت لهم. وقد استجوب أمس محمود موسى ووحيد المرقبي والقاصر م. ن. الذين أفادوا بتورط المطلوب الفار ظافر البحصة وربيع العبوشي بتسليمهم السلاح وتجنيدهم أو محاولة تجنيدهم.

وقد أُرجئت الجلسة إلى الثامن من شباط المقبل. كذلك حضرت على سجل المحكمة أسماء كل من محمود أبو عباس، ناقل انتحاريّي الطيونة وضهر البيدر وطليقة البغدادي سجى الدليمي، غير أن جلسته أُرجئت إلى عشرين كانون الثاني المقبل. كذلك الأمر مع إبراهيم بحلق وإياد الصطوف المتهمين بقتل ضباط وجنود من الجيش في عرسال، بينهم الضابط الشهيد نور الجمل. وقد أُرجئت الجلسة الى التاريخ نفسه.