IMLebanon

إبراهيم: لا مكان في مهماتنا الأمنية للتراجع

abbas-ibrahim

 

أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم أن “إصرارنا على الإحتفال بعيد الامن العام ولو بالحدود الدنيا وملف رفاقنا العسكريين المختطفين لم يقفل بعد، لا يعني بحال من الأحوال القفز فوق الواقع الدقيق للبنان الذي وقع على خط الأزمات والإهتزازات التي تعصف بالمنطقة، بل لنؤكد أننا أمام مسيرة زاهرة لمؤسستنا، عمرها من عمر الوطن، ساهمت ولا تزال في حفظ الأمن، صانته بالدم والعطاء والتضحية والخدمة الجادة الهادفة لكي ينعم اللبنانيون بما هو حق لهم علينا”.

ابراهيم، وفي كلمة لمناسبة العيد السبعين للأمن العام، قال: “لا مكان في مهمتنا الامنية لكلمة تراجع أو إستسلام، ولا في قسمنا مفردات الرضوخ والإنهزام، ولا في عملنا الخدماتي التقصير أو الفساد، بل في وجداننا القانون وكرامة اللبناني وحقه في العيش بسلام واستقرار. ونحن نحتفل بهذه المناسبة ككل عام لنؤكد للبنانيين أن الامن العام ليس الوهم والسراب، بل الواقع والرجاء، الامن العام ليس الشك والظن، بل الحقيقة واليقين، الامن العام ليس التردد والضعف، بل القوة والعزم. في اختصار، نحن الإرادة التي لا تجف في سبيل الدفاع عن الأرض والحفاظ على الكيان، ومواجهة الخطر الذي يدهمنا على إمتداد حدودنا في الجنوب والشرق، مع عدوين لا يعرفان لقيم الإنسانية والحق والسلام أي طريق”.

وخاطب العسكريين: “أحصروا همكم ومهماتكم بالإنضباط الوطني الجامع على مساحة الوطن، فسلامة الحدود تعني الاستقرار الداخلي، والإستقرار الداخلي يعني العيش بأمان اجتماعي، وهذا لن يكون إلا بوعي حقيقي لخطر الاستباحة اليومي لحدودنا من اسرائيل، ولخطر اصحاب الدعوات التكفيرية، وهما عدوان ما ميزا يوما بين أي لبناني، قتلوا أهلنا وخطفوا أعزاء من بيننا، لا يترددان في إشعال الداخل متى استطاعا الى ذلك سبيلا”.

وتابع ابراهيم: “كنا وسنبقى على قدر التحديات التي تواجه بلدنا، لأننا مسؤولون أمام الوطن والناس، ونعاهدهم أننا سنتابع مهماتنا وننفذ ما هو مطلوب منا بمنتهى الشجاعة والإقدام والإندفاع من دون أي تردد، مدركين أن قسمنا وولاءنا ممهورين بالدم. نحن نعرف أن تحقيق ما أنيط بنا من صلاحيات يستلزم عملا فعالا وجهدا وطنيا جامعا من كل شرائح الوطن، لكن الفراغ في المؤسسات والسجالات يجب أن تشعرنا بمسؤولية مضاعفة للإستمرار في الدفاع عن لبنان، لأن الأمن العام وكل القوى الرسمية الأخرى، هم خط المواجهة الأول عن لبنان، إذا سقطوا سقط الوطن والكيان.

وأردف: “قناعتنا هي العيش الواحد لكل اللبنانيين لا عيشا مشتركا، لأن الشراكة تعني تقاسما لا نريده، لأننا ملتزمون بلبنان الواحد. ولا مكان في مؤسستنا للفئوية والطائفية والمذهبية، ولا مكان للنفعية والإنتهازية والسمسرة والفساد أو التمييز، وسمتنا ستبقى القانون والحق والعدالة والشفافية. لقد كان وسيبقى القانون تاجا لحماية وصون حقوق اللبنانيين، وسنبقى أشداء على أعداء وطن الرسالة والثقافات المتعددة”.

ورأى ابراهيم أن “المصاعب والشدائد التي نمر بها، والتردي السياسي والإقتصادي والإنقسامات الأفقية والعمودية التي تحكم يومياتنا، كلها ملفات جعلت البلد جسدا مريضا منهكا. الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته، أما الحدود الشرقية فقد صارت بوابة عريضة لرياح الفتنة والقتل والخطف والأعمال الارهابية. وعلى الرغم من ذلك فقد واجهنا، متحدين مع باقي القوى الرسمية، فحققنا انجازات نوعية على مساحة لبنان، وهذا لم يتحقق إلا بفضل اندفاعكم في العمل وتفانيكم وتضحياتكم”.

واضاف: “في احتفالنا هذا يجب أن نتصارح لنتصالح، فالمديرية حققت الكثير من مخططها التطويري، لكن هذا لا يكفي. أمامنا المزيد من العمل والتحديث على كل المستويات الإدارية والأمنية، وسنعمل في السنوات المقبلة جاهدين لتحقيق ما نصبو اليه، وأي نقص في الإمكانات لن يمنعنا من أن نكون مؤسسة الوطن الواحد. وإني واثق بأنكم لن تبخلوا بالغالي قبل الرخيص للمحافظة على لبنان وأهلكم جميعا.

وختم ابراهيم: “باسمي وبإسمكم نعاهد لبنان واللبنانيين على تقديم القانون على الأهواء والفئويات المريضة، والإنتماء إلى الوطن على العصبيات الجاهلية. لن نبخل بشيء أيا كان لنستحق القول إننا رجال الأمن العام، رجال الأفعال لا الأقوال”.