IMLebanon

أزمة المياه في البقاع: لا حلول في الأفق

Water-Crisis-Bekaa
سامر الحسيني

لم يجد المئات من البقاعيين سوى الطرق ليحملوا اليها نكبة عطشهم في بقاع الينابيع والمياه المهدورة التي تسيل تحت أقدام الاهالي وتعبر جانب منازلهم ولا تدخل اليها إلا مياه الصهاريج التي تعد من اكثر القطاعات التجارية ازدهارا ونشاطا في البقاع.
بعدما تعبوا من عشرات المراجعات على ابواب مؤسسة مياه البقاع في زحلة ورياق، يشكون عطشهم الذي دخل يومه العشرين في منازل تقع في بلدتي حي الفيكاني وعلي النهري، لجأ الاهالي الى الطريق الرئيسية عند مفترق طرق رياق وعلي النهري وحارة الفيكاني، مناشدين وزير الطاقة والمياه التدخل لوقف ما أسماه الاهالي بيع المياه الى بعض المقاهي ومنعها عن منازلهم واطفالهم.
في الاعتصام حمل الاهالي بعض غالونات المياه الفارغة، وتحدث باسمهم فوزات دلول الذي طالب بثورة لإسقاط مؤسسة مياه البقاع التي لم تستقبل «شكوانا» على الرغم من تكرارها مرات عدة، الا انها لم تؤد الى عودة المياه الى مجاريها بل بقيت في المقاهي والاستراحات، وبقيت المنازل أسيرة العطش.
مأساة انقطاع المياه التي تطال عشرات المنازل في حي الفيكاني وعلي النهري، تعد واحدة من مئات حكايا العطش في البقاع الذي تفاقم مع ارتفاع ساعات التقنين وانقطاع الكهرباء عن محطات ضخ المياه الى خزانات القرى والبلدات البقاعية، مع تزايد في حجم الاعطال التي تطال غطاسات سحب المياه، الامر الذي يزيد من ازمة المياه في البقاع.
العطش لا يستثني بلدة بقاعية حتى شتورة وجديتا. هناك في بلدات الينابيع والمجاري المائية التي لا تنقطع، يؤمن الأهالي حاجياتهم من المياه عبر شراء مياه الصهاريج التي تتزاحم امام مواقف المنازل والمؤسسات التجارية.
استفحال أزمة العطش في البقاع، انعكس ازدهارا في تجارة مياه الصهاريج التي لا تنام في البقاع ويعمل سائقو الصهاريج على مدار الساعة حسب ما يشير احدهم من حي الفيكاني الذي يتحدث عن بيع 15 نقلة مياه في اليوم الواحد وهذا رقم مرتفع جدا بالنسبة لصهريج واحد.
ارتفع في الآونة الاخيرة سعر نقلة المياه من 15 الفا الى 20 الف ليرة لبنانية في قرى رياق وعلي النهري وحي الفيكاني، اما اسعار صهاريج المياه في شتورة وسعدنايل وجديتا وتعلبايا وتعنايل فتتجاوز 25 الف ليرة لبنانية حسب ما يشير بعض الاهالي.
لا تقتصر أسباب أزمة المياه والعطش في البقاع على مشكلة مصادر المياه التي تتبع مؤسسة مياه البقاع، انما احد اخطر اوجه ازمة مياه الشفة في البقاع ما اكده المئات من البقاعيين الذين شكوا من جفاف آبارهم الجوفية، ما دفعهم الى التوجه نحو مياه الصهاريج، الامر الذي يزيد بدوره من استنزاف المياه الجوفية.