IMLebanon

“الأنباء”: لماذا “طارت” قمة بكركي المسيحية ـ الإسلامية؟

bkerki

 

 

ما ان انطلقت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من مهرجان ذكرى الامام موسى الصدر في النبطية، حتى “طارت” القمة الإسلامية ـ المسيحية من بكركي لتحط مكانها قمة مسيحية ـ مسيحية، استحدثت من قبيل حفظ ماء الوجه.

ولوحظ انه في بيان “تأجيل القمة” قيل انه لم تعرف الاسباب، لكن الاسباب معروفة وفق معلومات صحيفة “الأنباء” الكويتية وإن تعددت مكوناتها والمبررات.

بداية التأجيل تم بناء لاتصال مباشر من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالبطريركية المارونية مساء الأحد يبلغ عن اعتذار رئيسه الشيخ عبدالأمير قبلان عن الحضور إلى بكركي أو أن يرسل ممثلا له.

مصادر متابعة، أوضحت لـ”الأنباء” ان الشيخ احمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز ونجل الشيخ عبدالامير قبلان والمتصرف حاليا بأمور المجلس الشيعي الأعلى بحكم الحالة الصحية لوالده، لم يكن متشجعا لهذه القمة منذ طرحها كفكرة من جانب بكركي، ورغم ذلك فقد اعتبر منظمو اللقاء الروحي ان المجلس الشيعي لن يقاطع هذا اللقاء، ولن يسجل على نفسه اعتماد سياسة المقاطعة، التي التزم بها حزب الله حيال جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، ثم لجلسات الحكومة حتى كانت لحظة الحقيقة بعد خطاب بري في النبطية وطرحه العودة للحوار التشاوري على مستوى رئيسي المجلس والحكومة ورؤساء الكتل النيابية.

ثمة من يقول لـ«الأنباء» ان مشكلة مشاركة المجلس الشيعي الأعلى في هذا اللقاء الروحي العابر للسياسات الحزبية والفئوية بدأت مع زيارة العماد ميشال عون لبكركي فور علمه بالقمة المطروح عقدها، اذ اعتبرت اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري ان جوا معينا يسعى عون لجر القمة إليه، ومن هنا كان قول احد داعمي الحراك الشعبي لقناة «الجديد» من ساحة الشهداء، ان الصراع الفعلي قائم بين الرئيس بري والعماد عون، برعاية حليف الطرفين حزب الله الذي يعمل في الحقيقة على موازنة الامور بين الطرفين كلما اختلت الكفة لصالح احدهما على الآخر.

وفي معلومات «الأنباء» ايضا ان جزءا من الخلاف ارتبط بالبيان الختامي، فقد تضمن البيان الختامي نصا على فورية انتخاب رئيس الجمهورية، بينما تحدثت مبادرة بري عن البحث برئاسة الجمهورية.

فالرئيس بري لا يستطيع الخروج من تحت سقف موقف “حزب الله” ومن خلفه ايران على هذا الصعيد، والحزب ملتزم بالتوقيت الإيراني لانتخاب رئيس لبنان، وقد حاول فريق المجلس الشيعي الأعلى تغييب هذه النقطة، عبر طرح فكرة تضمين البيان فقرة بدعم مقاومة حزب الله، وهذا امر لم يسبق للقمم الروحية ان تناولته.

اما عن الموقف الاسلامي، فقد ارتأى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وبالتشاور مع شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن عدم المشاركة في القمة تضامنا مع الفريق الشيعي وبالتفاهم مع بكركي، تحسبا لامتداد الشرخ الى الوسط الاسلامي.

وذكرت «الأنباء» ايضا ان الاطراف الاسلامية قررت عقد لقاء إسلامي جامع على مستوى رؤساء المذاهب في غضون اسبوعين، للبحث بإعادة التواصل مع بكركي لتحديد موعد جديد للقمة.