IMLebanon

الحواط: لضرورة إشراك الشباب اللبناني في الحوار

hawat

 

شكر رئيس بلدية جبيل زياد الحواط “الرئيس ميشال سليمان على كل ما قدمه لقضاء جبيل من مشاريع إنمائية”، معلنا “الاستمرار معا والعمل لما فيه نهضة مدينة جبيل وقرى القضاء”.

الحواط، وخلال احتفال تدشين بولفار العميد ريمون إده وإزاحة الستارة عن النصب التذكاري له في مدينة جبيل، قال: “من قال إن الأبطال يموتون وهم يخرجون من الدنيا، من قال إن سيرهم تنقضي بإنقضائهم، ومن قال إننا ننسى أو نتناسى شهداءنا الأبطال الذين استشهدوا ليبقى لبنان، ومن قال إن الأوفياء لا يتذكرون، ها هو يوم الوفاء المتجدد لأحد كبارنا العميد ريمون اده، هو يوم الإحتفال بتدشين بولفار على إسمه وإزاحة الستارة عن النصب التذكاري لقامته الوطنية الخالدة”.

وتابع: “يطول الكلام عن ريمون إده في وقفة الوفاء والإنصاف والعرفان بالجميل، حسبنا في هذا اللقاء، الإضاءة على بعض العناوين الكبرى من مواقفه وقناعاته الوطنية والسياسية، لنستذكر ما نحن بحاجة اليه في هذا الظرف العصيب من تاريخنا، لنعيد تصويب البوصلة الوطنية في مسارنا السياسي، قبل أن نضيع في لعبة الإرتباطات الخارجية، والمصالح الفئوية، والمنافع الفردية فنخسر وطنا كان بين أيدينا، هو، عطيةالأجداد والآباء والشهداء”.

وقال الحواط: “عندما اندلعت الحرب اللبنانية وعصفت به رياح الغرائز الطائفية والمذهبية والفئوية بقي ريمون إده الصوت المدوي للعقل والضمير الوطني المترفع فوق الولاءات الصغيرة الضيقة والمتصدي لتدمير الدولة وتفكيك الكيان وتهميش المؤسسات، بقي صوته داخل الندوة البرلمانية وخارجها رمزا للنائب الذي يقول الحقيقة، لا يساير ولا يهادن ولا يمالىء ولا يراوغ ولا يتراجع عن موقف إلا من أجل الحق، والذين ناصروه، أحبوه والذين خاصموه، احترموه، والجيل الذي ولد في غيابه رأى فيه مثالا لرجل الدولة المنتظر، رأوا فيه القطب الوطني، والزعيم الشعبي، والرمز الديمقراطي المتمسك بالحرية حتى الرمق الأخير، وفي موقفه من إسرائيل أدرك العميد باكرا خطر الدولة العبرية على الكيان اللبناني، فأعلن جهارا العداء لها، ودعا في رؤية خلاقة الى نشر البوليس الدولي أو ما يعرف بالقبعات الزرق Casques bleus على الحدود اللبنانية الجنوبية عام 1965، ولو تحقق الأمر لكان هذا الوطن الصغير وفر لنفسه حماية دولية ومظلة أممية حافظت على استقلاله وسيادته وحريته واستقراره وازدهاره، أما عن قانون اعدام القاتل الذي وضعه أيضا وطبقه بعدالة القضاء، فاستتب الأمن بعد حرب أهلية طاحنة، ونام الناس في بيوتهم آمنين مطمئنين، وكم نحن بحاجة اليوم الى التشديد في تطبيق القوانين، لمحاسبة المجرمين، وإنزال أشد العقوبات بهم وقد اصبحت صرخات الأمهات والثكالى والأرامل واليتامى تطلب عدالة السماء بعد ان فقدوا الأمل بعدالة الأرض والقضاء”.

واوضح ان “العميد دعا الى حياد لبنان في النزاعات الدولية والتحالفات الإقليمية ونبه الى خطر دخول لبنان في لعبة المحاور والصراعات والتحالفات الخارجية، بل عليه أن يقوم بتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب من خلال عروبة جامعة داعمة للقضايا العربية المحقة، وما اعلان بعبدا الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني في عهد الرئيس العماد ميشال سليمان الا دعوة واضحة لحياد لبنان في الصراعات الاقليمية والمحاور الدولية حفاظا على وحدته الوطنية و سلامة أراضيه”.

واضاف الحواط: “في زمن الدعوة الى مؤتمر للحوار الوطني للخروج من الأزمة الوطنية الراهنة، لا بد من القول بضرورة إشراك الشباب اللبناني الذي وحده يعاني من اليأس والإحباط والهجرة ويعبر عن وجعه وهمه ويأسه في الساحات والتظاهرات، اذ كيف يمكن للذين أوصلوا أجيالنا الى هذه الحالة البائسة من اصلاح ما أفسدوه بسياساتهم الخاطئة، لن ننسى في هذه الأمسية الجبيلية/الوطنية وقوف العميد الى جانب حقوق المرأة باقتراحه القانون الذي تقدم به عام 1953 بمادة وحيدة ونالت المرأة اللبنانية حقها بأن تنتخب وتنتخب في مختلف الهيئات السياسية والإدارية، هذا غيض من فيض أحلام العميد وانجازاته، وسيبقى بعد رحيله ينبوعا للدروس والعبر في الأخلاق الشخصية والسياسية، وفي عمق الإحساس بالمسؤولية الوطنية”.

وتابع: “من كل هذا، وفي ظل الأحداث الراهنة من تظاهرات وشعارات وسباقات الى الساحات، وفي ظل الدعوات المتشابكة والمتناقضة والمتنافرة، وفي ظل انتفاضة الشباب، ونقمة الشباب، وثورة الشباب التي بلغت بهم الى حد اليأس، في حين ان الشباب العربي انتفض وينتفض ويثور كل يوم على انظمته الإستبدادية مطالبا بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، أليس من واجبنا نحن الإختلاء مع الذات بصدق وتجرد لإصلاح ما أفسدته السياسة قبل وقوع الإنفجار وسقوط الهيكل فوق رؤوس الجميع، إن لبنان أيها السادة يعاني اليوم من خلل وتفكك وظيفي، والأحزاب السياسية والكتل البرلمانية غير قادرة على الإتفاق على أي موضوع وطني على الإطلاق، والطبقة السياسية بمعظمها وعلى مدى تاريخها لم تهتم إلا بمصالحها ومنافعها على حساب الوطن والمواطنين، وإن غياب الخدمات العامة، والفساد المستشري، وانعدام وسائل النقل العام، وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ثلاثين سنة، والبطالة والهجرة ، وتردي الإقتصاد، وهروب الرساميل، والزبائنية في التوظيف، وتسييس القضاء والأمن، وغياب الأنظمة الصحية الشاملة وضمان الشيخوخة والنظام التربوي في المدارس والجامعات والمناطق اللبنانية وغيرها جعلت شبابنا وأجيالنا في حالة قرف ونقمة وغضب واستنفار واستنهاض ضد كل أشكال الظلم والهيمنة والسيطرة والإستغلال وجني الثروات واستباحة الكرامات وقهر الناس في بيوتهم”.

ودعا الحواط الى “استلهام أفكار الشباب اللبناني المبدع والخلاق، والعمل بالوسائل الديمقراطية والضغوطات الشعبية، على إصلاح الخلل والثغرات في النظام الديمقراطي البرلماني عن طريق انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت دون إبطاءأو تأخير أو تعطيل، والى وضع قانون انتخاب عصري يمثلنا جميعا بعيدا عن المحادل الحزبية والطائفية العمياء، وعلى تطبيق نظام اللامركزية الإدارية لخلق دولة عصرية حديثة تلبي طموحات شعبها وأجيالها، والى دفع المستحقات المالية للبلديات واتحادات البلديات المصادرة منذ عشرات السنين وكأن الحكومات المتعاقبة لا تريد دفع عجلة الإنماء المتوازن في كافة المناطق اللبنانية”.

وقال: “ان شبابنا اليوم، ونحن منه، وأبناؤكم من جيل الشباب باتوا يطمحون الى وطن ودولة ونظام يحترم حقهم في الحياة الحرة الكريمة، ان شعبنا أيها السادة لم يعد يهمه من يضع الشعارات، ومن يسرق الشعارات، ومن يحتكر الشوارع والساحات، الشعب جائع، والشعب يتألم، والشعب يصرخ والجيش اللبناني رابض على الحدود بوجه الأعداء الذين يضمرون شرا بالبلاد والعباد، لقد قدمت مدينة جبيل في العمل البلدي الإنمائي أفضل نموذج للسياسة والإدارة والسياحة والإنماء، وعكست صورة لبنان الثقافة والعلم والحضارة الى العالم، فتبوأت المراكز العالمية، والأفضلية الإقليمية، والأسبقية المحلية في رعاية شؤون المواطنين وتلبية حاجاتهم، والوقوف الى جانبهم ليس في مدينة جبيل فحسب، بل في كل القضاء الذي يستمد حيويته ونبضه من قلب المدينة، لقد أعطى الجبيليون المثل الكافي لحسن ادارة المال العام، ومسؤولية العمل في الشأن العام، وتطبيق القوانين بشفافية وانتظام، لقد أعطينا من جبيل صورة مشرقة في هذا الليل المظلم على أنه لا مستحيل عند التصميم والتخطيط والعمل والمثابرة، وفي التجرد والشفافية وحب العطاء فالشكر كل الشكر لابناء مدينتنا ومنطقتنا على تضمامنهم وتكاتفهم ودعمهم لتحقيق الحلم”.

وختم قائلا: “تعالوا جميعا نعطي لبنان كما أعطينا جبيل برؤى صائبة وأياد متكاتفة وقلوب موحدة، تعالوا نضحي في سبيل الوطن، ليبقى لنا لبناننا الحر السيد المستقل”.

September 9, 2015 03:19 PM