IMLebanon

السنيورة في رسائل إلى بان والعربي والإتحاد الأوروبي: لإنهاء الأزمة السورية

fouad-sanyoura8

وجه رئيس “كتلة المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والى امين عام الجامعة العربية نبيل العربي، والى الاتحاد الاوروبي، يطالب فيها “بالعمل على انهاء الازمة السورية على اساس مؤتمر جنيف واحد، الذي يضمن للمواطن السوري عودة كريمة وعلى وجه الخصوص، للسوريين المشردين والبدء بإجراء المصالحة بين كل مكونات الشعب السوري، واستعادة الوئام والبدء بإجراء المصالحة بين كل مكونات الشعب السوري والبدء بمسيرة اعادة الاعمار والاستقرار والسلام واحلال الديمقراطية والدولة المدنية في سوريا”.

وفي ما يلي نصّ الرسالة:

“لقد صفعت صورة الطفل السوري الضحية البريئة إيلان المجتمع الدولي وضمير العالم بما دلت عليه من قساوة الجريمة المتفاقمة، التي يرتكبها النظام السوري والظلم والمهانة والاذلال، التي يتعرض لها المواطنون السوريون ويشارك العالم بأجمعه في ارتكابها وذلك من خلال السكوت عما يجري في سوريا.

إن كتلة المستقبل النيابية إذ تؤشر لمسؤولية النظام عن الجريمة المرتكبة بحق الشعب السوري والتي تتمثل بسقوط أكثر من ثلاثمائة ألف قتيل وما يزيد على خمسة أضعاف هذا الرقم من جرحى ومعوقين بسبب القصف والقتل واستعمال الأسلحة الكيمائية، وأيضا إلى نزوح أكثر من 12 مليون سوري يشكلون نصف الشعب السوري داخل سوريا والهجرة إلى خارجها. وما يزيد الحرقة في القلب والعذاب في الضمير وفاة أكثر من 2500 مواطن سوري غرقا في مياه البحر المتوسط وهم كانوا مع رفقاء لهم في رحلة العذاب الأليمة إلى مكان يأويهم خارج عذاب جهنم التي يفرضها النظام السوري من جهة، و”داعش” وأمثاله من جهة أخرى على الشعب السوري المسكين. في هذا الصدد، فإن الكتلة تتوجه بالشكر والتقدير إلى الدول الأوروبية الصديقة التي بادرت إلى استقبال ورعاية اعداد من اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب المستمرة في سوريا.

إن هذه الأزمة هي نتيجة منطقية لاستمرار تخلي المجتمع الدولي عن واجباته تجاه الشعب السوري واعتماد موقف المتفرج، ظانا أن إشكالية الحرب الدائرة في سوريا لا تعنيه مباشرة أو معتبرا أنه لا يمكن أن يكتوي بنارها، رغم كل النداءات التي أطلقت والتي تناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه المجازر التي ترتكب ضد الانسانية.

إن المبادرة إلى معالجة قضية اللاجئين السوريين إنسانيا أمر ممتاز ومقدر لكنه لا يشكل العلاج الحقيقي والدائم لهذه القضية الإنسانية الفظيعة. فمعالجتها تكمن في معالجة أسبابها وتحديدا من خلال العمل على إنهاء الحرب الدائرة في سوريا وإتاحة المجال للشعب السوري لتحقيق حلمه بإقامة نظام ديمقراطي حر في بلاده، بعيدا عن الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية وبعيدا عن التدخلات الخارجية، وبعيدا عن الحركات الراديكالية المتطرفة والتنظيمات الارهابية كـ”داعش” وغيرها من التي ارتكبت كلها أفظع الجرائم بحق هذا الشعب الصابر والمظلوم.

إن السكوت على مسؤولية النظام السوري عن ما يحدث في سوريا من تدمير إنساني وعمراني وحضاري يعني إطالة للحرب واستمرارا للنزيف البشري المتسرب الى كل مكان في المنطقة وخارجها ومنها عبر مياه المتوسط نحو أوروبا، ويشكل تحفيزا مباشرا للمزيد من التشدد والتطرف والعنف والإرهاب في المنطقة والعالم أجمع.

إن العالم أجمع مطالب باتخاذ موقف شجاع وحازم يساعد فيه الشعب السوري ويقدره على الوصول إلى مبتغاه في إقامة نظام ديمقراطي حر، من خلال دولة مدنية تحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري ويتساوى فيها المواطنون بين بعضهم بعضا دون أي تمييز أو إقصاء، بسبب الدين أو العرق أو المذهبأو الرأي السياسي.

إن الكتلة تتمنى على معاليكم بذل كل جهد ممكن مع المسؤولين في عواصم القرار في العالم من أجل المبادرة والإسهام في إيجاد الحل النهائي والعادل والسلمي الذي يضمن للمواطن السوري إنهاء الاستبداد والعنف الذي يرتكبه النظام السوري وعلى اساس القواعد التي حددها مؤتمر جنيف-I بما يضمن عودة كريمة للسوريين المشردين وإنهاء رحلة الشقاء والعذاب التي يعانون منها والتي يتسبب بها نظام بشار الأسد وبالتالي البدء بإجراء المصالحة بين كل مكونات الشعب السوري واستعادة الوئام والبدء بمسيرة إعادة الاعمار والاستقرار والسلام، وإحلال الديمقراطية والدولة المدنية في سوريا”.

September 10, 2015 03:21 PM