IMLebanon

السنيورة: هذه أسبابنا لرفض انتخاب عون!

 

seniora-aoun-berri

أكد رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة، أن انتخاب رئيس الجمهورية هو الممر الإلزامي للخروج من النفق الحالي، لافتا الى ان وجود الرئيس يسمح بإصابة العديد من الأزمات بحجر واحد، وهو بمثابة “الشيفرة” التي لا يمكن من دونها فتح خزنة الحلول المتصلة بالملفات المطروحة على جدول أعمال الحوار.

السنيورة، وفي حديث الى صحيفة “السفير” اعرب عن اعتقاده بأن التوافق على الرئيس يمكن ان يكون “صناعة وطنية”، إلا إذا كان البعض يعطي الأولوية لمآربه الخاصة أو لارتباطاته العابرة للحدود.

ورأى أن بعض الجهات المسيحية التي توحي بالحرص على صلاحيات رئيس الجمهورية وتتهم الآخرين باستهداف تلك الصلاحيات، إنما هي التي تضربها عندما تستسهل حسم الكثير من الأمور في ظل غيابه، والمفارقة أن ما تخشى منه تلك الجهات تقع فيه طوعاً، وتذهب اليه بأقدامها.

ولفت الى أن رئيس الجمهورية يمثل “القوة الناعمة”، التي يفترض بها أن تكون قادرة على الحزم والجمع في وقت واحد.

ولمزيد من التوضيح، شرح السنيورة وجهة نظره مستعيناً بـ “أداة قياس” مالية، لافتا الانتباه الى أنه في عالم المال تقبل راتبك الذي هو مجموعة أوراق نقدية لإدراكك أنك تستطيع في مقابل هذه الأوراق الحصول من الآخرين على الخدمات والسلع، وهذه معادلة تختصر في الاقتصاد بالآتي: النقود تُقبل لأنها مقبولة.

وانطلاقاً من هذه المقاربة، اعتبر أن رئيس الجمهورية حتى يُقبل يجب أن يكون مقبولا، ليس فقط من طائفته بل من المكوّنات الاخرى ايضا، بحيث يكون عابراً للطوائف والمذاهب وقادراً على التقريب بين المبتعدين، وصولا الى استقطاب الجميع نحو أرضية مشتركة.

وشدد السنيورة على أن شرط “القوة التمثيلية” لا يكفي لانتخاب رئيس الجمهورية، بل يجب أن يتحلى الرئيس المفترض بعناصر قوة من نوع آخر أيضا، كالحكمة والدراية والقدرة على القيادة.

ولا يبدو السنيورة مقتنعاً بالنظرية القائلة بأن من حق المسيحيين أن يأتوا الى رئاسة الجمهورية برئيس قوي، تماما كما أن الشيعة يتمثلون في رئاسة مجلس النواب بالقوي، والسنّة يتمثلون في رئاسة الحكومة بالقوي.

أصلا، لا يعتقد السنيورة أن هذه المعادلة تطبق عملياً، “لأنه لو أردنا تطبيق معيار الأقوى بحذافيره، لوجب أن يكون حزب الله في رئاسة المجلس والرئيس سعد الحريري في رئاسة الحكومة”.

وأكد السنيورة أن رفضه وصول عون الى رئاسة الجمهورية لا ينبع من قرار مزاجي، وليست هناك من قضية شخصية معه، بل لدينا أسبابنا السياسية التي تجعلنا غير مقتنعين بانتخابه رئيساً.

ولفت الى ان فلسفة وجود “التيار الوطني الحر” تستند الى الدفاع عن السيادة والاستقلال، فأين هو حاليا من مثل هذه القيم الوطنية؟ ويضيف: نعم.. لقد ساهم “التيار” مع آخرين في استعادة السيادة والاستقلال، ولكن هل حافظ عليهما وهل صان هذا الإنجاز؟

وشدد السنيورة على أن المطلوب في نهاية المطاف التلاقي حول رئيس توافقي يوفق بين اللبنانيين ولا يكون عاملا من عوامل تفرقهم، “وتيار المستقبل منفتح على كل الخيارات التي يمكن أن تسلك هذا الاتجاه”.