IMLebanon

من يعرقل حلّ أزمة النفايات؟

waste-truck

كشفت صحيفة “النهار” أن موضوع أزمة النفايات الذي عاد الى دائرة العرقلة استدعى اتصالات وتحركا متجددا للوزير اكرم شهيب صاحب خطة الحل التي أقرّها مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية الاخيرة.

وقالت مصادر وزارية أن الخطة استوفت قبل إقرارها التغطية السياسية والفنية والمالية. وكان رئيس الوزراء تمام سلام حازما عندما وجد أن الجلسة ستنتهي من دون إقرار الخطة فقال: “غدا لن تكون هناك حكومة”.

كما أن وزيري الكتائب سجعان قزي ورمزي جريج ووزير الاتصالات بطرس حرب هددوا بالاستقالة إذا لم تقر الخطة. لكن المصادر لاحظت أن الطرف الذي يعطّل إنتخابات رئاسة الجمهورية وعمل الحكومة هو الذي يعطّل الان خطة النفايات ويطالب بمقايضة تسهيل هذه الخطة بموضوع الترقيات العسكرية الامر الذي اعتبرته مصادر بارزة في قوى 14 آذار محاولة لتغطية ما يدور في سوريا حيث تتسارع وتيرة التطورات لغير مصلحة النظام و”حزب الله”. ودعت الى ابقاء عين على الحوار وعلى الحكومة وعلى الشارع والاقليم لتكوين فكرة واضحة عما يجري.

وقالت مصادر معنية إن الايام المقبلة يفترض ان تشهد وتيرة سريعة لتذليل العقبات الظاهرة والخفية التي تعرقل انطلاق تنفيذ الخطة، خصوصا أن الرئيس سلام يضغط بقوة في هذا الاتجاه قبل ان يغادر بيروت الى نيويورك ليرأس وفد لبنان الى دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة بدءا من 24 ايلول. وسيلقي سلام كلمة لبنان في 29 منه ويشارك في القمة الدولية للتنمية في 26 و27 منه، كما يرأس وفد لبنان الى اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في 30 منه وستكون له مجموعة لقاءات على هامش الجمعية العمومية مع عدد من رؤساء الوفود المشاركين ومن أبرزهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وتتجه اللجنة الفنية المكلفة التحضير لتنفيذ خطة حل أزمة النفايات بحسب صحيفة “المستقبل” إلى عقد سلسلة اجتماعات مع اتحادات البلديات في كل من عكار والبقاع، وفق ما كشفت مصادر اللجنة، معربةً عن أملها في أن تساهم هذه الاجتماعات في تظهير الصورة الحقيقية للخطة أمام الجهات البلدية المعنية والإضاءة بشكل علمي وبيئي على مضامينها الصحية والانعكاسات الإيجابية المتوخاة منها.

وكشفت مصادر ميدانية لـ”المستقبل” أنّ الأحزاب الموالية للنظام السوري، من بعثيّين وغيرهم، دخلت على خط تحريض الأهالي لرفض خطة الحكومة لحل أزمة النفايات وأوعزوا في هذا السياق إلى منظماتهم الشبابية لركوب موجة الاعتراضات في الشارع وتأجيج المشاعر الطائفية والمذهبية بين أهالي المنطقة لعرقلة خطة شهيب التي تنصّ على استحداث مطمر صحي في المنطقة الحدودية الواقعة بعد مركز المصنع، لافتةً الانتباه إلى أنّ “حزب الله” كان في واجهة المعترضين على استحداث مطمر في المنطقة الحدودية مع سوريا ثم ما لبث أن تراجع تحت ضغط اللجنة المختصة والمعايير الصحية والمناطقية التي اعتمدتها أثناء إعداد مشروع الحل المتوازن.

ورأت مصادر لصحيفة “السياسة” الكويتية ان صعوبة توقع مسار الحكومة اتضح بعد أن ظهر للرأي العام أن الوزير اكرم شهيب نجح خلال أسبوع في إيصال ملف النفايات إلى خواتيمه رسمياً وليس شعبياً، عبر إعطاء فرقاء الحكومة إياه الضوء الأخضر للتطبيق.

وأضافت أنه عندما استشعرت القوى السياسية خطورة ترْك أزمة النفايات عالقة، حصل تحييدها عن صراعاتهم السياسية، حتى من قبل “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” اللذين أرسل كل منهما وزيراً واحداً إلى الجلسة لتمرير خطة النفايات، فيما حجب الوزير الآخر لتسجيل تحفظه على الاستمرار في حضور الجلسات اعتراضاً على آلية عمل مجلس الوزراء.

واعتبرت أن ذلك “قد يفتح الباب على مصراعيه أمام صراع جديد مع الشارع يكون على الجيش والقوى الأمنية مواكبة تنفيذه بسلطة القانون وهيبة الدولة”.

بدورها، ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية ان بعض نواب كتلة “المستقبل” أعربوا عن استياء ناخبيهم من التوزيعة التي اعتمدها الوزير اكرم شهيب للمطامر، وقد تناول بعض وزراء “المستقبل” الذين وافقوا على الخطة من دون ان يدروا ماذا يفعلون.

ورد الوزراء بأن شهيب لم يطلعهم على مخطط المطامر سلفا، وانهم وافقوا لأن ضغط الازمة أوجب موافقتهم مع رئيس الحكومة تمام سلام.

ويثير بعض نواب “المستقبل” المشكلة من زاوية اختيار مطامر النفايات في المناطق السنية وحدها في لبنان من عكار الى البقاع الى الناعمة فصيدا.

وذكرت صحيفة “المستقبل” أنّ خبراء بيئيين أسفوا لتحوّل قضية النفايات الى جزء من المعركة الرئاسية للنائب ميشال عون.

وقال وزير لـ”النهار” إنّ حلّ النفايات لم يكتمل لأنه مرتبط باقتراحات أخرى ومنها ترقية عدد من العمداء.

ونقلت “النهار” عن نائب عكاري موافقة على مطمر سرار شرط ضمان أن يكون صحياً فعلاً وفق مقاييس علمية.