IMLebanon

“أبي نجم” الحرّ.. إلى الحرية! (رولان خاطر)

toni-abi-najem-main

 

كتب رولان خاطر

 

هو لبنان “كل مين إيدو إلو”.. هي جمهورية “القرف” و”الفشل”.. هو بعض القضاء الذي يعمل تحت إشراف هذا ووصاية ذاك من “المرائين”، ورغم ذلك، نحن قوم لا نيأس، لا نكلّ وراء الحقيقة، لا نخاف.

منذ زمن تمرّسنا مواجهة الاتهامات وتلفيقات الغرف السوداء، ومنذ زمن، عشقنا مواجهة مغتصبي الجمهورية، وكل من يتطاول على هذه الجمهورية.

كنّا صدّقنا انّ ممارسات النظام السوري بعد الـ2005 ذهبت معه إلى تدمر والمزة وصيدنايا. وكنّا صدّقنا ان ما يسمى بالجهاز الأمني السوري- اللبناني طوى عيونه نحو الأبدية، إلاّ ان ما حصل مع رئيس تحرير موقع IMLebanon طوني أبي نجم، جعلنا نعود بالذاكرة إلى ممارسات تلك الحقبة السيئة من تاريخ لبنان.

المشهدية ذاتها تعيد نفسها اليوم ولكن مع اختلاف الأسماء.. فـ”عضوم القضاء” بات يتربّع اليوم على أقواس العدالة في زحلة، يستظل عباءة ذلك الآتي من التحنيط والماضي البغيض نقولا فتوش الذي بنى تاريخاً مليئاً بسواد معامل الترابة وبغبار كسارات لبنان.

القضية أن الزميل طوني ابي نجم تم توقيفه مساء الخميس 17 أيلول 2015 في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حيث كان متوجهاً الى الولايات المتحدة الأميركية، على خلفية مذكّرة بحث وتحرٍ صادرة عن القضاء اللبناني، بناءً على شكوى بحقه بالتحريض للقتل مقدمة من النائب نقولا فتوش. وقد إحتجز ليلاً في مقر الامن العام في مطار بيروت وتم نقله صباحاً الى المديرية العامة للامن العام حيث وضع في زنزانة الى حين أن تم الافراج عنه.

لا نريد الدخول في خلفيات ما جرى، حيث ان الجميع يعلم ان خلفية الدعوى هي تعبير الزميل أبي نجم كغيره من المواطنين عن رأيه بإقامة معمل للاسمنت في زحلة، وبالتالي، السؤال الذي يطرح نفسه:

أولاً: أين هي الاثباتات او حتى الإيحاءات التي جعلت النائب فتوش يرى فيها ما يحرّض على الذم والقتل؟.

ثانياً: لماذا يصدر عن القضاء اللبناني مذكّرة “بحث وتحرّ” طالما ان الزميل أبي نجم معروف الهوية، ومكان عمله، وعنوان منزله، وهو يتنقّل بشكل حرّ ويومي من دون أيّ مواربة او خوف؟.

ثالثاً: لماذا صدور المذكرة عن القضاء في هذا التوقيت بالذات؟، وبهذه الطريقة البشعة؟.

المشهد برمّته، من الطريقة والأسلوب وصولاً إلى اقتياد الزميل أبي نجم إلى التحقيق، يشيرون بوضوح على ان القصة “معنوية” أكثر. وكأن هناك من يحاول إسكات صوت الحق والحقيقة، ووضع ضوابط على الأقلام الحرّة، وإلى وضع “كمّامات” على أفواه من يغوصون بخبايا السياسيين العتيقة، ويكشفون أسرارهم وعوراتهم.

المشهد، يدل بشكل لا يقبل الشك، على ان الهدف كسر “رأس” من حمل لواء الكلمة الحرّة، وعنوان العدالة، والجرأة الاستثنائية.

هذا الواقع آلمنا جميعاً كإعلاميين ومواطنين ومناضلين، جهدنا ونجهد يومياً ونحارب من اجل العبور إلى الدولة والعيش في جمهورية واحدة، فنرى ان هذه الجمهورية تتفكك إلى جمهوريات، حيث بات لكل “رئيس عصابة” جمهورية تحميه ويحكمها ويحكم من خلالها. واليوم جمهورية جديدة تضاف إلى هذا الوضع الشاذ، هي “جمهورية نقولا فتوش”.

ربما “الملامة” لا تقع على هذا النمط من السياسيين، فهؤلاء معروفون أنهم “أبناء آوى” في طواحين السياسة، وأصحاب مصالح وتقاسم لمقدرات الوطن والدولة، “الملامة” الكبرى هي على عاتق بعض من القضاة الذين يرضخون وينحنون امام هذه “الحثالة” من السياسيين وعاملي الشأن العام. “الملامة” على من ينصّبون أنفسهم قضاة لمحاكمة الأبرياء والمناضلين، وتبرئة المجرمين والمنتفعين والانتهازيين والذين ييبعون الوطن على طبق من فضة.

أبي نجم، بات حراً، لكن الظلم طال الجسم الإعلامي كله. فممارسات “جمهورية” نقولا فتوش تؤكد ان امام الاعلام مسيرة طويلة من النضال والمقاومة لترسيخ كرامته وحريته وعنفوانه. وتؤكد أن الصمود والنضال والنزاهة والمواجهة السلمية الحرّة، عبر الكلمة والموقف، هي عناوين تميز بين “جمهورية” فتوش ومدرسة أبي نجم.

نحن اليوم، كلّنا طوني أبي نجم. سنبقى كلّنا، من أيّ منبر وفي أي مساحة من مساحات هذا الوطن، في موقع IMLebanon، كما في غيره، نكتب ما لا يكتبه الآخرون.. نقول ما لا يقوله الآخرون.. ونجرؤ حيث لا يجرؤ الآخرون.

بالفيديو.. أبي نجم: المعركة مع نقولا فتوش حتى النهاية!