IMLebanon

من “حلاوة الجبن”.. إلى الإرهاب!

tripoli

ذكرت صحيفة “السفير” أن إنجازا جديدا حققه الجيش اللبناني في سياق تحصين الاستقرار الامني، بإلقائه القبض، على رقم صعب ضمن معادلة الارهاب في طرابلس والشمال، حيث نجح في توقيف المطلوب البارز أحمد كسحة المعروف بلقب “أبو عمر” من خلال كمين نصبه له على حاجز المدفون، لدى مغادرته الشمال في اتجاه بلدة مجدل عنجر في البقاع.

ويأتي هذا الصيد الاستخباري الجديد، استكمالا لمجموعة من الانجازات التي حققتها مؤخرا الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية في مواجة الخلايا والرموز الارهابية، ما يؤشر الى فعالية متزايدة لدى هذه الأجهزة ومخابرات الجيش، في الحرب الاستباقية والمنهجية التي تخوضها ضد الارهاب، من دون ان تتأثر بضجيج الصراعات السياسية على اقتسام.. بقايا الدولة.

وأكدت مصادر عسكرية لصحيفة ”السفير” ان الوضع الامني جيد وممسوك في هذه المرحلة، مشيرة الى ان العيون مفتوحة على الخلايا الارهابية النائمة التي تخضع للمراقبة والملاحقة، وموضحة ان الجيش في جهوزية تامة، سواء في الداخل او على الحدود، لحماية الامن اللبناني والتضييق على المجموعات الارهابية، وصولا الى ضبطها وتفكيكها.

أما الموقوف الجديد، والمدعو (أحمد ك.)، فهو واحد من أبرز خمسة مطلوبين حاليا بتهم الارهاب في طرابلس، وتسعى كل الأجهزة الأمنية الى رصد تحركاتهم ومراقبة اتصالاتهم تمهيدا لتوقيفهم، وهم: شادي المولوي وطارق خياط ومحمد العتر وناجي سكاف.

ويُعتبر (أحمد ك.) ـ وهو من مواليد الزاهرية في طرابلس ـ اساسيا في هذه المجموعة، وقد توارى عن الأنظار بعد اتهامه بتنفيذ عملية اغتيال حسام الموري (أحد كوادر “حزب الله” في طرابلس) في الزاهرية في 21 آب 2013، أي قبل يومين فقط من التفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا مسجدي التقوى والسلام في 23 آب.

ومنذ ذلك التاريخ، بدأ (أحمد ك.) ينتقل من منطقة الى أخرى متخفيا، وكان يتجول بسلاحه الظاهر خلال التوترات الأمنية وجولات العنف حيث خاض أكثر من معركة الى جانب مجموعات التبانة ضد “الحزب العربي الديموقراطي” في جبل محسن، فضلا عن اتهامه باستهداف العلويين عبر إطلاق النار عليهم أو إحراق ممتلكاتهم في أحياء طرابلس.

وخلال تواجده في التبانة، تعرف (أحمد ك.) الى أسامة منصور وشادي المولوي وبدأ يقاتل ضمن مجموعتهما، كما كان مقربا من الشيخ الموقوف أحمد سليم الميقاتي (أبو الهدى) وإبنه محمد (أبو هريرة). وكان كذلك ضمن المجموعة الأساسية التي خاضت معارك الأسواق ضد عائلة النشار، وبعدها ضد الجيش اللبناني في معركة 24 تشرين الأول 2013، ثم انتقل من الأسواق الى التبانة وانضم الى مجموعة منصور ـ المولوي، قبل أن يتوارى عن الأنظار مجددا.

وتقول المعلومات الأمنية أن (أحمد ك.) المتهم بمبايعة تنظيم “داعش” من خلال الشيخ الموقوف أحمد سليم الميقاتي، حصل على بطاقة هوية سورية مزورة، وقد غادر أكثر من مرة بواسطتها الى سوريا، وتواصل هناك مع أبو مالك التلي (أمير “النصرة” في القلمون)، ومع بعض المجموعات الارهابية، ثم عاد الى طرابلس وتوطدت العلاقة كثيرا بينه وبين أسامة منصور وشادي المولوي ومن خلالهما مع الشيخ الموقوف خالد حبلص، كما تواصل مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير، حيث كان يقدم بعض الخدمات اللوجستية.

وبعد مقتل منصور وتوقيف حبلص، وفرار المولوي الى مخيم عين الحلوة وتضييق الخناق عليه، لم يعد (أحمد ك.) يملك حرية الحركة، فاستقر في أحد المنازل في الأسواق الداخلية البعيدة عن المراقبة الأمنية، وكان يتنقل عند الضرورة خلال فترات الليل بهويته المزورة، بعدما بدل شكله وحلق شعره ولحيته.

وتضيف المعلومات أن (أحمد ك.) بدأ منذ فترة يسعى للخروج من طرابلس، لكن العيون الأمنية التي كانت ترصده حالت دون ذلك، ليتبين عبر رصد اتصالاته أنه أجرى اتصالا مع أحد الأشخاص النافذين في عنجر والخارجين حديثا من سجن رومية، والذي طلب منه الانتقال من طرابلس الى مجدل عنجر واعدا إياه بتأمين حمايته، فانطلق بعد الظهر من طرابلس عبر سيارة تاكسي الى أن بلغ حاجز المدفون حيث كمنت له قوة من مخابرات الجيش، سارعت الى توقيفه ونقله مباشرة الى وزارة الدفاع، حيث بوشرت التحقيقات معه.

ويقول عدد من عارفي “أبو عمر” (أحمد ك.) في الزاهرية، أن الرجل كان يعمل في مجال الحلويات وخصوصا “حلاوة الجبن”، لكنه كان سلفيا متشددا جدا، ويكفّر الدولة والجيش إضافة الى بعض المشايخ والشخصيات.

وقد دفعه التحريض السياسي والمذهبي الذي تنامى في السنوات الست الأخيرة الى الانغماس مع بعض المجموعات المسلحة، وهو لم يؤسس يوما مجموعة ولا يمتلك فن القيادة، بل كان دائما يسعى الى أن يكون تحت غطاء يحميه، ما يفسر تنقله بين مجموعات عدة أبرزها تلك التابعة لميقاتي، ومنصور ـ المولوي وحبلص وسكاف، وكانت كل مجموعة تعمل على توريطه في عمل أمني أو إرهابي معين حتى بات ملفه كبيرا جدا.

ومن المفترض أن يواجه (أحمد ك.)، وفق المعلومات الأمنية، اتهامات عدة أهمها: اغتيال حسام الموري، حيازة أسلحة، نقل أسلحة، الانتماء الى تنظيم إرهابي، القتال الى جانب مجموعات إرهابية في سوريا، التواصل مع مطلوبين، القتال ضد الجيش واستهداف عسكريين، استهداف العلويين، الانضمام الى مجموعات مسلحة هدفها زعزعة الأمن والاستقرار، إضافة الى تهم أخرى قد يواجهه بها المحققون في وزارة الدفاع.