IMLebanon

حوار “المستقبل”- “حزب الله” مساكنة موضعية يخرقها السجال الاقليمي

future-hezbollah

 

 

توقفت أوساط ديبلوماسية غربية عند ما اعتبرته مفارقة سياسية لم يشهد تاريخ لبنان مثيلا لها، تتمثل بمعادلة غير منطقية تحكم حوار حزب الله – تيار المستقبل اللذين يشهران أشرس انواع الاسلحة الكلامية نهارا ويجتمعان ليلا لترتيب شؤون البيت الداخلي على مستوى الساحتين الاسلامية والوطنية من خلال اجتراح حلول للازمات العالقة باستثناء الرئاسية.

الأوساط، وفي حديث لـ”المركزية”، استغربت كيف ان الفريقين المعروف اتجاههما السياسي الاقليمي ودفاع كل منهما الى الحد الاقصى عن الدولة التي يؤيد، وقد تظهّرت مواقفهما الى حد بعيد في اعقاب حادثة التدافع في منى- مكة، يجتمعان لارساء حلول وتسويات للازمات العالقة بين سائر القوى السياسية وآخرها ملف التعيينات العسكرية الذي افادت مصادر عليمة في قوى 8 اذار “المركزية” انهما اتفقا في جولتهما التاسعة عشرة مساء الاثنين الماضي على بذل كل جهد ممكن من اجل اقناع الحلفاء بالسير بصيغة ترقية ستة عمداء الى رتبة لواء، ويختلفان الى درجة الانقسام العمودي الحاد في المواقف.

وأضافت: “اقل من اربع وعشرين ساعة فصلت بين حوار –تسوية الترقيات الامنية وتفعيل عمل المؤسسات في عين التينة وموقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في لقائه السنوي مع المبلّغين وقارئي العزاء حيث شن أعنف هجوم على المملكة العربية السعودية، كما وجه السهام مباشرة في اتجاه تيار المستقبل بتحميله بالاسم مسؤولية عرقلة قانون النسبية الانتخابي”.

من جهة آخرى، وصفت اوساط في تيار المستقبل لـ”المركزية” هذا الوضع بالقول انها حالة “بين لا انتخابات رئاسية ولا انهيار ما تبقى من الدولة ومؤسساتها الدستورية”، تتقاطع عندها مصالح الطرفين من دون ان تجتمع على ما عداها من قضايا وملفات حيث الهوة ساحقة، بدءا بالانتخابات الرئاسية التي ما زال حزب الله يرفض تسهيل انجازها بايعاز ايراني واضعا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في واجهة التعطيل، اذ يحيل كل من يراجعه في الملف الى الرابية، وفي كل مرة يسأل وفد المستقبل الى الحوار الثنائي نظراءه في الحزب يسمع الجواب نفسه “نحن نقف خلف عون وما عليكم الا الاتفاق معه لنوافق على اتفاقكم ونوجّه نوابنا الى المجلس للمشاركة في جلسة الانتخاب”. وتشير الاوساط الى ان فريق 8 اذار يراهن على الشقاق بين مكونات 14 اذار وتحديدا داخل تيار المستقبل بين ما يعتبره جناحي الرئيسين سعد الحريري المعتدل وفؤاد السنيورة المتصلب من اجل تحقيق بعض ما يصبو اليه غير ان الرهان خاطئ فتيار المستقبل موحد كما كل 14 اذار ولو تباينت الآراء في بعض الملفات.

وتختم اوساط المستقبل بالقول ان المساكنة الحوارية مع الحزب حاجة محلية فرضتها ظروف معينة منعا لانهيار هيكل الدولة اقله من وجهة نظرنا وحرصنا على المصلحة الوطنية العليا،اما مصلحة الحزب فيسأل عنها.