IMLebanon

بعلبك تناشد الأجهزة الأمنية وضع حد للفلتان

baalbeck streets

 

تشهد الاوضاع الأمنية في مدينة بعلبك في الآونة الاخيرة حالة من الفلتان المتمادي: اطلاق نار بجميع انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة إن كان في الأفراح او الأتراح، او لمجرد تعكر مزاج مسلح، او لأفضلية المرور بين سائقين يقودون سيارات، في اغلب الاحيان، غير شرعية و «مفيّمة» ومن دون لوحات.

لكن ما حصل خلال الايام القليلة الماضية فاض كثيراً عما سبقه، اذ أدى حادث، اختلفت الروايات على اسبابه، الى مقتل شابين الاول حسين طليس من بلدة بريتال والثاني نادر ياغي من مدينة بعلبك، ما أدى الى توتر أمني شديد اجبر العديد من المحال التجارية والمدارس على الإقفال، وترافق ذلك مع اطلاق نار وقذائف صاروخية وقنابل يدوية طالت محال تجارية ومنازل. كما دخلت على خط التوتر مجموعات مسلحة أخرى شاركت في اشتباكات طيلة ليل الثلاثاء الاربعاء.

حالة الفلتان الأمني دفعت تجار مدينة بعلبك الى اتخاذ قرار بإقفال محالهم احتجاجاً على ما حصل وعلى تقاعس الاجهزة الامنية في الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المدينة وحياة المواطنين.

كما تنادت فعاليات المدينة الى عقد اجتماعات متعددة هدفت الى بحث الطرق الكفيلة بوضع حد للعبث الأمني الذي لم يعد يطاق، مطالبة بإجراءات امنية رادعة لان الامن لا يمكن ان يكون بالتراضي.

ونظم اهالي بعلبك واصحاب المحال التجارية اعتصاما امام سرايا بعلبك الحكومي تنديدا بالفلتان الامني فيها، وردد المشاركون شعارات تطالب بان يتولى الجيش اللبناني الحفاظ على الامن في المدينة ومنع المظاهر المسلحة والاعتداءات على المواطنين والمحال التجارية والاسواق. واعلنوا عن اقفال طرق بعلبك ومحالها التجارية اذا لم يقم الجيش اللبناني بوضع نقاط له في اسواق بعلبك.

وانضم رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن إلى حراك التجار في ساحة سرايا بعلبك مساء برفقة أعضاء المجلس البلدي ووفد من مخاتير المدينة ضم رئيس رابطة مخاتير بعلبك علي عثمان، رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان، ووفد من أصحاب المحال التجارية في الأسواق برئاسة علي عواضة وممثلي هيئات المجتمع المدني.

وأكد حسن أن بعلبك تفتح ذراعيها لكل أبناء المنطقة، ولا تميز بين أبناء المدينة وأبناء قرى الجوار الذين يشكلون عصب الحياة الاقتصادية، وهي ترفض أي ممارسة شاذة أو مخلة بالأمن بغض النظر عن مرتكبها، وتطالب بتطبيق الخطة الأمنية بكل جدية، وترفض كل تجاوز للقوانين.

وتمنى حسن على المعتصمين الذين كانوا قد قرروا اقفال الطرقات المؤدية إلى الأسواق بالأتربة ليلاً، «إفساح المجال أمام الاتصالات الجارية والاجتماعات، وفي مقدمها اجتماع مجلس الأمن الفرعي برئاسة المحافظ بشير خضر الذي سيعقد عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم الخميس». وأعلن المعتصمون تجاوبهم مع مبادرة حسن، وأعلنوا تعليق إقفال الطرقات لمدة 24 ساعة، على أمل نزول الجيش وتكثيف حواجزه ودورياته في المدينة وأسواقها.

الى ذلك اشار «تكتل نواب بعلبك – الهرمل» في بيان اصدره امس الى انه «قبل أيام وللمرة المئة نبهنا الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية إلى خطورة استمرار التفرج على الفلتان الأمني في المنطقة، واليوم وبعد الصدامات الدامية المتكررة والتي أزهقت خلالها أرواح ودمّرت أرزاق وأغلقت أسواق وباتت عائلات عاجزة عن كسب رزقها وقوت أطفالها، بعد هذا كله هل بات المسؤولون لا يعلمون ولا يسمعون ولا يشعرون.

لقد أصبحت عائلات المنطقة وعشائرها وفعالياتها تتساءل هل أصبح المعنيون حقاً عاجزين مشلولين أم أن هذه المنطقة المحرومة منذ سنين طويلة باتت مستهدفة في حياة أبنائها وأرزاقهم وأمنهم وكراماتهم؟

وإذا كان البعض يظنّ أن عواقب وحرائق الفوضى قد تقتصر على منطقة بعلبك الهرمل وحدها فهو واهم أحمق، والعقلاء حتما يعلمون هذه الحقيقة وأن استهتار المسؤولين جريمة موصوفة بحق الوطن كله، لذلك يجب النهوض فوراً من هذه الغفلة والمبادرة إلى القيام بالواجب تجاه الوطن والمواطنين قبل أن يتّسع الخرق على الراقع.

آملين من أهلنا في المنطقة رفع أصواتهم الحرة في وجه جميع الظالمين من العابثين بالأرواح واﻷرزاق والمسؤولين المقصرين المستهترين، كل ذلك وكما أمر الله بالحكمة والموعظة الحسنة».