IMLebanon

أعتذر من مالكي فندق Le Gray! (بقلم رولا حداد)

 beirut-manifestation-23-august-2015

 

استوقفني مطوّلا اعتداء مجموعة من الذين يُسمّون أنفسهم “ناشطين” في ما يُسمّى “الحراك المدني” على فندق Le Gray في ساحة الشهداء في وسط بيروت.

بصراحة، وبكل وضوح، أتفهّم المطالب التي رُفعت في بداية الحراك قبل أشهر. أزمة النفايات غير مقبولة بكل المعايير، ولو أنّ شيئاً يشبهها حصل في باريس! ثمة مسؤولية تقع حتما على عاتق وزير البيئة من جهة وعلى عاتق الحكومة مجتمعة من جهة ثانية وعلى عاتق الأطراف السياسية التي كانت تخطط لاقتسام جبنة النفايات من جديد. ولذلك فالمطالبة بحل أزمة النفايات والتظاهر سلميا اعتراضاً على التقصير في حلّها يكاد يحتلّ مرتبة الواجب الوطني.

ثمة أيضاً مجموعة كبيرة من المطالب المحقة، من تأمين الكهرباء والمياه، وصولا الى محاربة الفساد والفاسدين، وطبعا وأوّلا انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وإجراء انتخابات نيابية بعدها بموجب قانون انتخابات يؤمّن التمثيل النيابي الصحيح.

كل ما سبق مفهوم ومحق. لكن ما ليس مفهوماً أن يتحوّل الحراك، والتظاهرات المفترضة سلمية، الى شغب وأعمال تكسير وتخريب للممتلكات العامة والخاصة في وسط بيروت.

وبكل أسف يرى اللبنانييون أن ما عجزت عنه إسرائيل في عدوان تموز 2006 لناحية ضرب العاصمة وإغلاق وسطها التجاري، تمكّن “الحراك المدني” من “إنجازه”. قمن بقي على “قيد الحياة” تجاريا في وسط بيروت أسلم روحه بفعل تظاهرات الحراك المدني، مثل قلّة قليلة من المطاعم والمؤسسات السياحية والتجارية.

grey camera broken 2

 

ولم يكن ينقصنا إلا الهجوم على فندق Le Gray في ساحة الشهداء بشكل مباشر ومتعمّد وتكسير أبوابه الزجاجية ومدخله ونزع البلاطات الرخامية وتكسير كاميرات المراقبة فيه! وانطلاقاً من هذه “الجريمة البربرية” بكل المعايير، ثمة أسئلة مشروعة لا بد من طرحها:

grey camera broken

 

ـ ما الهدف من مهاجمة فندق Le Gray؟

ـ من يسعى الى ضرب الاستثمارات في لبنان وتهشيل المستثمرين منه؟

ـ أي أهداف من الأهداف المعلنة للحراك المدني تتحقق بهذه الأساليب؟

ـ هل يعلم “زعران الشارع” الذين شاهدناهم في وسط بيروت حجم الاستثمارات والتوظيفات وفرص العمل التي أمنّها فندق Le Gray؟

ـ هل يعون أنه إذا فكّر مالكو الفندق بإقفاله نتيجة لما حصل كم من شخص وعائلة سيفقدون مدخولهم وسيصبحون عاطلين عن العمل؟

 

20151008145535 (1)

 

ـ هل يدرك القيمون على الحراك أن المستثمرين في فندق Le Gray هم لبنانيون يستثمرون في الخارج، وتحديداً في فنزويلا، وشاؤوا أن يعودوا الى الاستثمار في لبنان من خلال هذا الفندق… فمن يسعى الى “تهشيلهم” عوض أن نؤمن لهم أفضل بيئة ممكنة للاستثمار لكي يعود جميع اللبنانيين في الخارج الى الاستثمار في الداخل فننشّط الحركة الاقتصادية ونؤمّن فرص العمل لشبابنا الذين يهاجرون بحثاً عن لقمة عيشهم؟

ـ وماذا حقق “الأوباش” الذين اعتدوا على الفندق؟ أي إنجازات؟ أم أن ثمة أجندة مخفية لدى البعض يعملون بموجبها؟

كل الأسئلة التي سبقت وسواها تبقى أولا وأخيرا برسم الرأي العام اللبناني الذي يجب عليه أن ينبذ مثل هذه التصرفات الرعناء وغير المسؤولة. لا بل إن ما حصل يرقى الى مرتبة الجريمة بحق الوطن واقتصاده أولا، ومن غير المقبول أن تمرّ مرور الكرام من دون محاسبة المسؤولين عن حادثة الاعتداء هذه بأقصى العقوبات الممكنة، ليشكل ذلك رادعاً لأي “أزعر” في المستقبل للعودة الى مثل هذه الأعمال!

وأختم بالتقدّم من مالكي فندق Le Gray، الذين لا أعرفهم ولم أزر فندقهم يوماً، باعتذار باسمي وباسم الأكثرية الساحقة من اللبنانيين عمّا حصل، ونأمل ألا يتكرر، كما نأمل من القوى الأمنية أن تبادر الى اتخاد كل الإجراءات الممكنة لتأمين حماية كل الأملاك الخاصة تماما كما يحمون السراي الحكومي وكل الأملاك العامة.

 

hotel le gray