IMLebanon

قرى وبلدات بقاعية تعيش قسراً في العتمة

Electricity

سامر الحسيني

لمواجهة ارتفاع ساعات التقنين التي تجاوزت عتبة 430 ساعة انقطاع في منطقة البقاع، يجري العشرات من رؤساء البلديات البقاعية، ورؤساء اتحاداتها، اتصالات مع وزارة الطاقة والمياه، بهدف التخلص من كابوس العتمة الشاملة، حسب توصيف رئيس اتحاد بلديات شرق زحلة عمر الخطيب، الذي يطالب المعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان بتوفير الإنارة لقرى البقاع الشرقي التي تشكو العتمة. عشرات المراسلات من البقاع وصلت الى أدراج مؤسسة كهرباء لبنان، ودوائر وزارة الطاقة والمياه، وكلها موقعة من رؤساء الاتحادت البلدية والبلديات والهيئات الاختيارية، وجميعهم يطالبون بما يسميه الخطيب، وهو الحق في الإنارة والضوء، الذي بات متوفرا، على مدار الساعة، في قرى وبلدات لا تبعد عقاريا عن مناطقنا سوى امتار.
معضلة عمرها 30 سنة
يسأل الخطيب عن المعضلة التي لم تجد حلا لها منذ 30 سنة، في حين لم يستغرق قرار الإنارة وتوفير الضوء في قرى كهرباء زحلة اكثر من اشهر معدودة.
يحمل الخطيب في جعبته الكثير من المناشدات من قرى البقاع الشرقي، من اهالي واصحاب مؤسسات تجارية ومصالح اقتصادية، لا يريدون سوى الانارة والتخلص من الظلام الذي يسيطر، مع ساعات الليل الاولى، على هذه القرى التي تفتقد ايضا الإنارة في الشوارع، وهذا ما يؤدي غالبا الى التسبب في حوادث سير وإزهاق خيرة شبابنا وأهلنا.
لا يريد الخطيب الاستغناء عن تيار مؤسسة كهرباء لبنان، انما مراده توفير الكهرباء في ساعات التقنين المفروض من المؤسسة على غرار مشروع كهرباء زحلة. ويبدي امله في ان يتم الاستحصال على هذه الإنارة في ساعات الانقطاع ريثما يتم حل ازمة العتمة.
عتمة شاملة
لا ينحصر موضوع العتمة في قرى البقاع الشرقي، الذي يضم كلا من تربل ورعيت وكفرزبد وعين كفرزبد والفاعور ودير الغزال وماسا، بل يطال قرى اخرى، في مقدمها عاصمة البقاع المالية شتورة، التي لا تزال «تستجدي النور» على الرغم من الامكانيات المالية المتوفرة داخل مؤسساتها ومراكزها التجارية وفنادقها التي تتكبد اكبر فاتورة انارة في لبنان.
العتمة في شتورا تزيد من الاكلاف الانتاجية في مختلف المؤسسات المالية والتجارية والسياحية، وتحول هذه العتمة دون تطوير خدمات المؤسسات التجارية التي تزداد كلفتها بسبب فواتير الانارة الخاصة التي تؤمنها المولدات.
الآثار السلبية للتقنين
يشار الى ان الآثار السلبية للانقطاع العشوائي في التيار الكهربائي، لا تقتصر على معاناة اصحاب المنازل او المؤسسات، بل تطال العابرين على الطرق الدولية، كطريق ضهر البيدر الذي يفتقد كعادته انارة مصابيحه، وخصوصا في اشهر الامطار والرياح وسوء الرؤية والثلوج، الامر الذي يزيد من حوادث السير على هذا الطريق الدولي.
كما ان ارتفاع ساعات التقنين يحرم آلاف البقاعيين من حقهم في المياه بسبب عدم توفر الكهرباء لمحطات الضـخ مما يؤدي الى ازمة اخرى عنوانها المياه. يكمل مسار الظلام طريقه بعد شتورا ليصل الى جديتا التي تعاني العطش بسبب استمرار التقنين العشوائي، وانقطاع التيار عن محطات ضخ المياه في هذه البلدة، التي يطلق عليها اسم بلدة الينابيع، انما اللافت للانتباه في هذه الايام كثرة مواكب صهاريج المياه التي تسرح وتمرح في شوارعها، من جراء انقطاع المياه بسبب عدم توفر الكهرباء لمحطات الضخ في اعالي البلدة . يصل التقنين الى قب الياس وأسواقها التجارية التي تقفل ابوابها باكرا، حسب تعبير احد التجار، وذلك من اجل التوفير في فاتورة الكهرباء التي تصل قيمتها الى ما نسبته 30 في المئة من الكلفة الانتاجية في المؤسسات.
الظلام يحط رحاله ايضا في قرى مجدل عنجر وعنجر والمريجات وبوارج وتعنايل وقسم من برالياس وتربل، وكلها قرى تناشد اليوم اعطاءها حقها في الانارة، وتطالب الدولة ودوائرها التفتيشية والقضائية بالعمل على لجم اصحاب المولدات وإلزامهم بالتقيد بتعرفة وزارة الطـــاقة والمياه التي لا تدون ارقامها على فواتير اصحاب المولدات الذين يفرضون تسعيراتهم وفق اهوائهم ومصالحهم المالية.