في خطوة قد يسيل لها لعاب العديد من المستثمرين وعشاق السيارات، تعتزم عملاقة السيارات الفارهة “فيراري” الإيطالية إطلاق حملة ترويجية لإطلاق لاكتتاب عام أولي الأسبوع المقبل، ترمي من خلاله إلى حماية القيمة السوقية للمصنع الذي تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار أمريكي.
وذكرت هيئة سوق المال الأمريكية في نيويورك يوم الجمعة، أن شركة “فيات كرايزلر أوتوموبيل” المالكة لشركة “فيراري” ستخصص حصة تصل إلى 9% من أسهمها لـ “فيراري” فيما ستوزع النسبة المتبقية على حاملي أسهمها، كما ستطرح ما يقارب 17.2 مليون سهم للاكتتاب العام في الأسبوع المقبل.
وبحسب التقديرات الأمريكية، يُتوقع أن يترواح سعر السهم الواحد بين 48 و52 دولاراً أمريكياً، ويتوقع أن يحدد الاكتتاب الأولي العام قيمة “فيراري” بنحو 9.8 مليار دولار أمريكي.
وخططت إدارة شركة “فيراري” والمصرفيين لشن “هجوم تسويقي” سريع يهدف إلى اجتذاب سائقي سيارة “فيراري” إلى جانب المستثمرين وذلك قبيل البدء بالتداول في بورصة نيويورك وتقرير أسعار الأسهم بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن المقرر أن يطلق المديرون التنفيذيون والمستشارون الجولة الترويجية يوم الإثنين القادم مع مأدبة غداء في قاعة على سطح فندق “سانت ريجيس”، مما يعكس جهود المصرفيين الذي يسعون إلى إظهار “فيراري” كعلامة تجارية لامعة ذات عزيمة قوية.
وتمت دعوة المستثمرين إلى اجتماعات ثنائية في بلدة “مارانيلو” التي تعد المقر الرئيسي لشركة “فيراري” والتي أسست من قبل الإيطالي ” إنزو فيراري” عام 1943، ثم سيتوجه المستشارون والمديرون التنفيذيون إلى الساحل الغربي قبيل العودة إلى نيويورك.
تجدر الإشارة إلى أن ” سيرجيو ماركيوني” المدير التنفيذي لشركة “فيراري” والرئيس التنفيذي لشركة “فيات” سيترأس الفريق الإداري، أما الفريق الاستشاري فسيتضمن كلا من “بنك أوف أمركا ميريل لينش” و”UBS” و”Allen & Company” و “بانكو سانتاندر” و”BNP Paribas” و”جي بي مورغان” و”ميديوبانكا”.
ويشدد الخبراء على ضرورة اختبار سوق الأسهم الأمريكية المتقلبة بالإضافة إلى التقلب الجديد الذي يصيب أسهم جميع السيارات، لاسيما بعد فضيحة الانبعاثات التي تعرضت لها شركة “فولكسفاغن”، وهي الخطوة التي يجدر القيام بها من قبل الاكتتاب العام الأولي الرفيع لشركة “فيراري”.
أما فيما يتعلق بتحديد السعر المناسب لهذه العملية والتي تعد أول مراحل المعاملات التي تم التخطيط لها مسبقاً لانفصال شركة “فيراري” عن شركتها الأم، فالأمر أشبه بعمليات ستسخدمها “فيات” لتخفيض أعبائها من الديون، لاسيما بعدما سجلت الشركة بتاريخ 30 يونيو/حزيران ديوناً تصل قيمتها إلى 10.8 مليار يورو، لتكون هذه هي حصيلة استحواذها على شركة “كرايزلر” وتعرضها لمشاريع أوروبية خاسرة.
وقد أجبرت شركة “فيات” على الكشف عن تصريحات ” سيرجيو ماركيوني” المدير التنفيذي لشركة “فيراري”، حيث صرّح بلغته الإيطالية أن هذا الاكتتاب العام الأولي يمثل لحظة تاريخية عظيمة لشركة “فيراري”، وهو ما سيحتّم نجاح هذا الاكتتاب.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “فيراري” التي لطالما تُوِّجت مبيعاتها السنوية لحفاظها على تفرُّدها من بين العلامات التجارية الأخرى للسيارات، قد شحنت في العام الماضي حوالي 7,250 سيارة، كما سجلت إيراداتها 2.8 مليار يورو، أما أرباحها فقد سجلت مبلغاً يصل إلى 389 مليون يورو قبل خصم الضرائب والفوائد.
وركزت وسائل الاعلام أمس على نجل مؤسس الشركة بييرو فيراري الذي سيحوله الاكتتاب الى ملياردير بحصة تصل الى 1.2 مليار دولار. و بييرو في عامه السبعين وهو الوريت الوحيد لمؤسسة “فيراري” أننزوا ويملك 10٪ من شركة السيارات الفارهة.