IMLebanon

وكلاء حقوق البث يتطلعون لحصة أكبر من أموال كرة القدم

IMG-Worldwide
مالكوم مور وآراش مسعودي

إنهم صناع المباريات: السماسرة الذين يروجون للدوري الإنجليزي الممتاز “بريمير ليج”، والدوري الإيطالي “سيري آ”، والدوري الإسباني “لا ليجا”، والدوري الألماني “بوندسليجا”، في غرف المعيشة حول العالم، وحتى في أصغر الجزر في المحيط الهادئ.

وكالات الإعلام الرياضي تقطع وتجمع آلاف الساعات من الصور وتزايد على الحزم لمن يدفع أعلى سعر في كل بلد. يمكن أن يكون الأمر مجزيا، لأن قنوات البث تدفع أسعارا قياسية للأحداث الرياضية، كونها الغراء الضروري الذي يربط المشتركين بحزم قنوات تلفزيون الكابل الخاصة بهم.

وهذا دفع بالمستثمرين إلى هذه الوكالات. فقد تم شراء “آي إم جي” مقابل 2.3 مليار دولار من قبل مجموعة الأسهم الخاصة “سيلفر ليك” و”وليام موريس إنديفور”، شركة المواهب في هوليوود، عام 2013. كذلك تم شراء “إنفرونت سبورتس آند ميديا”، بقيادة ابن أخ سيب بلاتر، مقابل 1.2 مليار دولار من قبل المجموعة الصينية “داليان واندا” في شباط (فبراير) الماضي. هذه الصفقات وضعت ضغطا على العضو الأخير بين الوكالات الكبرى الثلاث، “إم بي آند سيلفا”، للبحث عن استثمارات خارجية. ماركو أوليتا، رئيسها التنفيذي، يقول إن مؤسسي الشركة – وهما الإيطاليان ريكاردو سيلفا وأندريا رادريزاني – على استعداد لبيع ما يصل إلى 40 في المائة من أسهم الشركة في عملية تقييم أسهم تبلغ “أكثر من مليار دولار”.

قال أوليتا في مقالة مع “فاينانشيال تايمز”: “صناديق الاستثمار تقول لي إنها معجبة بما نفعله وتعتقد أننا نستطيع الاستمرار من خلال دعمها”.

بدأت الشركة الموجودة منذ عشرة أعوام، ومقرها الرئيسي في لندن وسنغافورة، بتوقيع صفقات مع أندية في الدوري الإيطالي لعرض مبارياتهم في الخارج. ولا تزال تجني اليوم 80 في المائة من أموالها من كرة القدم، لكنها أيضا تبيع مباريات بطولة فرنسا للتنس في أوروبا و”الفورميولا وان” في الشرق الأوسط.

الأنموذج بسيط وذو تمويل ذاتي: “إم بي آند سيلفا” تشتري الحقوق لعرض المباريات وتتعهد بالدفع للهيئات الرياضية على شكل أقساط. وقنوات البث، الحريصة على الحصول على الأحداث الرياضية، توافق على دفع مبالغ طائلة لشركة إم بي آند سيلفا مقدما.

يقول أوليتا: “لدينا قاعدة قوية. عندما نوقع أي عقد مع إحدى قنوات البث نحتاج إلى 50 في المائة من الأموال في تلك اللحظة. لقد مولنا كل شيء بأموالنا الخاصة وليس لدينا ديون”.

في بعض الأحيان، كانت الصفقات أكثر تطورا. في إندونيسيا لاحظت “إم بي آند سيلفا” عدم وجود منافسة كافية بين محطات التلفزيون لتوليد سعر جيد مقابل الدوري الإنجليزي الممتاز. لذلك أنشأت قنواتها الخاصة وباعتها إلى جميع قنوات البث لتضمينها في برامجها. وبعد ذلك باعت حصتها البالغة 50 في المائة في القنوات لشريكتها القطرية beIN Sports.

يقول أوليتا: “نحن نجني الأموال من بيع القنوات، ونجني الأموال من بيع المشروع المشترك، وبالتالي نزيد من توزيع البريمير ليج”.

في الأمريكيتين، تحاول “إم بي آند سليفا” إنشاء نسخة من دوري أبطال أوروبا، وهو واحد من أغنى مسابقات كرة القدم. وسجلت بالفعل خمس فرق برازيلية وانضم فريق أرجنتيني واحد، وهي الآن تتفاوض مع قنوات البث.

لكن تكلفة الحصول على الأحداث الرياضية ترتفع والوكالات المنافسة لها تملك قدرة كبيرة. الدوري الإنجليزي الممتاز الذي باع حقوقه المحلية عن الفترة 2016 ـ 2019 مقابل 5.2 مليار جنيه استرليني، يأمل أن تتضاعف قيمة عقوده الخارجية عن المستوى الحالي البالغ 2.2 مليار جنيه.

“آي إم جي” هي الآن أكبر وكالة في العالم، في حين أن “واندا”، بمساعدة وكالة إنفرونت، تريد إنشاء أكبر شركة رياضية في العالم، بعد أن اشترت أيضا حصة في نادي أتلتيكو مدريد وفي المسابقة الرياضية “أيرون مان”. وبحسب أوليتا: “إنفرونت وآي إم جي يمكن أن تستثمرا الكثير من المال. نحن نريد المزيد من المال حتى نتمكن من شراء المزيد من العقارات”، معترفا بأن الحاجة إلى الحجم تقود قرار “إم بي آند سليفا” لجمع الأموال.

ويضيف أن منافسيه سيضطرون لقضاء الكثير من الوقت لوضع خطط الاندماح والاستراتيجية الجديدة الخاصة بهم، في حين أن “إم بي آند سليفا” لا تزال ذكية: لجنة تمويل مكونة من ستة رجال تتخذ جميع قرارات الشركة وبإمكانها التحرك بسرعة. ويقول: “السوق الشاملة للحقوق الرياضية تساوي نحو 36 مليار دولار، لذلك فهي كبيرة بما فيه الكفاية. وهناك مناطق جديدة تفتح في كل وقت”. واحدة من تلك المناطق هي أمريكا الجنوبية، بعد أن تم توريط الوكالات الرئيسية في القارة في تحقيقات الفساد في “فيفا”.

يقول أوليتا: “فيفا أوجد لنا فرصة جيدة للغاية لأنه ترك سوق أمريكا الجنوبية مفتوحة. من قبل كنا مهتمين بكوبا أمريكا، لكن إذا أردنا الصراحة لم يكن باستطاعتنا قط الوصول للتحدث إلى الناس. الآن السوق المحتملة هناك”.

وتتوقع “إم بي آند سيلفا” تسجيل إيرادات تبلغ 750 مليون دولار في عام 2014/2015، وأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك تبلغ 60 مليون دولار.

يقول أوليتا: “بالطبع أي شخص يستطيع بيع حدث رياضي. لكن إذا لم تكن تعرف السوق، قد تحصل فقط على ربع أو خمس السعر الذي يمكنك أن تبيع مقابله”.