IMLebanon

عون يحرق كل أوراقه السياسية برهانه على متغيرات إقليمية ودولية

 

michel-aoun

 

اعتبر مصدر قيادي مراقب لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن النائب ميشال عون الذي فشل مراراً وتكراراً في الامتحان الداخلي، عاد إلى المراهنة الحصرية على العوامل الخارجية، وتحديداً على التدخل الروسي في سورية، الذي سيغير برأيه ميزان القوى في الشرق الأوسط. والواقع أنه إذا صح وحصل هذا التغيير، فهل يضمن عون أن يكون لصالح فريقه السياسي، أي المحور الإيراني – السوري، ولماذا لا يكون المستقبل السوري رهناً بتفاهم أميركي – روسي تستبعد منه طهران، مثلاً؟؟ هنا يجيب الجنرال، فيتحدث عن المصالح المشتركة مع النظام السوري، وهذا يعني أنه يربط مستقبله السياسي بوجود الأسد، فهل هذه مراهنة واقعية، أو محاولة يائسة من غريق للتمسك بحبال هواء. فإذا قيض للأسد أن يبقى لمرحلة ما على رأس النظام، فإنه سيكون اضعف رئيس عربي، والرجل الذي تتحكم بمصيره سلسلة تفاهمات إقليمية ودولية معقدة، بحيث لن يكون بمقدوره أن يحكم سورية، فكيف بممارسة النفوذ في لبنان؟

وأخيراً فإن عون وبدلاً من مهادنة الداخل، أي القوى السياسية التي ستنتخبه رئيساً للجمهورية، أو على الأقل سيحكم معها، إذا حصلت معجزة ووصل إلى بعبدا، فإنه يستعديها كلها دفعة واحدة ومجاناً. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن الرجل انتقل من مرحلة العداء مع الجميع، إلى مرحلة محاولة إلغاء الآخرين، مراهناً على قوى محلية وخارجية تستقوي بالسلاح وبالحسم العسكري ولا شيء آخر.

وبانتظار جلاء الموقف الإقليمي والدولي، فإن عون يقترح أموراً تعجيزية، مثل انتخاب الرئيس من الشعب، والنسبية في الانتخابات النيابية، وتعيين قادة أمنيين جدد قبل العودة إلى مجلس الوزراء، ويعتبر هذه الأمور شروطاً للحلحلة في الداخل، وهو في الواقع يتسلى بتقطيع الوقت. ولأنه يتسلى بدأ مستوى خطابه السياسي ينحدر، فاستخدم تعابير لا تليق برجال دولة، عندما تحدث عن خصومه.