IMLebanon

“المستقبل” اليوم… تفجير أم تموضع!

future-movement

 

 

اشارت مصادر نيابية بارزة لـ”النهار” الى مناخ التوتر الذي أثاره السجال الاخير بين بعض شخصيات “المستقبل” و”حزب الله” قد لا يكون بالخطورة التي يجري تصويرها وامكانات احتوائه بقصد العودة الى مرحلة “ربط النزاع ” الحكومية والاستمرار في الحوار الثنائي بين الفريقين لا تزال معقولة ومفتوحة. لكنها لم تستبعد ان تتأخر عملية الاحتواء بعض الوقت نظراً الى رفع السقوف الذي ميز رد الحزب على خطاب المشنوق من جهة والانزعاج الشديد الذي عبر عنه السيد نصرالله في موضوع تحميل الحزب تبعة فشل الخطة الامنية في البقاع الشمالي من جهة أخرى.

وأوضحت انه من الممكن جداً ان يضطر الرئيس بري في وساطته الجديدة لمنع توقف الحوار الثنائي بين الفريقين في عين التينة الى اعادة صياغة اطار متجدد لهذا الحوار اذا وافق الفريقان على معاودته. وفي هذا الاطار تنتظر المصادر نفسها ما سيصدر اليوم عن كتلة “المستقبل” النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لتبين الاتجاهات الواضحة للكتلة والرئيس سعد الحريري عقب هذا الاشتباك السياسي الجديد مع “حزب الله”.

صحيفة “السفير” قالت: “لا يملك “تيار المستقبل” حتى الآن تصوراً حاسماً حول مصير الحوار الثنائي بينه وبين “حزب الله”، حتى أن الفريق المحاور لا يعلم ما إذا كان سيذهب الى الجلسة العشرين في 27 من الشهر الجاري، أم أن هذا الحوار ستطوى جلساته، وذلك بانتظار قرار من الرئيس سعد الحريري الذي من المفترض أن يكون على اتصال مباشر مع اجتماع “كتلة المستقبل” اليوم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى تماس مباشر مع سلسلة اجتماعات جانبية من المفترض أن تعقد للبحث في ما آلت إليه الأمور بعد الخطاب العنيف لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والرد الأعنف من قبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

وفيما دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط اتصالات التهدئة، بعد عودته أمس من زيارته إلى كل من رومانيا وسويسرا، فإن قيادات “المستقبل” حاولت التخفيف من وقع كلام المشنوق بإعطائها تفسيراً مختلفاً لكلام وزير الداخلية، وهو ما كشف عن ارتباك واضح في أوساط “المستقبل” الذي بذل قياديون فيه جهوداً كبيرة خلال اليومين الماضيين لوقف الانزلاق في الاشتباك مع “حزب الله”، وهو ما أوحى بوجود اتجاه قوي داخل “المستقبل” للملمة آثار خطاب المشنوق.

في المقابل، فإن بعض صقور “تيار المستقبل” يعتبرون أن 19 جلسة من الحوار الثنائي لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية، ولم يتمكن الطرفان من التوافق على أي قرار يمكن أن يساهم في دفع عمل مؤسسات الدولة وتفعيلها، وفي مقدمتها الحكومة التي دخلت في “موت سريري”، أو حل أي من الأزمات المعيشية القائمة، لا سيما على صعيد النفايات، في حين أن تنفيس الاحتقان في الشارع بات عنوانا عريضا، حيث هدأت بعض التوترات، لكن التشنجات في النفوس نتيجة بعض المواقف السياسية الحادة تزداد يوما بعد يوم.

ويعتقد قياديون في “تيار المستقبل” أن الوزير نهاد المشنوق لم يخطئ في الكلام الذي قاله في احتفال الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، بل هو قال أكثر من ذلك في خطاب الذكرى الثانية في العام الفائت ولم يكن هناك ردات فعل كالتي شاهدناها هذه المرة.

وتلفت هذه القيادات الى أن ما قاله المشنوق هو توصيف دقيق لبعض الأمور لجهة عدم تعاون “حزب الله” في الحكم ولا في الأمن ولا في رئاسة الجمهورية، لذلك فقد عبر عن انزعاج مما يجري، وأشار الى أنه إذا كان الحزب مصراً على نهجه وسلوكه بهذا الاتجاه، فكأنه يقول لـ”المستقبل” لا نريد شراكتك ولا الحوار معك، وبالتالي من حق “تيار المستقبل” أن يطرح إمكانية انسحابه من هذه الشراكة القائمة فقط على الإملاءات، وعلى التهديد في كل مرة بالانسحاب إذا لم يصر الى تنفيذ طلبات الحزب وطلبات حلفائه.

وتشير القيادات المستقبلية الى أنه “تم التوافق على خطة أمنية لمنطقة بعلبك ـ الهرمل خلال جلسات الحوار السابقة، وبعد ذلك قامت الدنيا ولم تقعد، وانفلت الوضع الأمني من عقاله في تلك المنطقة، ما دفع بالمواطنين الى التظاهر لوضع حد لهذا الانفلات، وتمّ تشكيل لواء القلعة الذي يضم العديد من المطلوبين الذي سارعوا الى مبايعة حزب الله وأمينه العام، وهذا أمر مرفوض، ولا يجوز أن يتجزأ الأمن أو أن يكون على منطقة دون أخرى”.

وتتهم هذه القيادات “حزب الله” بأنه يتعاطى في السياسة بمزاجية، فحينا يكون متعاونا الى أقصى الحدود مع “تيار المستقبل”، وأحيانا يكون رافضا لكل شيء، لافتة الانتباه الى إمكانية أن تكون هذه المزاجية مرتبطة بالتطورات الاقليمية.

وتخاطب هذه المصادر “حزب الله” بالقول: “ما بدها هالقد، والأمور لا تستأهل كل هذا الانفعال، والقصة مش حرزانة، وما يشهده لبنان والمنطقة يحتاج الى كثير من الوعي والتروي والتعاون من أجل الحفاظ على البلد وعلى الأمن فيه”.

إلا أن عضو طاولة الحوار الثنائي النائب سمير الجسر يؤكد لـ”السفير” أنه “لم يتغير شيء بالنسبة لموضوع الحوار الثنائي حتى اليوم، وهناك اجتماع للكتلة واجتماعات أخرى ستعقد وستكون الاتصالات مفتوحة مع الرئيس سعد الحريري لاتخاذ القرار المناسب، علما أننا لن نقوم بأي خطوة إلا إذا كانت لمصلحة لبنان واللبنانيين، لأننا أكثر الناس حرصا على هذه المصلحة”.

يجزم الجسر بأن الوزير نهاد المشنوق لم يعلن الانسحاب من الحكومة ولا الانسحاب من الحوار، “بل طرح الأمور كما هي، وأن أي توجه من هذا النوع يكون بقرار كبير يصدره الرئيس سعد الحريري، علما أن هذا الحوار كان عبارة عن تنفيسة للاحتقان السني ـ الشيعي، وأن توقفه يعني إغلاق هذه التنفيسة، ما سيؤدي حتما الى مزيد من التأزيم والتجاذب، وستكون له انعكاسات سلبية جدا على الشارع اللبناني”.