IMLebanon

منظّمة الصحة تطلب 60 مليون دولار لليمن

who

مال محمد
دعا ممثّل منظمة الصحة العالمية في اليمن أحمد شادول، المانحين الدوليين إلى دعم عملها في اليمن، مطالباً بـ «تأمين 60 مليون دولار للاستمرار في عمليات الاستجابة المنقذة للحياة في كل المناطق حتى نهاية العام الحالي». وحضّ في بيان أطراف الصراع على «السماح بوصول المساعدات إلى محافظة تعز (جنوب غربي اليمن). ويعرقل انعدام الأمن والعنف وصول الدعم إلى محافظة تعز، إذ يحتاج أكثر من 3.3 مليون من سكانها، بمن فيهم أكثر من 300.5 ألف نازح، إلى المساعدة الصحية العاجلة».
ووصف شادول الوضع في تعز بـ «المقلق»، لافتاً إلى أن «مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء يحتاجون وفي شكل عاجل، إلى الأدوية المنقذة للحياة والخدمات الصحية والغذاء والمياه المأمونة للشرب والوقود»، من دون أن يغفل «تزايد الحاجات الصحية والإنسانية، في حين أن الاستجابة المحدودة التي تمكّننا من تقديمها ليست كافية».
وتعيش تعز أوضاعاً مأسوية، إذ تشهد منذ سبعة أشهر قتالاً عنيفاً بين المسلّحين الحوثيين من جهة و «المقاومة الشعبية» الموالية للشرعية من جهة أخرى. كما يفرض الحوثيون والقوّات الموالية لهم حصاراً خانقاً على المدينة، ويقيّدون وصول السكان إلى الغذاء والماء والوقود والدواء. واستجابةً للأوضاع الصحية والإنسانية المتدهورة في تعز، قدّمت منظّمة الصحة العالمية 30 طناً من الأدوية والمستلزمات الصحية لنحو 600 ألف مستفيد، بمن فيهم 250 ألفاً في مدينة تعز (عاصمة المحافظة).
وتشمل المساعدات، معدّات جراحة ومستلزمات خاصة بالتعامل مع الإصابات وأدوية، بما يشمل حالات الطوارئ والإسهال، إضافة إلى أسطوانات الأوكسيجين وأكياس الدم، وغيرها من المستلزمات التي وُزّعت على مكتب الصحة وستة مستشفيات وثلاثة مراكز صحية في ست مديريات. وبدأت المنظّمة تأمين نحو مليون ليتر من المياه لمدينة تعز، فضلاً عن رصدها نوعية المياه وجودتها للتخفيف من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبرها.
وتواصل منظّمة الصحة العالمية منذ بداية العام، بالتعاون مع السلطات الصحية والمؤسسة الخيرية للرفاه الاجتماعي غير الحكومية، العمل على الحدّ من تفشّي وباء حمّى الضنك في المحافظة. وأدّى النقص الحاد في الوقود والأدوية إلى إجبار معظم المرافق الصحية في القرى والمناطق النائية على إغلاق أبوابها. فيما اضطرت مستشفيات المحافظة إلى إغلاق وحدات العناية المركّزة. ولم يتمكّن مرضى السكري والكلى والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة، من الحصول على الأدوية الأساس المنقذة للحياة وخدمات غسيل الكلى بسبب محدودية الوصول الى المرافق الصحية.
أما النقص في الغذاء، فأدّى بدوره إلى ارتفاع كبير في الأسعار وسط عجز السكان عن تحمّل نفقات المواد الغذائية الأساس، ما تسبّب في ازدياد حالات سوء التغذية، خصوصاً لدى الأطفال. وأُغلقت آبار المياه الرئيسة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وشحّ الوقود للمولّدات اللازمة لضخّ المياه.
وأكد ممثّل منظّمة الصحة العالمية، «وجود الكثير مما نستطيع تقديمه للسكان في تعز، لكن نحتاج إلى حرية التنقّل حتى تصل مساعداتنا الى السكان، كما تتطلّب استجابتنا المزيد من الدعم المالي». وقال: «ما لم نتمكّن من التغلّب على هذين التحديين، فسيتعرّض مزيد من أرواح الأبرياء للخطر».