IMLebanon

معركة الإنتماء بين “لبنان أولاً” و”حزب ولاية الفقيه”! (بقلم رولا حداد)

nasrallah-23-octobre-2015

كتبت رولا حداد

أطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على اللبنانيين في ذكرى عاشوراء، مطلقاً سلسلة اتهامات بحق قوى 14 آذار. وأبرز هذه الاتهامات أن هذه القوى راهنت وتراهن على تطورات خارجية، بدءًا من الاتفاق النووي مع إيران، وصولا الى الرهان على حوار سعودي- إيراني.

من يستمع الى السيّد نصرالله يُصاب بصدمة كبيرة، لناحية قلب الحقائق وتزوير الوقائع. والأسئلة في هذا الإطار أكثر من أن تُحصى:

ـ من راهن على قلب الموازين بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران؟ هل نسي اللبنانيون احتفالات تلفزيون “المنار” بتوقيع الاتفاق؟ ومن الذي رفع شعار “ما قبل الاتفاق النووي ليس كما بعده”، ألم يكن حليف “حزب الله” الرئيس نبيه بري؟

ـ من راهن على أن توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران سيجعل من الأخيرة “بوليس” المنطقة والحليف الأول للأميركيين، فاختفى شعار “الشيطان الأكبر” و”الموت لإسرائيل”… قبل أن يظهر في عاشوراء وما قبلها شعار “الموت لآل سعود”؟!

ـ من الذي راهن ويراهن على حوار إيراني- سعودي ينعكس على لبنان وخصوصا لناحية حلحلة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية؟ أليس أيضاً الرئيس نبيه بري؟

ـ من الذي راهن على الانقلاب في اليمن الذي نفّذه الحوثيون وجماعة علي عبد الله صالح؟ ومن الذي راهن على فشل الضربات الجوية لقوات التحالف العربي وراهن على أنهم لن يخوضوا عملية بريّة في اليمن؟ ألم يكن السيد نصرالله من راهن على ذلك علنا وفي أكثر من إطلالة تلفزيونية له؟

ـ من راهن على تبجّح إيران والمسؤولين الإيرانيين بأنهم باتوا يسيطرون على 4 عواصم عربية: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت؟

ـ من الذي راهن على حسم بشار الأسد للثورة السورية منذ اللحظة الأولى؟ ألم يكن نصرالله نفسه الذي قال في الأشهر الأولى: “ما في شي بسوريا والإعلام عم يضخم الأمور”؟ وألم يكن العماد ميشال عون الذي أكّد أن “الثلثاء بتخلص بسوريا وتبقوا اسألوني”؟

ـ من راهن على أن قتال “حزب الله” في سوريا سيحسم الأمور وكل المعارك؟ ألم يكن السيد نصرالله؟ فإذا بعد 4 سنوات ونصف السنة يضطر بشار الأسد للاستعانة بالجيش الروسي في الجو وعلى الأرض أيضا؟

ـ من يراهن اليوم على أن يحسم التدخّل الروسي الحرب السورية؟ ألم يتم رفع الأعلام الروسية في تظاهرة “التيار الوطني الحر” في 11 تشرين الأول، تماما كما في مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية؟ فمن يكون يراهن على الدور الروسي؟

ـ ومن الذي يعتبر أن ما يحصل في اليمن منذ 4 أشهر “مجازر” في حين يشارك في إبادة مئات الآلاف من المدنيين في سوريا “وعلى قلبو متل العسل”؟

إن التناقض المريب الذي أوقع السيد نصرالله نفسه فيه يدعو الى الاتعاظ بأن لا مجال لأي رهان على الخارج بأن ينتصر في الداخل اللبناني، كما أن المفاخرة بأن “حزب الله” هو “حزب ولاية الفقيه” يؤكد للبنانيين مرة جديدة بأن من يرهن نفسه وقراره على كل المستويات للولي الفقيه لا يمكنه أن يدّعي بأنه سيّد وأن يتهم الآخرين بأنهم عبيد. فالسيّد هو سيّد قراره ولا يُخضع قراراته السياسية والعسكرية والدبلوماسية وعلى كل المستويات لغيره أياً يكن.

هكذا تسقطت الاتهامات الفارغة ويتّضح بما لا  يقبل أي التباس أن المعركة الأساسية في لبنان هي معركة انتماء بين من يؤمن بـ”لبنان أولاً” ومن يصرّ على أن يكون “حزب ولاية الفقيه”!