IMLebanon

“أبو الهدى” يروي سيرة حياته: أنا من أدخل الجيش إلى التبانة!

lebanese-army-tripoli-tebbeneh-new-14

 

لم ينكر الموقوف أحمد ميقاتي التّهم المنسوبة إليه أمام المحكمة العسكرية وإن قال: “في شغلات أنا بريء منها”. ويشير إلى أنّ “سيرة حياتي مشهورة ومكتوبة بالصّحف”، ومضيفاً باستهزاء: “عندما تمّ توقيفي اجتمعت الوزارة (الدفاع) كلّها في غرفة التحقيق للتحقيق معي، كلّهم كانوا موجودين في الغرفة”.

وعدّد “بدمٍ بارد” أمام المحكمة العسكرية التّهم التي وجّهت إليه منذ العام 2000 والتي قضى اثنان منها بأحكام الإعدام، مستذكراً أحداث الضنيّة والاعتداءات على سفارات ومطعم “ماكدونالدز”.. وليكمل سرد تفاصيل حياته بعد خروجه من السّجن والعمل في مجال الموبيليا في طرابلس، رافضاً ما قيل بأنّه كان يجمع المال أو يفرض على البعض إعطاءه المال بغية شراء الأسلحة، لافتاً النظر إلى أنّ “كلّ واحد كان يشتري بارودته (بندقيته) من ماله الخاص”.

وفق ميقاتي، فإنّه لم يشارك إلّا في جولة واحدة من معارك طرابلس برفقة مجموعته المؤلّفة من: ابنه بكر (الذي قتل خلال اشتباكات طرابلس في العام 2013)، وشقيقه محمّد الملقّب بـ “أبو عبدالله”، وأحمد غازي كسحة الملقّب بـ “أبو عمر” (تمّ توقيفه الشهر الماضي)، فايز فواز عثمان الملقّب بـ “أبو مصعب” (تمّ توقيفه في أيّار الماضي)، قاسم خضير الملقّب بـ “أبو زيد” (قتل في العام 2013)، محمّد العتر الملقّب بـ “أبو عمر” (يتردّد أنّه في جرود عرسال)، عبد الرحمن بازرباشي الملقّب بـ “حفيد البغدادي” (تمّ توقيفه في أيار الماضي).

لا أن ميقاتي أنكر أن يكون هؤلاء هم أعضاء في مجموعته التي تقتصر على البعض منهم، إذ إنّه اضطر خلال التحقيق معه في وزارة الدّفاع الى الزجّ بكلّ هذه الأسماء على اعتبار أنّ “تاريخي حافل واسمي كبير، وعددتهم كي أشيل عن نفسي. ولكنني لم أكن أملك مجموعة بل أنا كان منزلي في مكان تمرّ إلى جانبه المجموعات، إذ يوجد بسطة قهوة”.

أمّا أبرز ما أدلى به ميقاتي فكان بما يتعلّق باستهداف الجيش، وكاد البعض أن يضحك عندما ردّ الموقوف على سؤال: “لماذا هذا العداء للمؤسسة العسكرية”، قائلاً إنّ “العداء من عندها (المؤسسة) وليس من عندي، فأنا لم أحرّض على الجيش، بل على العكس أنا من أدخل الجيش إلى المنطقة (باب التبانة) وأنا مشيت أمامهم”، مشدداً على “أنني لم أقتل العسكريين ولا أتحمّل مسؤولية ما قام به بعض المقرّبين مني (كفايز عثمان) إذا ما كانوا قد تعرّضوا للجيش”.

دليل البراءة دائماً ما يكون جاهزاً في كلام ميقاتي، إذ قال إنّه لو أراد استهداف الجيش لكان فعل “قدّ ما بدّك”، لأن منزله كان يقع في منطقة يمرّ فيها العسكريون بلباسهم المدني أو العسكري وبسياراتهم وآلياتهم، مضيفاً: “إذا عسكري أطلق النّار باتجاهي فأنا أطلق النار عليه. إذا اعتدى عليّ أحدهم فلا مشكلة لديّ بإطلاق النار عليه”، متسائلاً: “هل أتركهم يقتلونني؟”.

قصّة “خلية عاصون”

ثمّ أكمل “أبو الهدى” تفاصيل حياته بين مدّة خروجه من سجن رومية وعودته إليه في أواخر العام 2014. بالنسبة له، فإنّ “راية لا إله إلا الله” كانت مرفوعة في منزله في طرابلس منذ أكثر من ثلاث سنوات وقبل أن تقوم قيامة “الدولة الإسلاميّة”، ليبدو واضحاً أنّ الموقوف الذي أتى على ذكر “داعش” أكثر من مرة خلال استجوابه تقصّد عدم تسمية التنظيم إلا “الدولة” أو “الدولة الإسلاميّة”.

وسرعان ما انتقل ميقاتي إلى حكاية عاصون، حيث قرّر الاختباء هناك بعدما صار مطلوباً، فيما اعترف بأن ابنه (عمر) كان في جرود عرسال. بكلّ بساطة، قالها الرجل: “كنتُ أؤوي نفسي وأؤوي المطلوبين”. ثم بدأ بتسليح نفسه والمطلوبين واستنفارهم بعدما أتته معلومات أنّ جماعة “حزب الله” توجهوا إلى الجرود لإقامة الحواجز، وفق ميقاتي الذي أشار إلى أنّه كان يؤمن السلاح بنفسه وكان كسحة يساعده في ذلك.

فيما نفض “أبو الهدى” يديه سريعاً من عدد من المطلوبين الذين تمّ القبض عليهم أو قتلوا أثناء مداهمة منزله في عاصون (ومن بينهم الجندي المنشق عبد القادر الأكومي)، ليشير إلى أنّه لا يعرفهم وإنّما أرسلهم أبو الشيخ نبيل سكاف الملقّب بـ “أبو مصعب” (المنتمي إلى داعش).

حاول الموقوف تبرئة نفسه من هذه التهمة، وشدّد على “أنني لم أكن راضيا على مجيئهم إلى منزلي، إذ إنني حينما أكون مطلوباً أفضّل أن أكون وحدي، لا أرتاح لأحد عندما أكون مطلوباً”، نافياً معرفة من حرّض الأكومي على الانشقاق عن الجيش.

وسأل ميقاتي غاضباً العميد ابراهيم “هل تريدني أن أقول لك كيف دخل الجيش لإلقاء القبض علي؟”، ليستذكر في معرض دفاعه عن نفسه من تهمة استهداف الجيش، مشيراً إلى أنّ توقيفه جرى بعد إلقاء قنبلة أصابته في رجله، ثم إطلاق الرصاص من دون إيعاز بتسليم أنفسهم، لافتاً الانتباه إلى أنّه مع ذلك لم يطلق النّار على الجيش. فتدخّل ابراهيم قائلاً: “لم تسنح لك الفرصة لفعل ذلك”، ليردّ: “بلى سنحت، فجميع الموجودين في الشقة عندي كانوا بكامل سلاحهم، إلا أنني لم أفعل”.

كذلك أنكر ميقاتي نيته تهريب عدد من الموقوفين من سجن رومية، لافتاً الانتباه إلى أن اتصاله الدائم بالموقوفين غسان صليبي وعثمان كان بقصد الاطمئنان عليهما وإرسال الدولارات إلى هواتفهما وليس بقصد تهريبهما.