جدد قرار شركات طيران عالمية بحظر السفر في أجواء سيناء المصرية، أزمات القطاع السياحي الذي عانى طيلة السنوات الخمس الماضية، خاصة بعد كارثة سقود الطائرة الروسية التي تؤثر بالسلب على نظرة السياح لمصر.

وفيما نفت وزارة السياحة المصرية ونقابة السياحيين والهيئة العامة لتنشيط السياحة، وجود أي تأثير للحادث على السياحة المصرية، لكن عدة شركات طيران عالمية سارعت بإصدار قرارات بمنع التحليق في أجواء سيناء وتعديل مسار خطوطها.

حيث أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية وقف التحليق فوق سيناء، كما أعلنت شركة “اير فرانس” نفس القرار، وهو ما جاء وفقاً لبيانات أصدرتها الشركات، كإجراء سلامة لحين تحديد أسباب تحطم الطائرة الروسية.

كما قررت شركات طيران الإمارات” و”فلاي دبي” و”العربية للطيران” تغيير مسارات رحلاتها لتجنب الطيران فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، وقالت الشركات إنها تتابع الموقف عن كثب في المنطقة وأن تغيير مسار الطائرات إجراء وقائي.

وحذر موقع إلكتروني تابع للأمم المتحدة من مخاطر الطيران في مناطق الصراع في مختلف مناطق العالم، لكنه كان قد أطلق منتصف أبريل الماضي أول تحذيراته من الطيران فوق ليبيا والعراق ومصر، وتحديدًا شبه جزيرة سيناء، وجنوب السودان.

وقالت الخطوط السعودية، إن المسارات الجوية للخطوط السعودية، لا تمر نهائياً في أجواء سيناء المصرية، وتعتمد مساراً إلى جنوب الجزيرة مروراً بالقاهرة وما بعدها.

وقال عاملون في القطاع، إن الشركات التي أعلنت تعليق الطيران في أجواء سيناء تسرعت في القرار، خاصة وأنه لم يعلن حتى الآن عن نتائج التحقيقات ولم يتم تفريغ الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة لمعرفة السبب الحقيقي للحادث.

وسقطت طائرة روسية من طراز إيرباص 321، وعلى متنها 217 راكبا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، وتحطمت صباح صباح السبت الماضي، قرب مدينة الحسنة بسيناء. وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بيترسبورج الروسية، إذ أقلعت الطائرة فجراً واختفت من على شاشات الرادار فور إقلاعها.

وقال تامر سكر، مدير الحجوزات بإحدى شركات الطيران الخاصة، إن الشركات تسرعت في القرار، خاصة وأنه لم يعلن حتى الآن عن أسباب سقوط الطائرة، لكن هذا القرار بالتأكيد سوف يؤثر على حركة الطيران في مصر وبالتالي على قطاع السياحة.

وجاء حادث الطائرة الروسية فيما كانت مصر تستعد للمشاركة في بورصة لندن التي تنطلق غداً الاثنين، وكان من المقرر خلال فعاليات المعرض إطلاق الحملة الترويجية لمصر بعنوان “هي دي مصر” بعد توقف دام أكثر من 4 سنوات، وذلك بهدف استعادة الحركة الوافدة إلى مصر.

كما أعلنت هيئة تنشيط السياحة تأجيل إطلاق الحملة الترويجية للسياحة المصرية بالسوق الروسي التي كانت مقررة أمس الأحد، وذلك لحين انتهاء التحقيقات الخاصة بالحادث.

وأوضح عادل محمود، مدير حجوزات بشركة سياحة بالقاهرة، إنه حتى الآن لم يتم إلغاء رحلات أو حجوزات خاصة بموسم الشتاء، لكن في ظل هذه الأجواء من المتوقع إلغاء جزء من هذه الرحلات وخاصة من دول أوروبا.

وأشار إلى أن السياحة المصرية لم تتعاف حتى الآن، وبالتأكيد سوف يعيدنا هذا الحادث إلى المربع “صفر”، وهو ما يتطلب من الحكومة المصرية بذل مزيد من الجهود حتى لا يتعرض القطاع لأزمات كبرى.