IMLebanon

عرض بريطاني لسلام بشأن النفايات!

waste-1

 

 

نفت مصادر معنية بمتابعة ملف النفايات اقتراح تصدير الزبالة الى سوريا، مؤكدة أن هذا الخيار غير مطروح. أما المقترحات التي تجري دراستها بجدية، فهي تصدير النفايات إلى قبرص التركية، وإحدى الدول الأفريقية، ولاتفيا.

واعلنت مصادر وزارية لصحيفة “الأخبار” إن رئيس الحكومة تمام سلام يدرس عرضاً تقدّمت به شركة بريطانية، وأن هذا العرض جدي، وبحاجة لنحو أسبوعين في حد أقصى لإنضاجه. وقالت مصادر معنية بالملف لـ”الأخبار” إن البدء بترحيل النفايات يحتاج لنحو 3 أشهر من الإعداد التقني. وإلى أن يُتَّفَق على حل ما، ستبقى النفايات في شوارع جبل لبنان، لتستمر “سوكلين” بجمع نفايات بيروت والضاحية الجنوبية، ونقلها إلى المكانين المخصصين لها في الكرنتينا وقرب المطار.

ونقل زوّار سلام عنه قوله لصحيفة “اللواء” أن الوضع جد دقيق وخطير، فالبلد على حافة الانهيار، ملمحاً إلى انه سبق ومر في ظروف مشابهة منذ العام 1958 إلى العام 1989، وكان من يتدخل لإنقاذه الرئيس جمال عبدالناصر والأميركيين في أزمة الـ58، وكذلك الحال بالنسبة للتوصل إلى اتفاق الطائف بمشاركة عربية ودولية.

وتوقف الرئيس سلام عند أزمة النفايات التي تحوّلت إلى أزمة وطنية، ومهزلة على كل شفة ولسان حتى أن بعض الذين التقاهم في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة سألوه عن قصة الزبالة في لبنان والتي وصفها مجدداً بأنها “زبالة سياسية”.

وأضاف الرئيس سلام، ودائماً حسب الزوار، انه خلال ثلاثة اجتماعات على طاولة الحوار، حذر من تفاقم أزمة النفايات ومخاطرها، وقال: “ما حدن سائل”، مشيراً إلى “اننا حاولنا أن ننقذ الوضع من خلال مجموعة من الاقتراحات، لكن الأزمة اسبابها سياسية ولها اهداف أخرى.

وأكّد انه لم يكن منحازاً لأي طرف أو فريق، وانه يعمل بطريقة حيادية للمصلحة العامة، محذراً من أن الأمور إذا وصلت إلى الطريق المسدود، فانه سيكون له موقف آخر.

وتخوف سلام من أن أزمة النفايات يمكن أن تكبر في المستقبل ويعصى علينا.

الى ذلك، كشفت صحيفة “النهار” ان سلام أبلغ زواره انه لن يدعو الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في شأن النفايات ما لم تتأمن إنتاجيتها ووفاقيتها وإلا فإن الجلسة إذا ما انعقدت فستضاعف الازمة أكثر مما ستؤدي الى إنتاج حلول. وقال إنه سيسعى الى مجالات جديدة قبل أن يقول ما يجب قوله للرأي العام . ولفت الى ان “الحائط المسدود لا يزال أمامنا وليس وراءنا وأنا لا أريد أن اعقّد الامور”.

وكشفت “النهار” ان الافكار المتداولة تتعلق إما بترحيل النفايات الى دول أجنبية وفق عروض مطروحة حاليا من شركات وإما بنقل النفايات الى سوريا بناء على عروض من رجال أعمال مقرّبين من أحزاب وجهات سياسية. وفي حين أن كلفة الترحيل الدولي تراوح بين 210 و220 دولاراً للطن الواحد، تبدو كلفة النقل الى سوريا أقل وقد يستدعي بت هذه الخيارات العودة الى مجلس الوزراء.

أكّدت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام الذي عرضَ مع الوزير أكرم شهيّب لملف النفايات، الأجواء “الزفت” على سلبياتها، وقالت لصحيفة ”الجمهورية” إنّ “الجو سيّىء”، وقد وصلنا إلى ما كنّا نخشى من بلوغه نتيجة عدم تقيُّد عدد من الأطراف السياسية بالتزاماتها وبما تعهدت به في كلّ المناسبات، من الجلسة التي أقِرّت فيها الخطة الى طاولة هيئة الحوار وصولاً إلى الوعود بمطمر في البقاع ومنه الى بلدة الكفور في الجنوب وعادوا بنا إلى “الكوستابرافا” حيث طُمِرت كلّ الجهود التي بُذِلت في أسوأ الظروف وكأنّنا نعيش فترةً من الترف السياسي لئلّا نقول بالنَكد السياسي، وكأنّه ليس لدينا وليس لدى غالبية اللبنانيين ما يَشغل بالهم من هموم اقتصادية ومعيشية لنزيد من المخاطر المترتّبة على البيئة وسلامة وصحّة الناس.

وأضافت المصادر: “إنّ العودة الى نقطة الصفر مسؤولية الجميع، ولو بادَلونا بالصدق لكُنّا بَلغنا مرحلة متقدّمة ممّا خطّطنا له بكلّ مسؤولية.

ولفَتت المصادر الى أنّ العودة الى خيارات التصدير أو التسفير باتت واردة، في وقتٍ كنّا نعتقد أنّها ستكون آخرَ خرطوشة لم نكن نتمنّى استخدامها بالنظر الى كلفتها وشروطها غير المتوافرة في الكثير من الحالات التي نعيشها.

وأكّدت المصادر أنّ امام الرئيس سلام عروضاً عدة في هذا الاتّجاه، منها ما هو جدّي ومنها ما هو غير جدّي، وأنّ البحث فيها بدأ بالنظر إلى ما تحتاجه للوقوف على كافّة التفاصيل التقنية والمالية والسياسية.

هذا ونقل زوار السرايا الحكومية لصحيفة ”المستقبل” أنّ رئيس الحكومة تمام سلام يتداول مع المعنيين بالخيارات الممكنة بعد إجهاض خطة الطمر الصحي إلا أنه يبدو في الوقت ذاته غير مراهن على نجاح أي منها لأنه ببساطة “ما بقى يصدّق حدا”.

من جهته، اعلن الوزير رشيد درباس الذي زار السراي الحكومي في حديث لصحيفة “الجمهورية” “إنّه وجَد الرئيس تمام سلام غيرَ متفائل، لكنّه لن يسدّ الباب امام أيّ مقترحات. وهو لا يزال متريّثاً ولن ينفّذ شيئاً بالقوّة ولن يشتبك مع الناس، وسيصارح الرأي العام بكلّ ما جرى عندما يبلغ مرحلة اليأس الكلّي”.

وعن إمكان ترحيل النفايات الى الخارج، قال درباس: “الترحيل ليس ولادة حلّ جديد بل دفن حل قائم”، مشيراً إلى أنّ كلفة الترحيل باهظة جداً. وأوضَح: النفايات الموجودة حالياً لا يمكن ترحيلها لأنّها تخمّرت”.

واعتبر وزير العمل سجعان قزي في حديث لصحيفة “النهار” بأن “ملف النفايات كما هو مطروح الان وصل الى خواتيمه التعيسة، وهذه هي الخطة الثانية للنفايات التي تضرب من بيت أبيها وتؤكد بالوجه الشرعي أن ملف النفايات هو سلاح من الاسلحة المستعملة لإبقاء لبنان في جاذبية الصراعات على أبواب خطيرة”.

وفي سياق متصل، أوضح وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لصحيفة ”اللواء” أن زيارة وزراء حزب الكتائب الثلاثة إلى الرئيس تمام سلام في السراي هدفت إلى الطلب إليه عقد جلسة لمجلس الوزراء لإيجاد حلول فورية لملف النفايات.

ولفت إلى انه اقترح شخصياً أن تعمد هذه الجلسة إلى مناقشة بندين أساسيين، الأوّل يتصل بالطلب من وزارة الداخلية والبلديات المساهمة في موضوع فرز النفايات من المصدر بمؤازرة البلديات. والثاني يتصل بوضع خطة واضحة لترحيل النفايات مع دراسة الخيارات القائمة لجهة الأسعار والبلدان التي سترحل إليها.

وإذ لاحظ أن هناك عجزاً كاملاً، اعتبر أن خيار الترحيل يدرس بجدية، مشدداً على أن الرئيس سلام أكّد للوفد الكتائبي انه لن يدعو إلى جلسة يغيب عنها التوافق، وتكون نتائجها غير ملموسة.

ونقل عن سلام قوله انه لا يريد إضافة مشاكل جديدة، وهنا نصحه الوفد، بحسب حكيم، بوضع الرأي العام في أجواء ما يحصل، لكنه (أي سلام) لم يرد.

وأوضح حكيم انه لا يمكن أن يبقى مجلس الوزراء متفرجاً، وأن ثمن ترحيل النفايات سيكون ارخص من الخسارة البيئية والاجتماعية التي تسبب بها هذا الملف، معلناً أن هناك دولاً كثيرة في الامكان التصدير أو الترحيل إليها كسوريا وإيطاليا واسبانيا.

ورأى انه من الضروري البدء بالتخلص من الإنتاج اليومي للنفايات قبل أن تحصل عملية تراكم وتصبح النفايات غير صالحة للترحيل، مؤكداً أن هناك 320 ألف طن من النفايات من بينها 100 ألف بين المطار والبحر و100 ألف في المناطق اللبنانية و120 ألفاً في الجبال.

هذا وأكد الوزير أكرم شهيب لصحيفة ”المستقبل” أنه مستمر في تولي مهام رئاسة اللجنة المعنية بمعالجة أزمة النفايات، وكشف في هذا السياق أنّ رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط طلب منه البقاء إلى جانب الرئيس تمام سلام في مواجهة الأزمة قائلاً: “توجيهات وليد بك الدائمة ألا نترك تمام بك”.