IMLebanon

خطوط دفاع متلاصقة من عكار الى طرابلس!

 

lebanes-army

 

أكدت مصادر عسكرية لصحيفة “الجمهورية” أنّ “الجيش باشرَ منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب السورية، ضبط الحدود الشمالية، لكنّ صعوبات كثيرة واجَهته، كان أوّلها غياب القرار السياسي الواضح من السلطة وإعطاء الأمر للجيش بالتصرّف، ليتدفّق بعدها النازحون السوريون بأعداد هائلة، حيث فتحَ لبنان أبوابه وحدوده أمام الهاربين من الموت، وخصوصاً بعد معارك حمص الشهيرة”.

ولفتت المصادر الى أنه “بعد تطوّر الأوضاع وتفلّتها في اكثر من منطقة حدودية، خصوصاً بعد معركة عرسال، كان القرار الأمني حازماً بضبط حدود الشمال”، مشيرة الى انّ “الجيش أخذ تجربة البقاع وعرسال في الإعتبار، وسعى إلى عدم تكرارها في الشمال الذي يحوي عناصر متفجرة، ليس أقلّها تغلغل عشرات آلاف النازحين السوريين في البلدات والقرى والمدن، ووضع طرابلس المتفجّر والتي شهدت جولات من القتال العنيف إستمرّت ثلاث سنوات، إضافة الى محاولة التنظيمات الإرهابية إيجاد بيئة حاضنة مذهبياً لعملها العسكري وتمدّدها”.

وكشفت المصادر العسكرية أنّ “الجيش ينشر اللواء الثاني وفوج الحدود البري لضبط حدود عكار، وقد وضع خطة طوارئ من أجل مواجهة أيّ مفاجأة محتملة أو خرق للحدود، خصوصاً مع تزايد الحديث عن إمكان وصول التنظيمات المسلحة الى الحدود، وهو عزّز مراكزه عدّةً وعديداً، عبر ربطها بعضها ببعض وشَقّ الطرق وتأمين خطوط الإمداد، وتعزيز ثكنات الشمال إذا ما انهارَ أحد خطوط الدفاع”.

وأضافت في هذا السياق: “اذا انهار خطّ دفاع أو سقطَ أيّ مركز نتيجة هجوم مباغت أو عمل عسكري مفاجئ، فإنّ وسائل الإتصال والتنسيق ستُعلِم بقية المراكز لمساندة النقطة التي سقطت، وتترافق هذه التدابير مع انتشار كثيف للجيش المجهّز بتقنيات المراقبة الحديثة والذخيرة الكافية لخوض أيّ حرب قد تُفرَض عليه”. وتؤكد المصادر “وجود خطوط دفاع متلاصقة من عكار وصولاً الى طرابلس، منظّمة ومجهّزة بأحدث الأسلحة، ومراقبة من البرّ والبحر والجو”.

إلى ذلك، اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، عبر صحيفة “اللواء” أن الوضع العسكري الراهن على الحدود لا يقلقه لكنه يبدي حذراً من مسار التطورات الميدانية الأخيرة على المقلب السوري بين قوات النظام والتنظيمات المتطرفة، ولا سيما بعد سيطرة “داعش” منذ عدة أيام على بلدة “مهين” جنوب محافظة حمص، والتي تعد تطوراً مهماً على صعيد تغيير قواعد الميدان، إذا ما نجح في استكمال السيطرة على بلدة “صدد” التي يسيطر بها على أوتوستراد دمشق – حمص الدولي، وتفتح له طريق التمدّد باتجاه الاتصال مع التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية – الشمالية للبنان.

هذا الحذر يدفع إلى السؤال عما يمكن أن يفعله الجيش، لكنه يرد: “إذا وصلنا إلى تلك المرحلة، سنجد عندها الطريقة التي نتعامل بها”.

وفي مقارنة لقدرات الجيش بين 2012 و2015، فإن فارقاً كبيراً يُمكن الحديث عنه، لا سيما على مستوى الأسلحة الذكية والتقنيات الحديثة وعمليات الترقب والرصد. يقول قهوجي “إن مستوى جهوزية الجيش اللبناني ممتاز. نحن لا نتحدث هنا عن مستوى تجهيزنا في مقابل الخطر الإسرائيلي. فجيوش عربية كثيرة غير متكافئة مع إسرائيل. نحن نتحدث عن قدراتنا في حماية أمن لبنان من خطر الإرهاب والتي هي قدرات عالية. ولكننا، كأي جيش، لا يمكننا أن نصل إلى مرحلة الاكتفاء، فعملية التسليح والتطوير هي عملية متواصلة لا تتوقف عند حد معين. ويطمح لبنان إلى تعزيز قدرات سلاح الجو على مستوى مروحياته التي من شأنها أن توفر غطاءً جوياً لخطوط الدفاع ولأي عمليات هجومية حين تقتضي الحاجة”.

وأضاف: “يعوّل لبنان على صفقة الأسلحة الفرنسية المموّلة من الهبة السعودية، ولكن ما وصل منها هو 47 صاروخ “ميلان”. كان ثمة تجميد لملف الصفقة قد حصل بطلب من السعودية لاعتبارات داخلية في المملكة. وقد وصله أن الصفقة أعيد إحياؤها، والشركة الوسيطة “أوداس” لديها مكاتب في وزارة الدفاع وتنسّق مع المعنيين في المؤسسة. لكنه في انتظار أن تترجم العقود إلى واقع ملموس بتسلّم دفعة جديدة من الأسلحة.