IMLebanon

مؤتمر في عمان يناقش هجرة المكوّنات الدينية والاثنية من الشرق الاوسط

roula-beshara

بدعوة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الاردن، بالتعاون مع مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية، ومؤسسة كونراد اديناور الألمانية نُظم وعلى مدى يومين متتاليين مؤتمرا تحت عنوان “هجرة المكونات الدينية والأثنية من منطقة الشرق الأوسط”، في فندق سنتشوري بارك-عمان ولفت حضور رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الذي اعتبر ان المسيحيين جزء أصيل ورئيس من الامة العربية ونسيجها الاجتماعي والثقافي والحضاري ودعا الى نشر ثقافة المحبة والوئام

استهل المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر بكلمة اعتبر فيها أن الهجرة القسرية من هذا الشرق من شانها ان تخلق لوناً واحداً في وقت لم يعتد هذا الشرق إلا على التعددية الراقية والفكر النير، مؤكداً على ضرورة الحوار للحفاظ على المكونات الرئيسية في بناء المجتمعات العربية والشرق أوسطية حاضراً ومستقبلاً، وبناء الجسور الواصلة وليس الجدران الفاصلة، وتكوين ثقافة اللقاء عوضاً عن ثقافة الإلغاء.

104_0

ثم كان كلمة لكل من رئيس مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية السيد بسام حدادين ومدير منظمة كونراد السيد اوتمار اورينغ دعا فيها الجميع الى التفاعل مع موضوع المؤتمر بكل جدية وتشخيص الواقع لتقديم مقترحات وتوصيات وحلول

بحث المؤتمر وعلى مدار يومين، بمشاركة مختصين أردنيين وعرب، بالإجراءات والسياسات التي تدعم بقاء المكونات الدينية والأثنية في مناطقها، والحد من هجرته.

وتحدثت في الجلسة الأولى للمؤتمر، التي أدارها النائب عاطف قعوار، الباحثة العراقية آمنة الذهبي عن هجرة الأقليات من العراق وتهجيرها القسري، والتمييز والاقصاء والدوافع الاقتصادية. وأرجع الباحث التربوي ذوقان عبيدات في ورقته أسباب التطرف إلى الفكر الأحادي السائد، داعياً إلى التركيز على بناء الذات وتشكيل هوية جامعة.

وقدمت الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي (حشد) النائب عبلة أبو علبة ورقة دعت فيها إلى حماية التنوع بالقانون والمؤسسات والديموقراطية والمساواة ، موضحة أن هجرة الشباب الفلسطيني شهدت تزايداً بعد إتفاقية اوسلو، وهو ما يؤشر إلى غياب المشروع الوطني التنموي. وعرض المطران قيس صادق في الجلسة الثانية لورقته حول حقـوق الإنسان بين النظرية والتطبيق، كما عرض الناشط سائد كراجة ورقة عمل أخرى حول حقوق الإنسان.

وفي اليوم الثاني والأخير، دعا المحاضرون إلى نبذ المذهبية، وتعزيز مفهوم المواطنة وحرية الرأي والفكر والمعتقد، والذهاب إلى الدولة المدنية الجامعة التي تضمن بين جوانبها كل مكونات المجتمع.

roula-beshara

وفي الحلقة النقاشية الأولى التي ترأستها النائب في البرلمان الأردني ريم أبو دلبوح قدمت المحامية والإعلامية اللبنانية رلى إيليا ورقة عمل بعنوان “حقوق الأقليات في التشريع”، فدعت النخب العربية الى تفعيل المعاهدات العربية والدولية والقوانين المحلية التي تضمن وتصون حقوق الإنسان، وإيجاد قواسم مشتركة بين مكونات المجتمع، وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية.وأشارت إلى أن ما تدعو إليه لا يتم الا من خلال فكر حداثي يليق بعالم عربي متنوع يعيش فيه مواطنون لا أتباع، متساوين أمام القانون رغم تنوعهم الديني والثقافي والعرقي، وإرساء مبدأ المواطنة في العلاقة بين الدولة والمواطنين .ورأت أن الحل لما يواجهه العالم العربي اليوم من أزمة تغلب الهويات الضيقة على الهوية الوطنية الجامعة لا يكون إلا بمواجهة القوى الإقصائية والأصوات الظلامية التي تحاول خطف الدين كي يكون في مواجهة التنوع، وقمع الرأي الآخر ونبذ العيش المشترك أو بالأحرى العيش معاً.

وقدّم البروفيسور الفلسطيني برنارد سابيلا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيت لحم، ورقة عمل بعنوان “هل المسيحية نحو الزوال في المشرق العربي؟”، لفت فيها إلى أن المجتمعات العربية لا يمكنها تطبيق الديمقراطيات الأوروبية، كون العالم العربي يعتمد على الدين والتقاليد الدينية كمرجعية له، على عكس الدول الأوروبية التي تستند معاملتها للمواطنين على أسس قواعد القانون..

أما الدكتور يعقوب الفار، المحامي والمستشار القانوني، فاعتبر، إن “أحد أسباب الهجرة الاضطهاد الديني، وهذا يتلخص في أسباب ثلاث هي تغيير الدين من غير الإسلام إلى الإسلام، وإخضاع غير المسلم إلى أحكام الشريعة الإسلامية والتمييز المباشر في حكم القانون بين المسلم وغير المسلم، “..

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عودة قوّاس، قال الدكتور عامر الحافي، أستاذ علم الأديان المقارن في جامعة آل البيت، إن الفكر الإسلامي في أزمة داخلية، وهذا يتجلى بما تقوم به الجماعات التكفيرية، مثل عصابة داعش الإرهابية، وما فعلته مع الطائفة الأيزيدية في العراق، ووجود فتاوى من شيوخ معروفين تحرم تهنأة الآخر..

وقال الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، إن العرب المسيحيين هم جزء من الثقافة الديمغرافية العربية، كونهم كانوا الرواد في حركات المقاومة العربية زمن الحكم العثماني، كما أنهم لعبوا دوراً رئيسياً في التعليم والثقافة.

أما الأستاذ زياد شليوط، الصحفي والكاتب من الجليل، فاستعرض أبرز التحديات التي يواجهها المسيحيون داخل أراضي الـ48، من بينها: قضية الهوية، المدارس الأهلية المسيحية، وكيفية تعامل المسيحيين مع القضايا السياسية داخل وخارج فلسطين.

وفي الختام ثمّن منظمو المؤتمر ما ورد في أوراق العمل، لافتين إلى أن النية تتجه لإصدار مطبوعة تتضمن أوراق العمل والتعامل معها في حوارات سابقة وتقد