افتتحت نقابة المهندسين في بيروت بالتعاون مع لجنة المهندسين الناطقين باللغة الفرنسية مؤتمرا عن “التنمية المستدامة” بحضور خبراء محليين ودوليين من البلدان الناطقة باللغة الفرنسية، وممثل رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين رئيس فرع المتعهدين في نقابة المهندسين في بيروت بيار جعارة، ممثل قائد الجيش العقيد روجيه طانيوس، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي المقدم جرجس بو مارون، ممثل مدير عام امن الدولة الملازم اول وسام علبي، مدير عام النفط اورور فغالي، ممثل مدير عام ادارة حصر التبغ والتنباك محمد ضاهر وحشد من المهندسين.
بعد النشيد الوطني رحب عضو اللجنة المهندسين الناطقين باللغة الفرنسية (الفرنكوفونيين) في نقابة المهندسين وليد كبي بالحضور، وتناول جدول اعمال المؤتمر والمحاضرات.
ثم القى بيار جعارة كلمة نقيب المهندسين فقال: “ان العالم يعيش مرحلة حاسمة في عالم التطوير الهندسي، فمن اليوم الاول للعمل الهندسي لم يعط الامر حقه في التفكير الهادئ الذي يبرز اليوم بكل الاشكال والابعاد الحقيقية للنتائج المترتبة عن كل اداء”.
اضاف: “لقد دخل الكون في آتون الانعكاسات السلبية الناتجة عن التسريع الصناعي، وذهب بعيدا من دون الانتباه الى الترددات التي خلفها هذا التسريع من الانبعاثات، حتى انه مر الوقت واضحى المرء اسيرها ويتحمل كل اوزارها في صحته وبيئته، فكان ان صنع الانسان اذيته بيده”.
وتابع: “ففي الصناعة آفات واضرار وتلوث وامراض، وفي البناء ايضا، كما في التمدد الحضري، انما كل ما نستطيع ان نضبطه يتحول بلا مبالغة الى افق جديد من النمو السليم والازدهار المستدام، فينال الانسان اي انسان حقه في التمتع بحياة سليمه وبطبيعة نظيفة كيفما تحولت الظروف والاحوال. فلا يجوز لاحد ان يمنع عن آخرين يعاصروه او يأتوا بعده هذا الحق”.
وقال:”اما اليوم وقد اعترف الذين افسدوا، في البيئة والجو والطبيعة، بانبعاثاتهم الصناعية المدمرة، فهم بالتالي راحوا يرممون ما قد يستطيعون ترميمه على مستوى العالم، وعقدت العشرات المؤتمرات والندوات لهذه الغاية، وكان لنقابة المهندسين في بيروت نصيب وافر منها استطاعت ان تناقش اوراق عمل رفدت بها المؤسسات المعنية خصوصا وزارتي الصناعة والبيئة ومراكز الابحاث والتطوير”.
اضاف: “لكننا في لبنان، بلد المفاجآت، نعيش الازمات تلو الازمات، وها هي ازمة النفايات التي تلت انبعاثات الذوق والجيه والمدن الصناعية في كل المناطق تحاكي هذا المؤتمر من جوانبه كافة، ونحن كمهندسين واهل العلم والكفاءة كنا دوما المبادرين للحد من هذه الاخطار، لكن المصالح السياسية والصراعات الناتجة عنها تبقى اقوى من ارادة الخيريين في هذا البلد، وهو ما نشاهده في ازمة النفايات وفي كل الازمات التي تعصف ببلدنا الصغير الذي يخرج الادمغة كل سنة ويسعى ابناءه المخلصون لاخراجه من المستنقعات لكن السياسيين يبقون دوما بالمرصاد”.
وختم: “ان النقابة تركز على المهمات الاساسية هي:
1 – في العمل المباشر ضمن الترتيبات الادارية والتطبيقية في النقابة
2 – في تدعيم اخراج مواصفات لبنانية في كل مجالات التأثير على القطاع
3 – تقديم جهد في المجال التشريعي الذي نسعى الى تطويره بالتعاون مع المؤسسات الرسمية المعنية تأمينا لمستلزمات النمو المنتظر”.
وحاضر عضو مجلس لبنان للابنية الخضراء والجمعية اللبنانية للحد من خطر الزلازل المهندس راشد سركيس عن موضوع “بناء استراتيجية لمعالجة النفايات المنزلية”. وعرض “للرابط الذي يوائم مع التنمية المستدامة عبر الاستفادة القصوى من كل مورد طبيعي وما يوازيه بحيث تتضمن النفايات سعات حرارية وبدائل اولية توفر من استهلاك الطاقة”.
وتناول كل من الخبيرين الدوليين جان فيرنييه ودومينيك ساسون “عملية تطوير التنمية المستدامة على مستوى القطاعين العام والخاص والتقنيات المعتمدة والخطوات التي يجب اتباعها لتثبيت هذه التنمية على كل الاصعدة”.