IMLebanon

انتخابات المحامين: معركة الاستقلالية

justice-2

 

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”: ينتخب المحامون في بيروت غداً نقيباً جديداً لهم وأربعة أعضاء في مجلس النقابة لولاية تستمر سنتين. المعركة “على المنخار”، و الهدف الأساس، استعادة النقابة استقلاليتها.

24 ساعة تفصل المحامين عن الاستحقاق الانتخابي في نقابتهم في بيروت لاختيار أربعة أعضاء ونقيبٍ جديد. “معركة طاحنة” ستدور رحاها في قصر العدل، وخصوصاً على مركز النقيب، بين فريق 14 آذار، الذي يريدها معركة “استكمال اثبات وجوده في النقابة”، وفريق 8 آذار، الذي يدعم “خياراً” مستقلاً مُعتبراً اياها آخر “ومضة أمل من أجل أن تعود النقابة مستقلّة بعيداً عن الانقسامات السياسيّة”.

أجواء مختلف القوى المتنافسة، قبل ساعات، من يوم الانتخاب لا تسمح بتوقع النتائج، فـ “المعركة على المنخار، ونتائج الدورة الأولى إجمالاً تحسم معنوياً مركز النقيب”، أما “رجحان كفّة على أخرى، فيرتبط بنسبة الاقبال”، بحسب مصادر مطلعة.

تنقسم انتخابات نقابة المحامين الى مرحلتين: في الأولى يُنتخب الأعضاء الأربعة ومن بينهم يُنتخب النقيب في الدورة الثانية. وستتنافس غداً لائحتان، تضمّ الأولى بيار حنا (مرشح الى منصب النقيب وينتمي الى القوات اللبنانية)، جميل قنبريز (المستقبل) ولويس حنا (الكتائب)، والثانية من المرشحين الى عضوية مجلس النقابة زاهر عازوري (التيار الوطني الحرّ) وأسعد سعيد (حزب اللّه)، بالتحالف مع المرشح المستقل الى مركز النقيب أنطونيو الهاشم.

الفريقان اتفقا على ترك المركز الرابع على لائحتيهما شاغراً، كاجراء يُعتمد في كلّ دورة انتخابيّة لتبادل الأصوات وافساحاً في المجال أمام مناصريهما لاختيار “من يرونه مناسباً، آخذين في الاعتبار العلاقات الشخصية للمحامين”، على ذمّة المصادر المتابعة.

اضافة الى اللائحتين، أعلن ثلاثة محامين مستقلين، هم وجيه مسعد وايلي مخول وسمير حيدر، ترشحهم الى عضويّة مجلس النقابة، فيما ترشح المحامي عزيز طربيه الى مركز النقيب، وعليه الفوز بالعضوية في المرحلة الأولى قبل استكمال المعركة. ويُعد طربيه من “المرشحين الاقوياء، إذ نال في الانتخابات السابقة 1200 صوت، وكانت المرّة الاولى التي يترشح فيها”. “همّ” الدورة الأولى يُعفى منه عضو مجلس النقابة المرشح ناضر كسبار، إذ إن عمله يبدأ عند الدورة الثانية. وهذا الأمر أثار لغطاً بين المحامين الذين اعترض قسم منهم على ترشيحه، إذ “تنتهي ولايته كعضو بعد سنة فيما، ولاية النقيب سنتان. ماذا لو فاز؟ كيف سيكون نقيباً وهو ليس عضواً؟”.

العمل جارٍ من قبل الفريقين المتنافسين لايصال مرشحهما الى الدورة الثانية، “في وقتٍ يُسجلّ فيه على الماكينة العونية تقصيرها، اذ انّ عملها يتركز على حشد الاصوات لعازوري فقط”. تشير المصادر الى “تكتيك” تعتمده الأطراف السياسية وهو “حرق بعضها بعضا” في انتخابات الدورة الأولى عبر توزيع الأصوات على غير المرشحين الى منصب النقيب لأسباب عدّة أهمها: “منعه من تحقيق أي خرق وتقليص فرصه في نيل نسبة كبيرة من الأصوات”. اذا نجح هذا المخطط وسقط مرشح أحد الفريقين، فعندئذٍ تلجأ هذه القوى الى تجيير أصواتها الى أحد المرشحين المستقلين في الدورة الثانية.

تبدو مصادر التيار الوطني الحر “مرتاحة” لنتائج الانتخابات “وخاصة مع حسم حركة أمل موقفها الى جانبنا. الهاشم يحظى بثقة المستقلين، وفي النتيجة هو ليس حزبيا”، ولكنها تعترف بأنّ “برنامج طربيه العصريّ هو الأفضل”. مُشكلة “التيار” الذي يصف المعركة بـ “الطاحنة” هي امكانيّة “استقطابه لعدد من أصوات المستقلين أو الذين لا مصلحة لهم في أن يصل الهاشم”. ما زال هؤلاء يتذكرون كيف نجح الهاشم في الدورة الأولى في دورة 2011، الا أن “سحب” غطاء العماد ميشال عون عنه في الدورة الثانية “وعدم حماسة بعض المكاتب الكبيرة في التيار للتصويت له، أفسحا المجال لفوز النقيب السابق نهاد جبر. هذا الأمر قد يتكرر، لذلك لا شيء محسوماً”.

خارطة التحالفات لا تختلف كثيراً عن الانقسامات السياسية في البلد. يلتزم محامو حركة أمل مرشحي 8 آذار، الا أنّ المعلومات تتحدث عن “اتفاق بين الحركة وتيار المستقبل على التصويت لقنبريز مقابل اعطاء المستقبل أصواته لعلي فواز في انتخابات صندوق التقاعد”. “التسليف” قد يجري أيضاً اذا ما لجأ “محامو الحركة الى التصويت للويس حنا بسبب العلاقة الجيدة بين الرئيسين نبيه بري وأمين الجميل”.

“طيف” النقيب الحالي جورج جريج يحضر في الانتخابات حيث “تبلغ قدرته التجييرية قرابة الـ400 صوت”. هو يعمل من أجل “انجاح لويس حنا فيرتفع عدد الكتائبيين في مجلس النقابة الى 3”. الملاحظات على جريج تُختصر في كونه “ارتد كتائبيا في الفترة الاخيرة، وخاصة حين دعا الرئيس الجميل لالقاء كلمة خلال افتتاح سلسلة المحاضرات الخاصة بالمتدرجين. النقابة تحولت الى مركز حزبيّ”.

قبل ظهر الغد تُفتح صناديق الاقتراع أمام قرابة 7000 محامٍ سددّوا اشتراكاتهم. لا أحد قادراً على حسم النتيجة، فـ”المعركة حامية”. الاجماع شبه الوحيد هو على نجاح مرشح تيار المستقبل قنبريز.