IMLebanon

الساعات السويسرية تضطر لدخول صناعة الساعات الذكية

Tag-Heuer
أصبحت تاغ هوير أول شركة سويسرية تقدم لعملائها ساعات ذكية تجمع بين أناقة الساعات السويسرية والتكنولوجيا الأميركية، بعد أن قلبت شركات التكنولوجيا مفهوم ووظيفة ساعة اليد التقليدية.
ودخلت الشركة السويسرية في شراكة مع عملاقي التكنولوجيا غوغل وإنتل لإنتاج ساعة يد تصل قيمتها إلى 1500 دولار. وطرحت بالفعل أكثر من ألف نسخة في الأسواق الأميركية، كخطوة أولى ستتبعها قريبا أسواق بريطانيا وألمانيا واليابان.

وتبدو واجهة الساعة الرقمية الجديدة المصنوعة من التيتانيوم أنيقة، ويتصل بها إطار من الجلد الأسود يدور حول المعصم، بينما تم تصميمها لتشبه الشكل الكلاسيكي للساعة التقليدية.

وتضم الساعة، التي أُطلق عليها إسم “ذا كونيكتد”، تحت شاشتها الرقمية معالجا من صنع شركة إنتل يسمح لمرتدي الساعة بالدخول على شبكة الإنترنت والاستماع إلى الموسيقى واستخدام عدة تطبيقات عبر نظام التشغيل إندرويد، بدءا من تطبيقات الخرائط وصولا إلى تطبيقات تتعلق بالحياة اليومية وتقدم بثا مباشرا لنتائج المباريات.

وتجيب الساعة، التي يمكنها أن تتحول تلقائيا إلى هاتف في نفس الوقت، على الأوامر الصوتية من قبل مرتديها، كما يمكنها أيضا عرض حالة الطقس باستمرار وتذكير مرتديها بمواعيده وإخباره عن المسافة التي قطعها خلال اليوم.

وخلال توسعها التدريجي في الأسواق ستجد ذا كونيكتد نفسها في مواجهة مباشرة مع ساعة “آبل ووتش” التي ينتجها عملاق التكنولوجيا الأميركية آبل. ووصف جين كلاود بيفر، المدير التنفيذي لشركة تاغ هوير، ساعة ذا كونيكتد بأنها “طريقة يمكن من خلالها جذب الشباب، ومنحهم دفء الساعات التقليدية”.

وقال بيفر خلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك “ساعة آبل ووتش لن تبقى للأبد، لكن ساعتنا ستبقى”.

وبعد عامين من اقتنائها، يمكن للمستخدم أن يحول ساعته الذكية إلى ساعة تقليدية مرة أخرى إذا ما قام بتسديد مبلغ 1500 دولار، وهي استراتيجية يقول بيفر إنها تساعد الشركة على حماية تقاليدها، وفي نفس الوقت تسحب البساط من تحت أقدام شركة آبل.

ولم يغامر بيفر بتقدير حجم المبيعات المحتملة للساعة الجديدة لكنه يقول، “لدي إحساس فقط أننا مازلنا في البداية، وأن ساعة ذا كونيكتد تشبه الهاتف الأول الذي ظهر قبل 20 عاما”.

وخرجت أسواق الساعات السويسرية التقليدية من المنافسة بشكل كبير منذ صعود الساعات الذكية وطرحها في الأسواق مؤخرا.

فقد سجلت مبيعات الساعات السويسرية في الربع الثالث من العام الجاري أكبر تراجع منذ عام 2009، منخفضة بنسبة 14.5 بالمئة، وهو ما دفع محللين للاعتقاد بأن الساعات الذكية جاهزة للاستحواذ على تلك الحصة المفقودة. وفي مواجهة القوة المالية للشركات العملاقة، بإمكان الساعات السويسرية التسلح بثلاث مزايا كبرى هي “الكفاءة في مجال التحكم بالطاقة والاستدامة والخبرة في مجال الصناعات الفاخرة”.

أما في ما يتعلّق بمسألة الساعة الهجينة المرتبطة التي يتم شحنها بالكهرباء، فيجري التفكير في إيجاد العديد من الحلول لها في سويسرا.

وتقول مجموعة مصانع “فوشار”، وهي شركة متخصصة في إنتاج الساعات الميكانيكية، إن المستقبل يكمن في الجمع بين الحركة الميكانيكية والواجهة الإلكترونية للحفاظ على الخبرة الفريدة التي تتمتع بها الساعات السويسرية والوظيفة الأصلية للساعة في نفس الوقت.

وفي تقرير نشر في شهر سبتمبر 2014، قدّر محللو المجموعة البحثية “سيتي ريسيرش” بأن قيمة سوق الساعات الذكية ستبلغ 10 مليارات دولار في عام 2018، مقابل 2 مليار دولار في العام الماضي.

ووفقا لدراسة اتحاد المصارف السويسرية في ديسمبر الماضي، من المحتمل أن تُباع 24 مليون ساعة ذكية من نوع آبل ووتش خلال العام الجاري. ومن المحتمل أن يُباع من سامسونغ عدد أكبر. في حين باعت صناعة الساعات السويسرية 28.8 مليون ساعة في العام الماضي. ويقول غريغوري بونس المتخصص في تحليل المبيعات إنه “في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق الأوروبية حالة من الركود في استيعاب هذا النوع الجديد من الساعات، فإن التحول الحقيقي من عصر الساعات التقليدية إلى الساعات الذكية يبدو محتدما في الأسواق الآسيوية”. وتتجه “سواتش”، أكبر شركات صناعة الساعات في سويسرا، إلى إضفاء بعض التقنيات الحديثة على نماذج من ماركات سواتش وتيسوت التي تنتجها.

لكن الرئيس التنفيذي للمجموعة نيك حايك نفى في أغسطس الماضي سعي الشركة إلى طرح “هاتف أو كومبيوتر ملفوف على المعصم” في شكل ساعة من إنتاج الشركة.

ووقعت سواتش عقد شراكة كبيرة مع تاغ هوير لإطلاق مشروع لإنتاج الساعات الذكية على غرار ساعة ذا كونيكتد.

ويقول بيفر “إذا كان لديك الطموح لإنتاج ساعة ذكية متكاملة على غرار ساعة آبل، فهذا سيكون مستحيلا إذا ما قامت به شركة سويسرية بمفردها”. وأضاف “لا يمكننا إنتاج معالجة بهذه الدقة في الحجم والتقنية”.

وتنتج شركة تاغ هوير ساعة ذا كونيكتد في مختبرات شركة إنتل للتكنولوجيا، وتعرض في الأسواق من دون طبع عبارة “صناعة سويسرية” عليها، لكنها تحوي رغم ذلك شعار إنتل وعبارة “هندسة سويسرية” على ظهر الساعة.

وتوقع بيفر أن تصل حجم مبيعات الساعات السويسرية مع نهاية الربع الرابع من العام الحالي إلى ما يقرب من ضعف مبيعات العام الماضي.