IMLebanon

مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية في محمية الشوف

EcoTourismShoufConference
نظمت محمية الشوف المحيط الحيوي، المؤتمر الختامي ل”مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية”، الممول من الإتحاد الأوروبي – برنامج التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط (ENPI-CBC MED)، في فندق “هوليداي إن”، فردان، صباح اليوم، نظرا الى لكون المحمية هي منسق التواصل في المشروع، وجرى عرض نتائج المشروع وتسويق رزم السياحة البيئية التي أنشئت في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وحضر المؤتمر الختامي وزير السياحة ميشال فرعون، ممثلة وزير البيئة محمد المشنوق رئيسة دائرة الأنظمة الايكولوجية والمحميات الطبيعية لارا سماحة، رئيس لجنة محمية أرز الشوف المحامي شارل نجيم، رؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء لجان وفرق عمل المحميات الطبيعية وكل الشركاء في المشروع من منظمي الرحلات السياحية والجمعيات البيئية والجامعات والخبراء في السياحة البيئية والريفية وممثلي عدد من المنظمات الدولية والجمعيات البيئية والأهلية وفعاليات اجتماعية.

نجيم
بعد النشيد الوطني وترحيب من المسؤول الاداري في محمية أرز الشوف سامر ذبيان، الذي أكد أن “اختتام المشروع على المستوى الإداري ليس إلا بداية لتحقيق النتائج على أرض الواقع”، كانت كلمة ترحيب لرئيس لجنة محمية أرز الشوف المحامي شارل نجيم، الذي قال: “اجتمعنا في نيسان الماضي في المير أمين – بيت الدين لنعرفكم الى مشروع “التجربة المتوسطية للسياحة البيئية” بالتعاون مع شركائنا من دول المتوسط ولبنان. ونجتمع اليوم مجددا لنشارككم بالرغم من الصعوبات التي يمر به بلدنا والعالم ما وصلنا إليه في المشروع”.

وعرض أهم نتائج المشروع وخصوصا على صعيد “تطوير السياحة البيئية في محميات لبنان بالتعاون والتنسيق الكاملين مع وزارتي البيئة والسياحة اللتين لم توفرا أي مجهود لدعم هذا المشروع”، متمنيا “دوام التوفيق والتقدم لما في ذلك من ازدهار لمنطقة حوض البحر المتوسط”.

وشكر “ممولي المشروع الإتحاد الأوروبي- برنامج التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط (ENPI-CBC MED) وجميع الشركاء، إضافة إلى كل من ساهم بإنجاح أهداف المشروع في تطوير السياحة البيئية ونهضة المحميات الطبيعية على البحر المتوسط”. وشكر الوزير فرعون على دعمه.

فرعون
بدوره، رحب الوزير فرعون بالحضور، وبرؤيته “وجوها تدافع عن البيئة والسياحة الريفية”، وقال: “لا شك أننا نعيش في لبنان ازدواجية في الشخصية. من جهة نرى التقدم السريع نحو الشلل وتعطيل المؤسسات، وفي الوقت نفسه، نرى العمل المهم على صعيد السياحة البيئية والريفية والنشاط الاستثنائي للمجتمع المدني على رغم كل شيء”.

وتابع: “رغم كل المشاكل، كان هناك نمو على صعيد الحركة السياحية حتى أواخر شهر تموز، بمعدل أكثر من 15 في المئة، وكان شهر تموز أعلى من عام 2010، غير أن التدهور القاسي في المصروف السياحي حصل في 25 تموز، إذ شوهت أزمة النفايات صورة لبنان في العالم، رغم كل المهرجانات التي بلغ عددها 110 في كل لبنان، ورغم أن الجمعيات البيئية والسياحية واصلت عملها”.

وأشاد ب”مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية” الممول من الإتحاد الأوروبي – برنامج التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط (ENPI-CBC MED) الذي سيتيح تعزيز التعاون بين الدول في مجالي إدارة المحميات والسياحة البيئية وإنتاج دليل لرزم السياحة البيئية في محميات المتوسط وتسويقها، بالإضافة إلى رفع قدرات المحميات ومقدمي الخدمات حولها لجذب السواح وتقديم أفضل الخدمات، خصوصا خلال فترة الركود”.

وأكد “وجود بنية تحتية مؤهلة للسياحة البيئية، فنسبة ال 5 في المئة من قطاع السياحة البيئية الريفية من الممكن أن تصل إلى 20 في المئة خلال خمس سنوات، إذ ان بيوت الضيافة، على سبيل المثال، غصت بالزوار حتى أواخر شهر أيلول وأوائل تشرين، وهذه أول سنة يرتفع فيها الطلب على بيوت الضيافة إلى هذا الحد، ما يشجع إمكان نمو بيوت الضيافة، وتحقيق نمو مستدام وسياحة مستدامة على صعيد السياحة الريفية والبيئية”.

وشدد على أن “السياسة اليوم لا تمشي بالتحدي، إنما بالتسوية والحوار والمعالجة، لكن في البيئة عموما، إن لم نمش بالتحدي تتدمر البيئة وخلال السنوات العشر المقبلة ستتدمر أكثر، لأن دمار البيئة لا ينتظر. فوادي أدونيس مثلا، مهدد بأن تتدمر كل معالمه بسبب مشروع أنابيب تصل إلى بيروت عوض أن يكون هناك مشروع لجمع المياه بطريقة بيئية سليمة، وهناك معالم ثقافية تتدمر ولا نراها”.
وأضاف: “أوقفوا التحدي بالسياسة ولنسير أعمال الحكومة والمؤسسات، ففي هذا الوقت الصعب ووسط الشلل الذي نعيشه، حيث لا نتيجة على صعيد رئاسة الجمهورية قبل شهر أو 2 أو 3 ، دعونا نسير شؤون الناس الحياتية، من دون أن يكون هناك أي قرار استفزازي لأي فريق”، داعيا “الجمعيات البيئية إلى التحدي وتوجيه الإنذارات وتكثيف الرقابة ونشر التربية والوعي في السنوات المقبلة، لئلا تتدمر بيئة بلدنا ومعالمه الأثرية التي يفوق عمرها آلاف السنوات، وكي تتعزز السياحة البيئية والريفية والمحميات”.

وأثنى على “جهود محمية أرز الشوف وعملها الاستثنائي”، مؤكدا “أهمية مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية”، الذي يعزز الامكانات الموجودة ويتيح تبادل الخبرات والمهارات المطلوبة ويدعم تنفيذ مبادرات مبتكرة تخدم المجتمع المحلي ولبنان والمنطقة”. وشكر “الاتحاد الأوروبي على الدعم”، آملا “مزيدا من التعاون معه، لأن البيئة لم تعد مصروفا إنما هي استثمار لنا ولأبنائنا”.

هاني
وقدم مدير المحمية نزار هاني عرضا عاما للمشروع، فلفت إلى أن “نشاطات المشروع تنفذ في كل من: فرنسا واليونان وإيطاليا والأردن ولبنان ومالطا وإسبانيا وتونس. وهو يهدف الى إنشاء استراتيجية متكاملة لنموذج متوسطي للسياحة البيئية للمحميات الطبيعية في محيط المتوسط من أجل تعزيز وتوزيع موسمي أفضل للتدفقات السياحية والزوار، خصوصا موسم الشتاء، بناء على ميثاق السياحة المستدامة في أوروبا. كما يسعى إلى تحسين التعاون الدولي في مجال السياحة البيئية عبر أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط كافة، ما يجعل تلك المنطقة من أهم وأبرز مناطق السياحة البيئية في العالم”.

ولخص مسار عمل المشروع على مدى ثلاث سنوات، موضحا أنه “مشروع كبير يشمل ثماني دول في محيط المتوسط، وينفذ بالتعاون مع كل الشركاء والخبراء. وقد عمل على 25 محمية موزعة على 8 بلدان لايجاد رزمة للسياحة البيئية في كل محمية أو مجموعة محميات. وجرى تدريب فرق عمل المحميات المعنية على التخطيط وطريقة إنتاج الرزم وتوفير نموذج تشاركي على مستوى المحمية والمحيط المجاور وكذلك البلدان المتجاورة، وتحسين البنية التحتية وبيوت الضيافة”.

وعرض هاني النتائج المتوقعة من المشروع، من “إعداد مبادئ توجيهية للسياحة البيئية في حوض المتوسط وتعزيز التعاون بين الدول في مجالي إدارة المحميات والسياحة البيئية وإنتاج دليل لرزم السياحة البيئية في محميات المتوسط وتسويقها إلى دول ما وراء البحار، وخصوصا أميركا وأوستراليا وكندا وبريطانيا، وايجاد سكرتاريا من الشركاء، مركزها في إسبانيا، لضمان تسويق الدليل وتطوره وفتح المجال أمام محميات إضافية، كي تنضم إلى شبكة المحميات بالإضافة إلى رفع قدرات المحميات المشاركة وكل مقدمي الخدمات حولها لجذب السياح وتقديم أفضل الخدمات، خصوصا خلال فترة الركود”.
وأشار إلى أنه “جرى تطوير موقعين للمشروع وللشبكة حول طريقثة الانضمام وآلية العمل وآلية اختيار المحميات. كما أننا نصدر بيانات صحافية بشكل متواصل، وقمنا بمسح لأهم ممارسات السياحة البيئية في العالم ووضعنا النتائج ضمن دراسة، وشاركنا في ندوات ومؤتمرات ومعارض. وستشارك فرق المحميات قريبا في اجتماع يعقد في سردينيا، لتبادل الخبرات وبحث تطوير الخطوات المستقبلية. وسيكون المؤتمر الختامي في برشلونة، وفي المستقبل سيتم تأسيس نوع من جمعية قانونية على مستوى دول المتوسط وسيتم الاتفاق مع شركة تقدم خدمة تسويق المنتجات السياحية لضمان نتائج المشروع، وستتوسع الشبكة وتفتح مجالا لانضمام مزيد من المحميات، وسوف يتسلم إدارتها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة”.

كلمة وزير البيئة
بعدها، كانت كلمة وزير البيئة ألقتها ممثلته سماحة، فقالت: “شرفني وزير البيئة تمثيله في هذا المؤتمر الختامي لمشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية وينقل تحياته لكم جميعا”، مشيرة إلى أن “الوزارة دعمت المشروع منذ البداية إيمانا بأهميته، فالسياحة البيئية نروج عبرها للمحميات الطبيعية ولأهمية مواردها وثرواتها ومعالمها السياحية والثقافية والتراثية، ولما تحفظه من تنوع بيولوجي وما تعود به من مردود اقتصادي مهم على المجتمعات المحلية فتساهم في تنميتها، وتحفزها على الحفاظ على الموارد والمحميات”.

وذكرت أنه “أصبح لدينا في لبنان 15 محمية طبيعية، 13 محمية برية ومحميتان بحريتان، وتسعى وزارة البيئة الى توفير الموارد الضرورية لضمان إدارة فاعلة لهذه المحميات بالتعاون مع لجانها وفرق عملها. ونطمح أن نضاعف عدد المحميات، وهناك محمية لزاب الضنية والقموعة عكار قيد الإنشاء، ونركز خصوصا على المحميات البحرية، وهناك محميتان قيد الإنشاء حاليا (محميتا الناقورة ورأس الشقعة). وتعمل الوزارة على الانتهاء من ترسيم حدود بعض المحميات الحالية مثل تنورين وإهدن وبنتاعل وغيرها، وتسعى لذلك مع محمية أرز الشوف، وتعمل على تسويق المحميات على النطاق المحلي والعالمي من خلال إعداد فيلم وثائقي عنها”.

وأكدت أن “السياحة البيئية تشكل جزءا أساسيا من إدارة المحميات الطبيعية في العالم، فمن خلال نشاطات السياحة البيئية تعطي المحميات لزوارها فرصة التعرف الى ثرواتها الطبيعية والثقافية. والسياحة البيئية تساهم في توفير الموارد لضمان إدارة مستدامة للمحميات وكذلك تؤدي دورا أساسيا في دعم المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات عبر فرص العمل التي تؤمنها، وخصوصا عبر توفير الخدمات الضرورية لزوار المحميات”.

ورأت أن “مشروع التجربة المتوسطية يهدف إلى ايجاد منتجات ورزم سياحية في المحميات بنوعية عالية لكي تتناسب مع الزوار الآتين من وراء البحار إلى محميات محيط المتوسط”، مؤكدة أن “هذا المشروع سيقدم منطقة حوض المتوسط وبلدنا لبنان بصورة تختلف عن قبل، بصورة المنطقة التي تهتم بطبيعتها عبر الحفاظ على محمياتها وتطوير المناطق المحاذية لها وتنميتها”.

وشكرت “مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية الذي ضم، إلى شبكة محمياته، خمس محميات من لبنان، هي: أرز الشوف الطبيعية، شاطئ صور، حرج إهدن، أرز تنورين، وجبل موسى المحيط الحيوي. والشكر الأكبر إلى ممول المشروع الإتحاد الأوروبي- برنامج التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط (ENPI-CBC MED). ولا يسعنا أيضا إلا توجيه التهنئة لمحمية أرز الشوف التي تقوم بتنسيق أعمال المشروع في لبنان بالتعاون مع الشركاء المتوسطيين من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والأردن وغيرها”.
وأعلنت أن “وزارة البيئة قدمت كل الدعم اللازم لمشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية منذ البداية، وهي مستمرة في هذا الدعم وتشجع كل المحميات في لبنان للانضمام إلى هذه الشبكة الجديدة من المحميات التي نتجت من هذا المشروع المهم والتي تضمن استمراريته، والتي وضعت محميات لبنان على الخارطة الدولية والمتوسطية للمحميات”.

كرادشة
وشكر ممثل مكتب التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط في الأردن عصمت كرادشة “محمية أرز الشوف على الجهود التي بذلتها في إطار المشروع”. وعرف بـ”المشروع وأنشطته، وبطريقة تركيز الاتحاد الأوروبي على تمويل مشاريع وبرامج على المستوى المحلي أو الإقليمي لتعزيز العمل التشاركي على مشاكل متشابهة ونقل الخبرات وبناء شراكات من أجل ديمومة الأنشطة والعمل”.

وقال: “حصل لبنان على 59 مشروعا ضمن مشروع “التجربة المتوسطية للسياحة البيئية”، بمساهمة من الاتحاد الأوروبي بلغت نحو 23 مليون يورو، توزعت بين السياحة والنقل والزراعة والمياه، ونطمح الى زيادة نسبة المشاركة من المؤسسات اللبنانية ومن المنطقة المتوسطة”.

ولفت إلى أن “الإتحاد الأوروبي أطلق برنامجا جديدا يبدأ سنة 2016، كفرصة للتعاون وبناء مشاريع استراتيجية مبتكرة بقيمة نحو 204 مليون يورو، تشمل الاستدامة والحوكمة والسياحة البيئية والتنمية البشرية وغيرها من المشاريع الخلاقة. وسيشمل البرنامج عددا أكبر من الدول، ما عدا سوريا نظرا الى الأحداث، وسيتوجه إلى القطاعين العام والخاص والعديد من الجمعيات والمعاهد والمنظمات، وهو يغطي التنمية الإجتماعية والإقتصادية ودعم الابتكارات والتربية والتوعية، ومناهضة العنف ومكافحة آثار التغير المناخي والتأقلم معها والأولويات في المنطقة”، مؤكدا “استمرار التعاون واستعداد مكتب التعاون المشترك لأي مساعدة ودعم”.

نتائج المشروع
وعرض منظمو الرحلات في المحميات تجربتهم ضمن المشروع، خلال جلسة أدارتها بترا عبيد من وزارة السياحة، بحيث كانت جولة مع الخبير في السياحة البيئية باسكال عبدالله على رزم السياحة البيئية واختبارات هذه الرزم ونتائجها خلال فترة المشروع بمساعدة العديد من منظمي الرحلات السياحية اللبنانية.

وتحدث جيلبير مخيبر وكارول فغالي وليزلوت سولوكوجيان من شركات سياحة بيئية، عن تجربتهم في رزم السياحة البيئية في كل من فرنسا، الأردن، إسبانيا وإيطاليا.
وقدم كل من منسق مشروع التجربة المتوسطية في محمية أرز الشوف كمال أبو عاصي وكريستال أبو شبكة الهوا من محمية جبل موسى وساندرا سابا من محمية إهدن وشليطا طانيوس من محمية أرز تنورين ونابغة دقيق من محمية شاطئ صور، عروضا مصورة عن المحميات الطبيعية اللبنانية الخمس المشاركة في المشروع، وهي: محمية الشوف المحيط الحيوي، محمية أرز تنورين الطبيعية، محمية شاطئ صور، محمية جبل موسى المحيط الحيوي، ومحمية إهدن الطبيعية، بحيث تم التعريف بالنشاطات التي نفذها المشروع في كل محمية، ثم جرى عرض مفصل للشبكة المستقبلية لمحميات التجربة المتوسطية للسياحة البيئية التي ستضمن استمرار المشروع من خلال السكرتاريا التي سيتم انشاؤها في إسبانيا، في مكتب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، لتحسين التعاون بين محميات منطقة البحر الأبيض المتوسط في مجالات تنمية السياحة البيئية، وتم التعريف بكيفية الانضمام إلى هذه الشبكة وعرض الدروس المستفادة والعبر من تنفيذ المشروع من قبل الشبكة لتطوير القدرات والخبرات وتحسين التعاون من خلال تعزيز السياحة المستدامة على مستوى البحر الأبيض المتوسط”.