تقرير خالد مجاعص:
لن يكون كلاسيكو خريف الـ2015 في مدريد كسابقاته من لقاءات الكلاسيكو. فموقعة ريال مدريد وبرشلونة التي ستجري ليلة السبت عند الساعة السابعة والربع مساء بتوقيت بيروت، لن ينتظرها الملايين من محبّي كرة القدم وحسب، بل سيترقّبها العالم أجمع، بمن فيهم قادة الدول ورؤساؤها.
وقد تحوّلت تلك الموقعة إلى محطّ أنظار العالم، ليس لأهميّتها فقط بل لأنّ العالم وأوروبّا تحديداً، يعيش لحظات من الرعب والخوف من تكرار سيناريو الجمعة الأسود التي عاشته عاصمة فرنسا باريس. فسيناريو الخوف والهلج تجلّى فصولاً مع صرف النظر عن إقامة مباراة إسبانيا وبلجيكا ليلة الثلاثاء لدواعٍ أمنيّة، ومن ثمّ إلغاء مباراة ألمانيا وهولّندا في هانوفر قبل ساعة من انطلاقها، بعد ورود معلومات عن وجود سيّارة مفخّخة قد تكون سيّارة إسعاف، علماً أنّه كان من المقرّر أن تحضر المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل والعديد من وزراء حكومتها تلك المباراة. وبهذه الأجواء الدراماتيكيّة، قرّرت السلطات الإسبانيّة زيادة التعزيزات الأمنيّة لمباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب سانتياجو برنابيو، ستّة أضعاف العدد المعتاد من أفراد الأمن في مثل هذه المواجهات، بحيث سيشارك أكثر من 2500 عنصر من أفراد الأمن في تأمين سلامة المباراة، وذلك إضافة إلى أكثر من ألف ومئتي عنصر من أفراد الشرطة الإسبانيّة، كما سيشارك أكثر من مئتي عنصر من الأمن الخاصّ ببلديّة مدريد (42 ضعف العدد المعتاد) وألف و195 عنصراً من أفراد أمن الشركات الخاصّة، و80 عاملاً في طوارئ العاصمة و60 متطوّعاً من الصليب الأحمر، في محاولة لتأمين سير اللقاء الذي سيشغل العالم أمنيّاً قبل أن يشغله كرويًا.
هذا أمنيّاً، أمّا تقنيّاً فالمواجهة غداً ستخاض على طريقة “يا قاتل يا مقتول”، خصوصاً من جهّة الفريق الملكيّ الذي لن يقبل بأقلّ من الفوز، وذلك بصرف النظر عمّا إذا كان النجم الأرجنتينيّ ليونيل ميسّي سيشارك مع الفريق الكاتالوني أم لا. فالريال يريد العودة إلى صدارة الليغا، خصوصاً بعدما خسر الفريق الملكيّ صدارة الدوري مع خسارته أمام إشبيلية. فإذا خسر أمام برشلونة، سيتّسع الفارق مع غريمه المتصدّر إلى ستّ نقاط بعد 12 مباراة، ويبتعد أتليتيكو مدريد بطل الـ2014 بفارق نقطة واحدة عن ريال، ويحتلّ المركز الثالث قبل مواجهة ريال بيتيس الأحد المقبل.
وحول الأجواء عشيّة انطلاق المباراة، اعتبر نجم برشلونة إنييستا أنّ الكلاسيكو له طعم مختلف جدّاً عن كلّ المباريات الأخرى، حيث قال: “القول إنّ ريال مدريد ضعيف سيكون تهوّراً وهذا ليس تفكيرنا. لديه مميّزات كبيرة يمكن أن تلحق بنا الضرر وهو يلعب على ملعبه، ممّا يفرض عليك أن تفعل كلّ الأشياء في شكل جيّد للصمود أمامه”. من ناحيته، قال نجم ريال مدريد غاريث بايل لموقع الفريق على الإنترنت: “لم تسنح لي الفرصة للّعب كثيراً هذا الموسم، لكنّني أشعر بالقوّة والجهوزيّة للّعب”. وأضاف: “أنا جاهز للمعركة. أريد المحاولة وتقديم أفضل ما لديّ والاجتهاد لمساعدة الفريق على الفوز. يبقى أنّ هذا الكلاسيكو يحمل الرقم 171 في الدوري الإسبانيّ بين ريال مدريد وبرشلونة… فتابعوا غداً التشكيلات المتوقّعة للفريقين، وكيف سيكون برشلونة في حال تأكّدت مشاركة ليونيل ميسّي، وكيف سيتحضّر الريال للسيناريوهين.