IMLebanon

الاستحقاق الرئاسي الى الواجهة من جديد!

baabda-residence

 

الجمود السياسي الذي ميز عطلة عيد الاستقلال في الداخل اللبناني لم ينحسب على الخارج، اذ سجل في باريس امس الاثنين اجتماع ملفت بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط انتهى الى اتفاق على ضرورة بذل كل الجهود لايجاد تسوية وطنية جامعة، تعالج بداية ازمة الشغور الرئاسي.

واشارت مصادر وزارية لصحيفة “النهار” إن لقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية تم بناء على طلب الاخير الذي دخل في موضوع ترشيحه للرئاسة الاولى وسط حرص من فرنجية على سرية اللقاء. وقد استمع الحريري الى ضيفه وسعى بعد اللقاء الى إطلاع حلفائه إن بصورة غير مباشرة عبر الرئيس السنيورة وإن مباشرة عبر اللقاء مع النائب جنبلاط ورئيس حزب الكتائب.

واوضحت ان التسوية على هذا الصعيد غير ناضجة بعد باعتبار ان قوى 14 آذار لم تتخل عن ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، وان الكتائب لم تتخل عن ترشيح الرئيس امين الجميل ، وقوى 8 آذار لم تتخل عن ترشيح العماد ميشال عون. ولفتت الى ان لقاء الحريري – فرنجية أوجد دينامية في مرحلة تشهد تحولات في سوريا ولكن من غير أن يعني ذلك أن عربة الانتخابات الرئاسية قد انطلقت في لبنان.

وأشارت مصادر في 14 آذار اطلعت على محادثات الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية لـ”الأخبار” إلى أن “رجل الأعمال جيلبير الشاغوري هو الذي فتح الموضع الرئاسي في اللقاء”. وقال الحريري لفرنجية بحسب المصادر: “الحزب (حزب الله) بيمشي فيك؟”، فأجاب فرنجية بأن “الحزب يؤيدني”. وعن موقف عون، أجاب فرنجية: “إذا توافقنا تتم معالجة الموضوع في حينه”.

وعلى إثر اللقاء، بدأ الحريري اتصالاته مع فريقه، الذي انقسم بين مؤيد لفكرة التحاور مع فرنجية، وبين رافض كلي من منطلق “أن فرنجية يمثل الأسد في قصر بعبدا، ولا يجوز أن ننتخبه، حتى لو جاء الحريري رئيساً للحكومة”. وسأل المعترضون الحريري “عما إذا كان يضمن بقاءه في القصر الحكومي لأكثر من ستة أشهر؟”.

وتخوفت مصادر في قوى 14 آذار من أن يكون ثمة قطبة مخفية في التعامل مع ملف انتخاب فرنجية، على أساس أن “الشاغوري هو صديق الرئيس نبيه بري، وهو يطمح لأن يكون له دور في قطاع النفط، ما يطرح أسئلة عن صفقة سياسية كبرى يجري التعامل معها بين بيروت والسعودية وإيران”.

وتعتبر شخصية مسيحية مؤيدة للعماد ميشال عون لصحيفة “السفير” ان انفتاح الحريري على فرنجية إنما يشكل بالدرجة الاولى رسالة سلبية لجعجع انطلاقا من اعتبارين اثنين:

أولا، ان زعيم “تيار المردة” يمثل نقيض جعجع، بدءا من ثنائية بشري ـ زغرتا في الشمال وصولا الى الخيارات الكبرى على مستوى لبنان والمنطقة. وثانيا، ان موقف الحريري يحاول ان يعيد رئيس “القوات” الى حجمه الطبيعي بعد مرحلة من الانفلاش.

ولكن، ماذا لو قرر جعجع ان يخلط الاوراق فجأة، فيتفاهم مع عون على قانون انتخاب وفق النسبية الشاملة او يعلن عن الاستعداد لانتخابه رئيسا، وفي الحالتين يكون قد أحرج الحريري؟