IMLebanon

الحوار 11: بند الرئاسة يغيب وبحث في تفعيل الحكومة وقانون الانتخاب

national-dialogue-ein-el-tineh

كتبت ريتا شرارة في صحيفة “المستقبل”:

قبل أسبوع، كان الضغط على طاولة الحوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ناتجاً عن التفجيرين المزدوجين في منطقة برج البراجنة. الا أن هذا العنوان خفت وطأته، وان كانت لا تزال مفاعيله مستمرة في لبنان والعالم على حد سواء، وحل محله ضغط سياسي على علاقة بالبند الاول في جدول أعمال هذا الحوار أي رئاسة الجمهورية.

ولم يتشكل هذا الضغط بفعل البحث في هذا الملف المستمر فارغاً من عام ونصف العام، انما نتيجة غيابه كلياً عن الطاولة، لا في المبدأ ولا في التسوية التي رافقت اللقاء الـ11 للقياديين السياسيين في البلاد. فكل كلام يدور في عين التينة منذ أسبوعين يتخطى هذا البند الذي “لم يطرحه” بري للمناقشة، على ما قيل لـ”المستقبل”، تماماً كما أن أياً من الحاضرين لم يقترح استكمال البحث فيه. وما أنجز على هذا الصعيد كان لقاءات جانبية جمعت بري الى رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية قبل الجلسة، ولاحقاً نائب رئيس المجلس فريد مكاري برئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة، في مقابل تغيب المرشح الرئاسي رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون عن الحضور منتدباً أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان مكانه، واستمرار تعليق حزب “الكتائب اللبنانية” مشاركته في هذه الاجتماعات الى حين ايجاد حل لأزمة النفايات.

فما كان البديل عن بند الرئاسة الاولى؟

قيل لـ”المستقبل” ان رئيس المجلس استهل الجلسة بالتشديد على ضرورة تفعيل عمل الحكومة انطلاقاً من ملف النفايات، مذكراً بأن رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو الى جلسة وزارية قبل أن يكتمل هذا الملف. وبعدما تمنى أن تسرع اللجنة الوزارية المعنية في حله، أوضح رئيس الحكومة أنه بات “على قاب قوسين من توزيع العقود لترحيل النفايات الى الخارج”. ولفت الحاضرين الى أن هذا الحل “مكلف”، معقباً أن “لا حل آخر في الافق”. وكشف أنه بات أمام اللجنة “أكثر من شركة” مستعدة لانجاز هذا العمل، وأنها ستعكف على وضع الصيغة النهائية للحل على أن يوزع قريبا على الجميع قبل الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء.

وعن هذه الجلسة، لم يمانع ممثل عون من المشاركة فيها وحتى الموافقة على الملف المطروح أمامها لأن “النفايات أمر طارئ”. الا أنه أعقب هذا الموقف بآخر استشرافي للمرحلة المقبلة. وقال ان التيار “الوطني الحر” مع تفعيل عمل الحكومة “بحسب الاصول الدستورية التي كان لنا رأي فيها، بمعنى أن عمل مجلس الوزراء بغياب الرئيس يؤدي الى نقل صلاحيات الرئيس الى الحكومة مجتمعة لا الى مكونات معينة فيها”. وطالب كنعان باحترام هذه المسألة مع ما يعنيه ذلك من “اطلاع على جدول الاعمال وغيره”. وذكر الحاضرين، بحسب ما قيل لـ”المستقبل”، بما سمّاه “مخالفات قانونية جسيمة وحتى دستورية في التعيينات الامنية”، لافتاً الى “تجاهل القوانين المرعية في هذا الخصوص، وهذا أمر تجب معالجته”.

وازاء ما يبدو أن “التيار” يستبق أي جلسة وزارية “ثانية باعتراف مسبق بالآلية الدستورية وإقرارها”، كان لكنعان رأي في قانون الانتخاب وهو الملف الثاني الذي أحضره رئيس المجلس الى طاولة الحوار، فطالب بقانون “يمثل الطوائف بتوازناتها الدقيقة وبحسب الاصول”، أي يحمي المناصفة في التمثيل بين المسيحيين والمسلمين. وقال: “ان العمود الفقري لتكوين السلطة هو مجلس النواب الذي تنبثق منه السلطات كلها من رئيس الجمهورية الى الحكومة، وحيث تتأمن التوازنات ويحترم الدستور بحرفيته”.

وكانت مداخلة كنعان أعقبت ما طرحه السنيورة عن ضرورة تشكيل مجلس للشيوخ بتأييد من بري، الذي أوضح أن هذه الخطوة “يجب أن لا تلغي المناصفة القائمة”. في وقت أشار رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان الى أن قانون الانتخاب “هو الاساس”، وغاب رأي رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي غادر الجلسة قبل مناقشة هذه النقطة لارتباطه بموعد سابق.

خيارات.. وسيناريوات

في التصريحات التي أعقبت الجلسة، قال السنيورة رداً على سؤال: هل بات فرنجية مرشحكم؟: “ان شاء الله خيراً”.

وأشار النائب ميشال المر الى “تأجيل البحث” في بند الرئاسة، و”تركيزه في العمل الحكومي”. ولفت الى أن “الجزء الاكبر من جلسة مجلس الوزراء سيخصص للنفايات”. وبعدما لفت الرئيس نجيب ميقاتي الى “تعاطينا” مع فرنجية “كعضو في هيئة الحوار لا كمرشح للرئاسة”، والى “أننا دخلنا فعلاً في التسوية”، قال النائب آغوب بقرادونيان: “ان لبند رئاسة الجمهورية الاولوية في اطار السلة التي كنا اتفقنا جميعا ًعليها”. وفي قانون الانتخاب، أوضح “أننا كطائفة أرمنية وأرثوذكسية وتمثل من حزب الطاشناق سنشارك في جلسة أو في جلستين أو في جلسات لجنة التواصل في شأن قانون الانتخاب حتى نعطي رأينا، وعبر ممثل للحزب”. وأضاف: “اننا لم نتطرق الى تقدم اسم فرنجية لرئاسة الجمهورية. سليمان بك قال ويكرر دائماً انه طالما الرئيس ميشال عون هو المرشح واذا استطاع تأمين التوافق فهو دائماً وراء الجنرال عون”.

وعندما سئل النائب علي فياض عن ملف رئاسة الجمهورية، أجاب: “ان البحث تناول تفعيل الحكومة، وهذا الامر متفق عليه بين الاطراف كلها لمعالجة النفايات عندما تكتمل الخطة التي باتت في مراحلها الاخيرة”.

وبرأي ارسلان أن البحث “انتهى في مواصفات الرئيس العتيد”، مشيراً الى أن ترشيح فرنجية “مطروح في الصحافة لا على طاولة الحوار لا من قريب ولا من بعيد”. واعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة الجارية “يتطلب توافقاً بين اللبنانيين كلهم”، آملاً “أن يبدأ مفتاح الحلول بانتخاب رئيس للجمهورية (…) انما هناك سلة متكاملة يبحث في اطارها”.

واذ وصف وزير المال علي حسن خليل أجواء الجلسة بأنها كانت “جيدة وايجابية”، أيد وزير السياحة ميشال فرعون “قضية تحريك عمل الحكومة لأنه لا يجوز تعطيل عمل المؤسسات كلها”. وبعدما ذكر باقتراحه ترحيل النفايات منذ ثلاثة أشهر، نفى معرفته بكلفة هذا الامر: “ولكن لا يجوز أن نربط اجتماع مجلس الوزراء فقط بمسألة النفايات، فالبلد لا يستطيع أن يتوقف ولا يجوز وقف عجلة البلد”. واعتبر أن هناك “خيارات وسيناريوات حول الرئيس العتيد، وقانون الانتخاب، وعمل الحكومة ورئيس الحكومة المقبل، والجيش. ان الكلام هو في سلة واحدة، والخيارات يتم التداول بها، ولكن لم يعد في امكاننا الانتظار لأن الحكومة معطلة ومتوقفة نهائياً منذ أشهر”.

فرنجية.. وبيت القصيد

ولعل التصريح الابرز في جلسة الحوار التي أرجئت الى ظهر الاثنين 14 كانون الاول المقبل كان لفرنجية نفسه الذي قال: “ما سمعناه في الايام الاخيرة ليس كله صحيحاً”، الا أنه لم ينكر ما يحكى عن مساع لترشيحه بالتوافق، مشيراً الى أن “ثمة طروحات في الكواليس لكنها ليست رسمية بعد”. ورمى الكرة في ملعب الفريق الآخر، اذ أعلن أن “مرشحنا الاول هو العماد ميشال عون، أما إذا قدّم فريق 14 آذار أو الرئيس سعد الحريري طرحاً رسمياً فسنتعاطى معه في وقته”، مبدياً “انفتاحاً لافتاً” ازاء الاخير، بالقول: “نعتبر أن كل طرح جديّ ونثق بالفريق الآخر وما يطرحه”. وشدد على ضرورة “الالتقاء في وسط الطريق لما فيه مصلحة لبنان”.

سئل: هل تم التطرق الى التسوية التي يحكى عنها، وحول تقدم اسمك لرئاسة الجمهورية؟، فأجاب: “لا لا”.

وعما يحكى عن تسوية؟، قال: “أحب أن أوضح أمراً أساسياً. في الايام الاخيرة سمعنا كلاماً كثيراً منسوباً الى مقربين وأجواء وناس تتحدث من دون أن تكشف عن اسمها. أولاً نتمنى على وسائل الاعلام توخي الدقة، وان جونا والمعلومات التي تصدر عنا دائماً تصدر بأسماء واضحة اما مني أو من أسماء معروفة، الآن يحكى الكثير عن أجواء جديدة وهناك الكثير من الكلام يتم التطرق اليه في الصحف وفي وسائل الاعلام عن أجواء منسوبة الينا وهذا غير صحيح. والامر الآخر عن الجو الذي نسمع عنه وهو جديد فنحن نلمس تقارباً، وبدلاً من الافادة من هذا التقارب نتطلع الى السلبيات منه لابرازها، نلاقي مثلا تباعداً ما، نتطلع الى سلبية التباعد لابرازها وهذا لا يجوز”.

أضاف: “نتمنى على الاعلام اللبناني الذي على عاتقه مسؤولية وطنية أن يتطلع الى كل تقارب بإيجابياته، وليس بسلبياته. وهذا التقارب الذي لن اقول انه حصل أو لم يحصل، ليس هو بيت القصيد، بيت القصيد هو أي جو سيكون، سيكون ضمن فريقين يأتي كل واحد من مكان ليلتقيا في منتصف الطريق وأي تراجع كان يقال هذا فريق يقرر أو هذا يتراجع، فجميعنا لدينا قناعاتنا، ولكن هدفنا لبنان ويجمعنا لبنان، وجميعنا يفترض أن يخرج من شيء اسمه “تكبّرنا على المواضيع”، وأن نضع في الحسبان مصالح الوطن ومصالح الشعب اللبناني فوق كل المصالح وأن يكون هذا في الوسط الذي يجمعنا”.

قيل له: هل هذا التقارب يوصلك الى رئاسة الجمهورية؟، فأجاب: “نحن أمام طروحات في الكواليس، ولن أقول أكثر من ذلك. نحن اليوم نعتبر أن كل طرح يأتينا هو جدي ونثق بالفريق الآخر وما يطرحه، ولكن ما أؤكده أن هذا الطرح جدي ولكن غير رسمي. وعندما يأتي الطرح الرسمي عندها نبني على الشيء مقتضاه”.

قيل له: ماذا تقول للعماد ميشال عون الذي غاب اليوم (امس)؟، فأجاب: “مرشح الثامن من آذار وفريقنا ومرشحنا الاول هو الرئيس ميشال عون، اما اذا قدم الفريق الآخر طرحاً جديداً، ونحن ننتظر الطرح الرسمي فسنتعاطى مع الامر في حينه ونحن نؤكد جدية هذا الطرح، ونقول انه صار هناك طرح من فريق الثامن من آذار أو أصبح هناك جو جديد هو مرشح اسمه سليمان فرنجية، لا، فالطرح الجديد هو من فريق 14 آذار وقد يكون من الرئيس سعد الحريري، وعندما يعلن رسمياً، لكل حادث حديث، وحتى الآن كل الحديث هو حديث كواليس، واجتماعات ثنائية وثلاثية وغيرها. نحن لا ننفي ذلك ولكن عندما يصدر الطرح الرسمي سنرى كيف نتعاطى مع هذا الموضوع وسنكون مع الجنرال عون حتى اللحظة الاخيرة، ونحن نتحدث بلغة واحدة في هذا الموضوع، ونحن والجنرال عون على تواصل مستمر ولا يفكرن أحد أن هناك أي جو لا يكون من ضمنه الجنرال عون ونحن على تواصل مستمر معه”.

وعما اذا كانت هناك مباركة اقليمية لتسميته، قال فرنجية: “نحن لا زلنا في أول الطريق ونسمع تأييداً من أماكن، وعدم رفض من أماكن أخرى ولكن ليس هناك شيء رسمي هذا ما أود التأكيد عليه”.

وعن إمكان أن يكون مرشحاً توافقياً خارج اصطفافي 8 و14 آذار، أجاب: “لا، نحن موقعنا معروف أين هو”.