IMLebanon

العسكريون المخطوفون الى الحرية خلال ساعات!

makhtoufin-3

 

كشفت صحيفة “النهار” ان التحضيرات لعملية تبادل المخطوفين العسكريين لدى “جبهة النصرة” بعدد من السجناء والموقوفين الاسلاميين بدأت بعد ظهر أمس الجمعة باخراج مجموعة من السجناء الاسلاميين في سجن رومية قدرت بـ 15 سجيناً معظمهم سوريون الى لبنانيين اثنين. وبين السجناء خمس نساء هن سجى الدليمي وجمانة حميد وسمر الهندي وليلى النجار وعلا العقيلي وعشرة رجال عرف منهم محمد رحال ومحمد يحيى ومحمد عياش وايهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان. ونقلوا في سيارات للأمن العام الى المركز الرئيسي للمديرية في بيروت، كما أُفيد لاحقاً عن توجه موكب من سيارات الأمن العام الى ضهر البيدر في اتجاه الحدود السورية.

وبثت قناة “الميادين” أن موكباً من 20 سيارة للأمن العام عاد ليلاً من سوريا ناقلاً عدداً من أفراد “النصرة” كانوا سجناء لدى النظام السوري، في حين تردّد ان اطار عملية التبادل سيكون أوسع من التبادل الثنائي بين العسكريين اللبنانيين والسجناء الاسلاميين المفرج عنهم.

وأبلغت مصادر مواكبة لهذا الملف “النهار” ليلاً انها لا تستبعد ان تكون عملية التبادل قد بدأت فعلا تحت جناح السرية المطبقة وان تتكشف في الساعات المقبلة فعلا عن تطورات “مفرحة” يعود معها العسكريون المخطوفون الـ 16 لدى “النصرة” الى الحرية والى عائلاتهم.

وذكرت صحيفة “السفير” ان المفاوضات بشأن تبادل العسكريين اللبنانيين لم تتوقف منذ 15 شهراً حتى الآن، لكنها برغم مساراتها المتعرجة، كانت تتحرك من حيث تنتهي آخر جولة تفاوض كان يتولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وصولا إلى الأمس القريب، وتحديدا قبل خمسة عشر يوما، عندما تلقى الأخير رسالة من نظيره مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي يفيده فيها، بصورة مفاجئة، أن مندوباً له سيتحرك على وجه السرعة من الدوحة إلى بيروت، من أجل استئناف المفاوضات، وذلك من عند آخر مرحلة كانت قد بلغتها في مطلع الصيف الماضي.

وكشفت صحيفة ”السفير” أن المفاوضات التي خاضها اللواء إبراهيم مع “النصرة” برعاية القطريين ومتابعتهم الحثيثة في هذه المرحلة، بدت جدية أكثر من أي وقت مضى، ولكن الجانب اللبناني كان دائم التحفظ، خصوصاً عندما كان المدير العام للأمن العام يضع كلاً من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق في أجواء المفاوضات لحظة بلحظة، حتى أن إبراهيم كاد يلغي قبل عشرة أيام زيارة رسمية خارجية بسبب هذه القضية.

وقد تحكمت أكثر من عقدة بملف المفاوضات، سواء عبر محاولة أمير “النصرة” في القلمون أبو مالك التلي تجزئة ملف التبادل على مرحلتين أو أكثر، أو عبر وضع شروط تعجيزية مثل إطلاق عدد كبير من المعتقلين من السجون السورية، فضلا عن شروط ميدانية تتعلق بمنطقة وجود “النصرة” في جرود القلمون.

غير أن الجولة الحالية تميّزت بواقعية الطرفين وبسرعة إيقاعها وجدية الوساطة القطرية وحضورها الفاعل، من دون أن يعني ذلك تحميل الأمور ما لا تحتمله، خصوصاً أن الجانبين قررا التواضع في مسألة المواعيد، مخافة حدوث أي تطور يؤدي إلى عودة الأمور إلى مربع التفاوض الأول، كما حصل في أكثر من مرحلة سابقاً.

حتى الآن، فإن المتعارف عليه رسمياً أن “جبهة النصرة” تحتجز 16 عسكرياً لبنانياً معظمهم من عناصر قوى الأمن الداخلي، ممن كانوا يشكلون مع عدد آخر من العسكريين فصيلة درك عرسال، حتى حصلت “غزوة عرسال” في مطلع آب 2014، فبادر الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ “أبو طاقية” إلى نقلهم إلى منزله في البلدة بعنوان “توفير الحماية”، ليتبين لاحقاً أنه جرى تسليمهم إلى “النصرة”.

وقد اعترفت “النصرة” بهؤلاء العسكريين وبجثة عسكري استشهد في معركة عرسال، فيما يحتجز تنظيم “داعش” تسعة عسكريين معظمهم من عناصر الجيش اللبناني، ويتردد أنه يحتفظ بجثث لبنانيين آخرين.

في المقابل، فإن الصفقة الموعودة ستشمل 16 موقوفاً وموقوفة في السجون اللبنانية، بينهم ثلاث نساء على الأقل هن: سجى الدليمي طليقة “الخليفة أبو بكر البغدادي” الذي تزوجها لمدة شهر وأنجبت له ابنة تدعى “هاجر” وأوقفت على أحد حواجز الشمال في تشرين الثاني 2014، جمانة حميد التي ألقي القبض عليها أثناء قيادتها سيارة مفخخة بما يزيد عن 100 كلغ من المتفجرات في شباط 2014 كانت متجهة من عرسال نحو اللبوة في منطقة البقاع الشمالي، علا العقيلي زوجة القيادي في “داعش” أنس جركس الملقب بـ “أبو علي الشيشاني” والتي أوقفت في كانون الأول 2014 في منطقة الشمال (ورد ايضا اسما كل من سمر الهندي وليلى النجار).

وبحسب “السفير”، فإن الأمن العام نقل من سجن روميه (المبنى ب)، أمس، عددا من الموقوفين أبرزهم محمد يحيى ومحمد حسين رحال ومحمد عياش وحسين الحجيري ومحمد أحمد ياسين وإيهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان ومحمد علي نجميشار، لكن لم تعرف الأسباب من وراء نقلهم، فيما قال مصدر أمني واسع الاطلاع لـ “السفير” إن نقل هؤلاء الموقوفين بالإضافة الى الدليمي والعقيلي وحميد هو عمل روتيني يتم مرة كل ثلاثة أشهر.

وبعد وضع رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي في أجواء المفاوضات، قال اللواء ابراهيم لـ “السفير” إن المفاوضات جدية، لكنها لم تبلغ بعد خواتيمها النهائية، ولا يجوز إلا أن نبقى متحفظين، خصوصاً أننا في مراحل سابقة كنا قد بلغنا مراحل متقدمة لكن الأمور كانت تتعثر في آخر لحظة، داعياً الى إبعاد الملف عن التداول الإعلامي.

وفي تطور متصل بقضية العسكريين، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الإرهابي الخطير علي أحمد لقيس (سوري الجنسية) الملقّب بـ “أبي عائشة” لانتمائه إلى تنظيم “النصرة” الإرهابية، وذلك أثناء محاولته مغادرة لبنان عبر مطار بيروت باتجاه تركيا، مستخدماً جواز سفر مزوّراً باسم عماد الغبرة عليه صورته الشمسية.

وقال بيان رسمي للجيش إن الموقوف لقيس (29 سنة) تدرّب على تصنيع العبوات الناسفة وأتقن تحضيرها، واستعمل عدداً منها (في عمليات إرهابية على الأراضي اللبنانية والسورية)، وتربطه علاقة وثيقة جداً بالمدعو أبو مالك التلي (أمير “النصرة” في القلمون)، حيث أقام مع مجموعته في جرود عرسال (قبلها كان مقيماً في يبرود ثم الرنكوس)، كما اعترف بأنه أقدم على قتل الجندي الشهيد محمد حميّة الذي خطف إثر معركة عرسال في آب 2014 (بإطلاق النار على رأسه من مسدس حربي)، كما أدلى بمعلومات حول عدد من الأشخاص المتورطين في ملف العسكريين المخطوفين، فضلا عن احتمال ضلوعه بتصفية عسكريين آخرين.

وفي المعلومات أن لقيس، بعد مبايعته التلي، بادر الأخير الى تعيينه قاضياً شرعياً في جرود عرسال، حيث تردد أنه هو من أفتى بإعدام الدركي علي البزال وأشرف شخصياً على ذلك.

في سياق متصل، أكد مرجع معني لـصحيفة ”المستقبل” جدّية المعلومات الإيجابية المتداولة بشأن الملف، ورفض الخوض في تحديد مواعيد زمنية لعملية الإفراج عن العسكريين واكتفى بالقول: “هناك تقدم جدي يُفترض أن يُتوّج بالفرج في وقت قريب”، مشيراً رداً على سؤال إلى أنّ “المسؤولين القطريين كانوا قد استأنفوا مسعاهم بفاعلية خلال الأيام الماضية ونجحوا في إحداث خرق في جدار الأزمة”.

من جهتها، كشفت صحيفة “الجمهورية” أنّ ملف العسكريين المخطوفين لدى النصرة شهد تحرّكاً منذ بضعة ايام عمل خلالها اللواء عبّاس ابراهيم بصمت وتكتّم شديدين لحماية التفاوض، وأنّ الوسيط القطري انتقل أمس إلى جرود عرسال لاستكمال التفاوض.

وحتى ساعة متأخّرة من الليل، تواصَلت عملية الأخذ والردّ بالأسماء التي شمَلتها صفقة التبادل، وحاولت “النصرة” تجزئة التسليم لكنّ المفاوض اللبناني رفَض هذا الأمر وأصرّ على السلة الكاملة، وإطلاق جميع العسكريّين دفعة واحدة.

كما كشفت “الجمهورية” أنّ إسمَين جديدين طرَأا على عملية التبادل هما: أبو سليم طه وهو الناطق الرسمي باسم “فتح الإسلام” سابقاً، و”أبو تراب” أمير “النصرة” اللذين نُقلا من سجن رومية الى سجن الريحانية بعد أحداث رومية الاخيرة، ويُعَدّان من أخطر الموقوفين. وعُلم أنّ موقوفاً من آل الحجيري تمّ إخراجه من سجن زحلة.

ومساء، تراوحَت المعلومات ما بين قرب الإفراج عن العسكريين فجراً، وبين إمكانية أن يستغرق التفاوض ساعات أو أياماً ضافية، خصوصاً وأنّ “النصرة” سبقَ لها أن انقلبَت مرات عدة على التفاوض.

أما وبعد منتصف الليل فقد تقدمت المفاوضات ورشحت معلومات لـ”الجمهورية” عن تطور متسارع طرأ على صفقة التبادل دفع أحد العاملين على خط التفاوض الى توقع الإفراج عن العسكريين فجراً.

اما مصدر معني بملف العسكريين رفض الاستعجال، وقال لصحيفة ”اللواء”: “لا شيء يمنع ان يكون موعد الإطلاق بالتبادل اليوم أو غداً”، لكنه اردف قائلاً: “دعونا ننتظر”، كاشفاً عن تضخيم في المعلومات، لأنه ومن وجهة نظره، واستناداً من التجربة فإنه ليس من السهل الثقة بالطرف الآخر، “ولا تقولوا فول حتى يصير بالمكيول”.

وكشفت مصادر أهالي العسكريين المخطوفين لـ”اللواء” ان موعد التبادل سيتم اليوم، بعد ان جرى احضار كل المفترض ان تشلمه عملية التبادل من طرف “النصرة” إلى المقر العام للأمن العام في بيروت.

ومن مؤشرات حصول التبادل اليوم أو غداً، تأجيل سفر الرئيس تمام سلام الذي كان مقرراً اليوم إلى باريس لحضور افتتاح أعمال مؤتمر المناخ الذي يبدأ أعماله الاثنين المقبل إلى يوم غد الأحد، وإن كانت مصادر السراي عزت سبب التأجيل إلى ان سلام كان على موعد اليوم للقاء رئيس وزراء كندا الذي طلب ارجاء اللقاء إلى الاثنين.

وكشف مصدر قريب من المفاوضات لـ”اللواء” ان التركيز الآن على إنجاز صفقة التبادل مع “النصرة” وأن الجنود الباقين لدى “داعش” لا يزالون في اولوية المفاوضات اللبنانية، لكن في مرحلة لاحقة قريبة جداً.

بدوره، اعلن الناطق باسم أهالي العسكريين المخطوفين في جرود عرسال حسين يوسف لصحيفة “الراي” الكويتية ان ذوي العسكريين تبلّغوا من بعض المصادر الرسمية أجواء ايجابية، مقابل تكتّم مصادر أخرى، موضحاً ان”لدينا تجارب مُرّة مع الوعود، ولكن بالامكان القول ان شيئاً ايجابياً قد يحصل بحلول يوم غد (اليوم)، ولا نريد استباق الأمور، ونتمنى طيّ هذا الملف لنستعيد أبنائنا وحياتنا الطبيعية ونحفظ للجيش كرامته”.

ورغم تشكيك بعض المصادر في إمكان إنجاز الصفقة اليوم، قالت ماري خوري شقيقة العسكري المخطوف جورج خوري: “تبلغنا ان الافراج عن العسكريين المخطوفين سيتم خلال ساعات”.

وكشفت صحيفة “الحياة” ان الأهالي تلقوا معلومات عن دخول سيارات جيب إلى سجن رومية ظهر أمس لنقل بعض الموقوفين الإسلاميين منه. وقال عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ نبيل رحيم، إن موقوفاً في السجن أبلغه أن عدد من أُخرجوا بين 7 و9 منهم حسين الحجيري، ونقلوا إلى مقر الأمن العام. كذلك نقل موقوفون في سجن الريحانية التابع للجيش. وقال أهالي المخطوفين إن بين من ستتم مبادلتهم 5 نساء عُرفت منهن سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، المتزوجة حالياً من فلسطيني، والتي أُوقفت في 19 تشرين الأول عام 2014 مع طفلين لها أودعا في الرعاية، وعلا العقيلي زوجة القيادي في “جبهة النصرة” أنس شركس الملقب بأبي علي الشيشاني (أوقفت في الشهر نفسه)، ما أطلق تكهنات بأن هذا الإجراء يهدف إلى مبادلتهم بالعسكريين المخطوفين.

وأبلغ بعض الأهالي “الحياة”، أنهم أجروا اتصالات ببعض المراجع الوزارية والأمنية للتأكد من النبأ فأفادهم بعضهم بأن الفرج اقترب، فيما رفض المدير العام للأمن العام للواء عباس إبراهيم تأكيد الأمر، لاعتماده التكتم إلى أن تنتهي العملية بنجاح، خشية بروز عراقيل. وعلق مصدر وزاري متابع للملف لـ “الحياة” على إمكان إتمام صفقة التبادل اليوم بالقول: “هناك تحرك نشط، وإذا سارت الأمور كما يجب لن تطول أكثر”.

وكان اللواء إبراهيم التقى أمس رئيس الحكومة تمام سلام وقال ليلاً أن الأمور في هذا الملف لم تصل الى خواتيمها بعد. وتمنى سحبه من التداول الأعلامي.