IMLebanon

بماذا نصح الأسد فرنجية؟!

bachar-assad-sleiman-franjieh

 

ذكرت صحيفة “الأخبار” أنّ رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري بادر رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية في اللقاء الباريسي بالقول: “نحن موافقون على انتخابك رئيساً للجمهورية. يجب أن نتحدث في بعض الأمور، وسنتفاهم على آلية إقناع الجميع في بيروت. ولنتفق فريق “14 آذار” من مسؤوليتنا، وعليك إقناع فريق “8 آذار”.

قبل اللقاء، كان فرنجية قد تأخر حتى اطلع على كامل المشاورات. وللأمانة، بحسب الصحيفة، يجب القول إنه لم يبادر إلى تسويق نفسه لدى أحد، لا رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ولا الحريري ولا الأطراف الإقليمية والدولية. لكن الأخبار التي تواترت إليه، واستقبالاته السياسية والدبلوماسية، كوّنت لديه صورة عن وجود مقترح من جنبلاط والحريري، بمباركة أميركية ـ فرنسية ـ سعودية، لانتخابه رئيساً.

وكعادته، بادر إلى الاتصال بصديقه الرئيس السوري بشار الأسد، وزاره لتمضية يوم عائلي استمرّ ساعات طويلة، ووضعه في صورة الاتصالات مستمزجًا رأيه. لم يكن الأسد متحفظاً، لكنّه قال لفرنجية: “تعرف أنّني في لبنان أثق بما يقوله الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. إذهب إليه وشاوره، وما تتفاهمان عليه أسير به”.

بعد أيام، قصد فرنجية السيد نصر الله وأثار معه الملف بكامله. كان نصر الله في أجواء غالبية المعلومات، لكنه استمع من فرنجية إلى ما يساعده على نصحه، وهو ما فعله. قال له: “تمهل ولا تستعجل، واسمع ما يقوله الطرف الآخر، ولا تدخل في التزامات. لدينا كل الوقت، ووضعنا من حسن إلى أحسن في المنطقة. وانتبه، فربما يكون هناك من ينصب لنا فخاً ليفكّك جبهتنا. وأنت تعرف أننا متفقون على العماد ميشال عون مرشحاً لفريقنا”.

وأضافت الصحيفة: “لم يخرج فرنجية من اجتماعَيْه مع الأسد ونصر الله بانطباع سلبي. لكنه لم يحصل على تفويض أو مباركة. وعندما ذهب إلى باريس، كان يريد التأكد من جدّية الطرف الآخر. وحتى عندما عاد إلى بيروت، سمع من الرئيس نبيه بري العبارة الأوضح: “لماذا لا يرشحك الحريري وجنبلاط علناً؟ فهذا يسهّل الأمر على الحلفاء”.

كان جنبلاط قد سمع الكلام نفسه من بري، وكذلك الحريري، وفكر الاثنان بالخطوة المناسبة. لكن التأخير مرده إلى سعي الحريري وجنبلاط إلى انتزاع موقف واضح من “حزب الله” أولاً، ومن عون ثانياً. وهذا ما لم يحصل. وحتى مساء أمس الإثنين، ظل جنبلاط يحاول مع “حزب الله”، لكنه سمع الجواب نفسه: “لا جديد لدينا. الأمر متروك لعون. ونحن لن نضغط عليه، حتى لمصلحة فرنجية”.

موقف “حزب الله” لا يمثل اعتراضاً على ترشيح فرنجية، وهو أمر يعرفه الأخير جيداً، ولا وقوفاً في وجه التسوية. نصح الحزب عون بعدم الانجرار إلى أي سجال يقود إلى خلاف مع فرنجية. وظلّ، ومعه أصدقاء، يشدّدون على الرجلين بتفادي الصدام، لأنّه الهدف الأول الذي يريده الطرف الآخر. وهاجس “حزب الله”، هنا، ليس فقط خسارة عون، بل عدم ثقته أصلاً بسير الطرف الآخر فعلاً في ترشيح فرنجية، وأن الانجرار وراء لعبة جنبلاط والحريري سيعني، أولاً، مشكلة بين عون وفرنجية، ولا يعني ثانياً انتخاب أحدهما رئيساً للجمهورية. وربما جاء، في هذا السياق، اقتراح اللواء جميل السيد بتوقف النقاش في فريق “8 آذار” حول الأمر، في انتظار أن يحسم الفريق الآخر موقفه أولاً: ماذا تقول السعودية؟ وكيف يعلن الحريري موقفاً رسمياً؟ وكيف سيتصرف سمير جعجع”؟

وختمت الصحيفة: “عند هذه النقطة توقف البحث، وصار الجميع يمارس هواية الانتظار، ودخلوا في دائرة مفرغة: السعودية تنتظر فرنسا، وفرنسا تنتظر إيران، والحريري ينتظر فرنجية، وفرنجية ينتظر الحزب، والحزب ينتظر عون، وعون ينتظر جعجع، وجعجع ينتظر السعودية”.