IMLebanon

ألمانيا ودول عربيّة تناقش التعاون في التحوّل إلى الطاقة المتجدّدة

RenewableEnergy
اختتم «ملتقى الطاقة السادس» في برلين، أعماله التي استمرت يومين بمشاركة نحو 300 خبير ومسؤول من الدول العربية وألمانيا. وأكد المتحدثون في الملتقى، ضرورة مواصلة التعاون العربي – الألماني في مجال الطاقة التقليدية والمتجدّدة بسبب أهميتها المستقبلية الكبيرة، خصوصاً مع التحول الذي تشهده ألمانيا من الطاقات التقليدية إلى البديلة، والذي يُفترض أن ينتهي العمل فيه عام 2022.
وانعقد الملتقى تحت رعاية وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، وبمشاركة غرفة التجارة والصناعة العربية – الألمانية (الغرفة) بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة العربية والمجلس العالمي للطاقة. وركّزت أعمال الملتقى هذه السنة، على الطاقات المتجددة التي تسعى دول عربية إلى تعزيز استثماراتها في مجال استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شكل أساس.
وفي جلسة افتتاح الملتقى، نبّه رئيس مجموعة الطاقة التابعة للغرفة رئيس «شركة قطر للتقنية الشمسية» (قطر سولار)، خالد الهاجري، إلى أهمية العمل على تنويع استخدامات الطاقة والجمع بين التقليدي منها. وبعدما شدّد على ضرورة التمكّن مستقبلاً من تلبية حاجات البلاد المتزايدة إلى الطاقة، لفت «إلى أن الجميع يلمس خلال السنوات الست المنصرفة على بدء الملتقى، التحولات التي حدثت في مجالات استغلال الطاقات المتجددة إلى جانب الطاقات التقليدية». وتابع أن الطلب على الطاقة يزداد بسرعة في العالم، وأن المتغيرات التي حصلت حتى الآن، والتي ستحصل في السنوات المقبلة أيضاً، ستفرض تنفيذ تحولات عميقة في صناعة الطاقة وتوزيعها.
وتحدّثت وكيلة وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، بريغيته تسيبرس، في كلمتها، عن التحديات التي يتصدى لها بلدها في المرحلة الحالية، التي تشهد انتقالاً متسارعاً من الطاقات التقليدية إلى الطاقات المتجددة. ولفتت إلى أن ألمانيا حين بدأت عملية التحوّل هذه عام 2011، كانت تقف لوحدها، إلا أن الكثير من الدول بدأ التفكير جدياً في ولوج هذا الطريق، مشيرة إلى أن دولاً عربية عدة بدأت تسير على المسار ذاته وتنشئ البنى التحتية للطاقة المستقبلية.
وأضافت أن المنطقة العربية «حققت في الفترة الأخيرة، مشاريع مهمة في هذا المجال، وتبيع الطاقات المتجددة بأسعار متهاودة للمستهلكين». وبعدما أشارت إلى دعم وزارتها التعاون ونقل المعرفة والشراكة مع مؤسسات عربية تعمل في هذا القطاع، أكدت نية حكومتها مواصلة العمل المشترك وتعزيزه.
وأبرز وزير الطاقة في الأردن، إبراهيم سيف، في كلمته، أهمية الطاقة البديلة لمستقبل العلاقات الاقتصادية العربية – الألمانية، مشيراً إلى واقع أن الأردن يستورد من الخارج حتى اليوم 97 في المئة من الطاقة التي يحتاجها. وأضاف أن إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح «سيساهم في تغيير هذا الوضع في شكل ملموس على المديين المتوسط والطويل»، لافتاً إلى أن إمكانات الأردن في هذين المجالين كبيرة ولا بد من أن يستفيد منها.
ولحظ رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية – الألمانية، وزير المواصلات الألماني السابق بيتر رامزاور، أن قطاع الطاقة كان أحد التحولات المهمة في العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وبلده، خصوصاً مع مصر التي قطعت شوطاً لا بأس به في استغلال الطاقة البديلة. وقال أن شركة «سيمنز» تقوم هناك ببناء 12 حقلاًً تشمل 600 مروحة لطاقة الرياح، مضيفاً أن «الغرفة» وضعت موضوع الطاقة كإحدى الأولويات لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وأشار سفير قطر لدى ألمانيا عبدالرحمن محمد الخليفي، إلى أهمية العمل المشترك بين ألمانيا والبلدان العربية في مجال تحويل الطاقة في العالم العربي من الطاقة التقليدية إلى المتجددة. وأضاف أن المسؤولين العرب عن الطاقة «لا يظهرون اهتماماً بالتكنولوجيا الألمانية المتطورة فقط، ولا بالتعاون الأحادي الجانب أو استيراد المعارف فقط، بل ينزعون أكثر إلى عقد شراكات في قطاع الطاقة تعود بالإفادة الاقتصادية على الجانبين».
وأفادت دراسة نشرتها مؤسسة الاستشارات الألمانية «رولاند برغر»، بأن ربط البلاد بالطاقة المتجددة لن يتوقف في عام 2022، مع توقف مصانع الطاقة الذرية عن العمل كما هو مقرر في البرنامج الحكومي، بل سيستمر سنوات أخرى. وأضافت أن خبراء المؤسسة قدّروا كلفة إتمام التحوّل الكامل تقريباً إلى الطاقات المتجددة، أي 90 في المئة من حاجات البلاد حتى عام 2030، بنحو 280 بليون يورو.