عبّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عن “سروره مع جميع اللبنانيين وعائلات العسكريين الذين كانوا محتجزين لدى مجموعة “النصرة”، وقد تحرّروا وعادوا الى عائلاتهم، بعد جهود مضنية، صبورة، وثابتة، من اهلهم والقوى الامنية والحكومة”، مضيفاً: “انّنا اذ نهنئهم بالعودة سالمين، نصلي الى الله من اجل الآخرين الذين هم اصلاً في عهدة مسؤولية “داعش”، لكي يمس ضمائر الخاطفين فيعود العسكريون الباقون المأسورون الى بيوتهم وعائلاهم”.
الراعي، وفي عظة ألقاها خلال ترأسه قداساً في الرعية المارونية ـ كاتدرائية “هد فيكس” في برلين ـ المانيا، تطرق الى “موضوع الخروج من الفراغ الرئاسي الذي يدوم منذ سنة وأربعة أشهر، عبر إجراء فوري لانتخاب الرئيس من أجل إعادة الحياة إلى المؤسسات الدستورية ومرافق الحياة العامة”، وقال: “لقد علمنا بمبادرة جديدة بهذا الشأن وبخطوة إلى الأمام، كانت لها أصداؤها الإيجابية والتحفظية والسلبية، من مختلف المكونات السياسية، ولكن، كان لا بد من مثل هذه الخطوة الجديدة، التي كنا نطالب بها دائما الافرقاء السياسيين والبرلمانيين، من أجل حلحلة عقدة إنتخاب الرئيس. إننا سنعمل، كالعادة على التوافق بين الجميع، وتحمل المسؤولية المشتركة، إنطلاقا من الواقع المستجد بشأن رئاسة الجمهورية، وانطلاقا من حماية الجمهورية وكيانها ومؤسساتها، وبجعلها فوق كل اعتبار شخصي أو فئوي. هذا كله يساعد بشكلٍ كبير على فصل مسألة إنتخاب الرئيس عن النزاع السياسي ـ المذهبي الدائر في المنطقة وفي الداخل، بنتيجته”.
وطالب الراعي بـ”مساعدة النازحين السوريين في لبنان الذين يشكلون عبئاً إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً كبيراً، يفوق طاقات لبنان المحدودة للغاية، ويشكلون فوق ذلك خطراً سياسياً وديموغرافياً وأمنياً، لا يمكن أن يتحمله لبنان”. كما طالب “الأسرة الدولية والعربية بإنهاء الحروب الدائرة في هذه البلدان، وإيجاد الحلول السياسية لها من أجل سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وممتلكاتهم، لكي يسلم السلام في المنطقة والعالم، ومكافحة الإرهاب ومنظماته”.