IMLebanon

المسيحيّون الى الشارع في وجه “التسوية”؟

fpm-lf-kateb

كتب نبيه البرجي  في صحيفة “القبس”: لا شيء قبل ان يحل سعد الحريري “ضيفاً دائماً” على لبنان. كلام عن الاسبوع المقبل، تيار المستقبل لم يعد يستطيع الانتظار طويلا، تساؤلات واتهامات من الحلفاء ولابد ان يظهر “الشيخ سعد” في “بيت الوسط” ليقول “الآن.. الامر لي”.

مراجع سياسية تقول “هذه لعبة الكبار لا لعبته الشخصية” رئيس التيار لم يقفز فوق الرفاق، لكن ازمات المنطقة باتت من التشابك بحيث لا مجال لفك او لحل اي منها الا بقرار يتجاوز الحدود.

منذ اكثر من عام، قال الحريري انه مستعد لوضع اسم سمير جعجع على ورقة بــ “الاحمر العريض” ما الذي حصل ليضع اسم (النقيض تماما) سليمان فرنجية؟.

هناك سر اقليمي ودولي في اجتماع المطارنة الموارنة اول امس حدث “عراك كلامي” لاعتبار البعض ان تبني البطريركية مبادرة الحريري يعني تفجير الموارنة، وايضا التسليم بأن الكرسي الماروني بات بيد طائفة او طوائف اخرى. وكان رأي مطران مقرب من البطريرك الراعي، وربما كان ينطق باسمه خلال الاجتماع الذي آثر فيه الاخير ان يظهر بمظهر من يستمع فقط، أن احداً لم يكن يتصور اخراج الاستحقاق الرئاسي من الشبكة الاقليمية.

وبحسب ما نقله احد المطارنة لــ “القبس” فإن المتكلم اعتبر ان الاولوية هي لوجود رئيس سواء كان واحداً من الاربعة (امين الجميل، ميشال عون، سمير جعجع، سليمان فرنجية) أو واحداً من الاسماء المطروحة من اصحاب الاهلية.

ثمة مطارنة اعترضوا على السيناريو الذي يعني وضع الجميع امام خيارين لا ثالث لهما: اما فرنجية او الفراغ.

وبحسب ما قاله المطران لــ القبس، فإن الرد كان ان هذا لا يغير شيئاً في المبدأ لان “الطبخة” اعدت في الخارج، ولو كان للبطريرك ان يضع القادة الموارنة الاربعة في اجواء “الطبخة” لما كانت النتجية افضل.

هذا ويلاحظ ما يشبه الاسترضاء داخل التيار الوطني الحر كما لو ان عون يراهن على موقف “حزب الله” الذي لا مجال لوصول فرنجية الى القصر، الا اذا ذهب نوابه الى ساحة النجمة وادلوا بأصواتهم، وهذا ما لن يحدث ما لم يعلن الجنرال عزوفه عن الترشح.

لابل ان بعض المنظرين داخل التيار الوطني الحر يعتبرون انه عندما توافق عواصم فاعلة على اسم فرنجية فهي قابلة، جدلياً، للاخذ بعون وفق شروط معينة، على رأسها تمزيق ورقة التفاهم مع “حزب الله”.

اما حزب “القوات اللبنانية” فلا يزال تحت تأثير الصدمة، او كيف للحريري ألا يستشير “قوة الصدم” على الارض، اي سمير جعجع؟

وهنا تسأل اوساط سياسية ما اذا كان جعجع الذي منع، بالتشارك مع عون، انتخاب مخايل الضاهر عام 1988 (وصف المبعوث الاميركي ريتشارد مورفي) فكانت الفوضى، مستعداً للنزول الى الشارع والحيولة دون نواب بعض المناطق في التوجه الى ساحة النجمة؟

يقال ان جعجع قد يفعل ما فعله منذ 27 عاما، ولكن من دون سلاح: يحرك مع عون ايضا الشارع المسيحي ويعلن الاضراب العام، كثيرون من المسيحيين مستعدون للتجاوب.

دبلوماسيون عرب واجانب يعتبرون ان ما يحدث في بيروت هو مجرد “اللعب في قعر الزجاجة”. وقريبا تتحرك كاسحة الالغام لاقناع القوى المسيحية المعترضة على انقاذ الجمهورية والرئاسة. ثمة رأسان يابسان في الحلبة ميشال عون وسمير جعجع!

وبدا امس كما لو ان تعديلاً تكتيكياً حصل في مسار التسوية ويتمثل بالتخفيف من وتيرة الايقاع، وهذا ما عكسه تصريح للامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري لكن ليطلق ايضا جرس الانذار بعدما علت كثيراً اصوات الاعتراض.

الحريري اشار الى “ان شروط المبادرة لم تكتمل بعد ولا حتى العناصر التي تجعل الاطراف تلتقي في منتصف الطريق لاختيار النائب فرنجية او غيره”.

وقال “لا اظن ان البلد قادر على تحمل فترة اضافية من عدم وجود رئيس واذا فشلت المبادرة في الوصول الى تسوية واستمر الفراغ لعدة اشهر فلن ينتخب رئيس على نار باردة بل ينتخب بالدماء، فهل نريد ان نكرر حرباً اهلية ثانية؟”.

اضاف الحريري “وفي حال عدم سريان التسوية، ما الذي يضمن ألا تكون هناك مثالثة؟”، اي توزيع مقاعد مجلس الوزراء ومجلس النواب فضلا عن وظائف الفئة الاولى على ثلاثة اطراف (السنة، الشيعة، المسيحيين)، بدل المناصفة الحالية بين المسلمين والمسيحيين؟

واذ يلتزم وزراء ونواب “حزب الله” الصمت المطبق، لوحظت حملة الوزير السابق ماريو عون ع‍لى نائب زغرتا، وهو اذ اكد “ان مفتاح الرئاسة في يد العماد عون”، قال “ان انتخاب فرنجية يعني التجديد للنظام ذاته لانه سيرضخ لبعض الشروط السياسية، وهذا ليس طموحنا”.