IMLebanon

مؤتمر المناخ يقرّ مسودة اقتراحات

EiffelParisClimate
أقرّ مسؤولون كبار من 200 دولة، مسودة نص لاتفاق للأمم المتحدة حول المناخ أمس، بعد أربع سنوات من العمل ليكون أساساً للوزراء أثناء محاولتهم حل مئات من نقاط الخلاف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بهدف تحويله إلى اتفاق ملزم خلال الأسبوع المقبل.
وقالت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا أمام الوفود المجتمعة في لوبورجيه، «لدينا أساس جديد للمفاوضات مقبول من الجميع، ويجب البناء عليه». ولفتت إلى أن «العمل لم ينته بعد، إذ لا تزال توجد قضايا سياسية رئيسة يجب بتّها، وعلينا بذل كل طاقتنا وقدرتنا في الالتزام وبُعد الرؤية للتوصل إلى نتيجة».
وتطرح المسودة أفكاراً تبدأ من هدف بعيد المدى لإبطاء تغير المناخ إلى الكلفة المتزايدة للمناخ بالنسبة إلى الدول النامية، وهي أفكار يمكن أن يحسمها الوزراء. واعتبرت دول كثيرة أن المسودة وهي نتاج عمل استمر أربع سنوات منذ إطلاق العملية في دربان عام 2011، «تركت قضايا كثيرة من دون حل».
وأملت نوزيفو ماكساكاتو – ديسيكو من جنوب أفريقيا، التي تتحدث باسم أكثر من 130 دولة نامية، في أن «يحرز عملنا مزيداً من التقدم». ودعت «شركاءنا إلى الاستماع لما يثير قلقنا في وقت نعمل معاً لإيجاد حلول». وسيشكل المشروع أساساً لما اعتُبر الاتفاق العالمي الأهم والأكثر تعقيداً في التاريخ، على رغم تضمّنه اقتراحات متناقضة.
ويعود وزراء الدول اعتباراً من الاثنين المقبل لدرس نص المشروع وتحويله إلى اتفاق ملزم، يسمح بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات. وحذّر العلماء من أن يتحوّل كوكب الأرض أكثر فأكثر إلى محيط معاد للبشر، طالما استمر صعود الحرارة، إضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى غمر جزر ومناطق ساحلية مأهولة بالسكان، فضلاً عن العواصف المدمّرة وموجات الجفاف الشديد.
ويتطلب خفض الانبعاثات الابتعاد عن حرق الفحم والنفط والغاز كمصادر لتوليد الطاقة، وعن تدمير الغابات المخزنة للكربون. وعلى رغم الكلفة العالية لهذه التدابير، يوجد تصــميم على المضي قدماً.
ونُظّم أمس على هامش المؤتمر «يوم عمل» في موقع الاجتماع في لوبورجيه شمال باريس، في حضور نحو عشر شخصيات من أنحاء العالم لمكافحة التبدل المناخي، بينها الممثل شون بن والبليونير الأميركي مايكل بلومبرغ وقطب الإنترنت الصيني جاك ما، في محاولة لإعطاء دفع للمحادثات.
وبعد جهود استمرت أربع سنوات، بدا المفاوضون واثقين من تجنب تكرار أخطاء الماضي على غرار الفشل في مؤتمر كوبنهاغن عام 2009، في التوصل إلى اتفاق عالمي حول المناخ. وبعد عامين من هذا الفشل، وافقت الدول في مؤتمر دوربان عام 2011 على المحاولة مجدداً لإنقاذ المناخ. وقال الناطق باسم «جمعية نيكولا هولو» البيئية ماتيو اورفيلان، «نحن في منتصف الطريق في المفاوضات، لقد تحقق تقدم حتى ولو كانت توجد صعوبات».
وأقرّ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يترأس المؤتمر قبل تسلّمه النص من المفاوضين، بوجود «عمل كبير جداً يترتب على الوزراء القيام به»، آملاً في أن «يتضمن النص الذي سأتسلمه أكبر عدد من حلول التسوية».
وقدم وسطاء مجموعات العمل أول من أمس، وثيقة تقع في 38 صفحة تتضمن اقتراحات لتسويات، فيما كانت تتضمن 1400 نقطة سابقاً، ولا تزال الخيارات في شأنها مفتوحة. وتراجع هذا العدد في النص الجديد إلى 750. وعلى رغم ذلك بقي عدد كبير من نقاط الخلاف أكثرها صعوبة، مثل مسألة تمويل المساعدة لدول الجنوب في مجال المناخ وتقاسم الجهود لمكافحة الاحتباس بين الدول النامية والناشئة والمتطورة.
وذكر فابيوس أن «الوقت ضيق، وينتهي المؤتمر مساء الجمعة (11 كانون الأول/ديسمبر) ويجب التوصل إلى اتفاق قبل ذلك».
ويُفترض أن يتوصل الوزراء إلى اتفاق ينص على الحد من ارتفاع الحرارة درجتين. إذ حذّر العلماء من أن أي ارتفاع في الحرارة «سيكون له تأثير لا تمكن معالجته من موجات جفاف وفيضانات متزايدة وتراجع المحاصيل الزراعية وتآكل السواحل».
وتزامناً مع مؤتمر المناخ في باريس، أعلنت نيودلي العاصمة الهندية الأكثر تلوثاً في العالم «إطلاق التجربة الأولى لها في مجال حركة السير بالتناوب في كانون الثاني (يناير) المقبل»، في مسعى إلى التخفيف من تلوث الهواء المثقل بالجزيئات الدقيقة الذي تشتد وطأته كثيراً في الشتاء.
وكانت نيودلهي التي يعيش فيها 17 مليون شخص غارقة خلال الأيام الأخيرة في ضباب شديد يتسبب باحتباس الغازات السامة، وتسير على طرقها أكثر من 8.5 مليون مركبة تُضاف إليها 1400 سيارة جديدة كل يوم، وترتفع مستويات التلوث في الشتاء خصوصاً بسبب إشعال الحطب للتدفئة.
وخلافاً لبكين التي تسجل تلوثاً شديداً، لا تتمتع نيودلهي بأي نظام إنذار لدى وصول التلوث إلى مستويات خطيرة على الصحة. كما تحدّ مدن صينية كثيرة من عدد السيارات التي تتنقل على طرقها. وتنوي نيودلهي التمثل ببكين واعتماد حركة السير بالتناوب اعتباراً من الشهر المقبل. كما ستُحسّن وسائل النقل العام، وتُغلق محطة تعمل بالفحم، بحسب ما كشف المسؤول الرفيع كاي كاي شارما، معلناً في ختام جلسة طارئة «اعتماد نظام حركة السير بالتناوب لفترة معينة، تحديداً في الشتاء عندما تكون مستويات التلوث مرتفعة». وأكد بدء تطبيق هذا الإجراء في الأول من كانون الثاني المقبل».