IMLebanon

حشد سياسي واكب انطوان صفير “حتى تعود الجمهورية”

tony-sfeir

نظمت ندوة حول كتاب “حتى تعود الجمهورية” للدكتور انطوان صفير، وهو مجموعة تعليقات سياسية بثت عبر إذاعة “صوت لبنان” وذلك في احتفال اقيم في مدرسة سيدة اللويزة في ذوق مصبح، حضره اكثر من1200 شخص تقدمهم وزير الثقافة روني عريجي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، وزير الاقتصاد ألان حكيم ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الوزيرة السابقة منى عفيش ممثلة الرئيس العماد ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، روجيه عازار ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، النائب هادي حبيش ممثلا الرئيس سعد الحريري، المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، القاضي الشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وزير العمل سجعان قزي، النائب ايلي كيروز ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.مستشار وزير الداخلية الدكتور خليل جبارة ممثلا الوزير نهاد المشنوق، المستشار خالد العلوان ممثلا وزير العدل اللواء اشرف ريفي،

كما حضر النواب: رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون على رأس فد من الحزب، فريد الخازن، فادي كرم، وليد خوري، جيلبيرت زوين، يوسف خليل، وفادي الهبر، الوزراء السابقون: الياس حنا، ناجي البستاني، دميانوس قطار، جو سركيس، ابراهيم نجار، زياد بارود، مروان شربل، سليم جريصاتي، العميد ماهر ابو شعر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم هادي صفير ممثلا المدير العام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العقيد الركن وليد عون ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

وحضر ايضا المطارنة: بولس مطر، ميشال عون، بولس روحانا، حنا علوان، كميل زيدان، ومنجد الهاشم، ممثل “حزب الله” الدكتور علي ضاهر، الشيخ حسين شحادة ممثلا العلامة السيد علي فضل الله، المدير العام في القصر الجمهوري الدكتور ايلي عساف، مديرعام المراسم في رئاسة الجمهورية لحود لحود، مفوض الحكومة لدى ديوان المحاسبة القاضي فوري خميس، المستشار في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قائممقام كسروان جوزف منصور, رئيس جمعية تجار بيروت الدكتور نقولا شماس، امين سر البطريركية المارونية الاب رفيق ورشا، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم، رئيس مدرسة اللويزة الاب شربل حداد، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى المحامي حسن كشلي، مدير عام “صوت لبنان” اسعد مارون وعدد من القضاة والقناصل، قادة الاجهزة الامنية في كسروان, رئيس جمعية تجار كسروان روجيه كيروز,المهندس هنري صفير وشخصيات حزبية واقتصادية وبلدية ومخاتير وفاعليات.

بعد ترحيب من رئيس نادي الصحافة الزميل بسام ابو زيد، تحدث نقيب المحامين السابق جورج جريج، مشيرا الى انه “للعام الثاني، بعبدا فارغة، وساحة النجمة مشلولة والسراي معطلة، لأن اوامر الجسد تأتي من فوق، من الرأس”، داعيا الى “انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن”.

وقال: “اصبحنا في جمهورية “الفوتبول”، لكن لن ندع كرة الرئاسة تركلها الأرجل الى حين وقت الهدف. وصلنا الى الفراغ، الى الافلاس، الى الانتحار، لكن جمهوريتنا عائدة، وسنبقى متفائلين لأننا لبنانيون وأهل قيامة”.

ولفت الوزير السابق جريصاتي الى ان “الوطنية الخالصة هي التي تمتع بها الكاتب في كل ما كتب عن الرئاسة والنيابة والنظام السياسي والمساواة وحقوق المرأة والموضوع السوري وغيرها الكثير من المواضيع”.

وتناول جريصاتي بعض المواد الدستورية مفندا محتواها ومرماها، معتبرا ان الازمات والحلول تكمن فيها.

وقال رئيس الجامعة اللبنانية السيد حسين: “نشارك الدكتور أنطوان صفير في هواجسه حيال مصير الجمهورية، لا بل ثمة خوف على مصير الدولة. نحيي إيمانه الكنسي الماروني الذي يمنحه الرجاء، وعمق الإنتماء للوطن. ويبدو أننا ننتمي لمدرسة واحدة في العلاقات الدولية هي المدرسة المثالية، وأركانها القانون والدين والأخلاق، على عكس مدرسة القوة التي يصنفها الغرب أحيانا بالمدرسة الواقعية. ومهما كانت تسمية هذه المدرسة فإنها تراكم عوامل القوة حتى ولو كانت على حساب إنسانية الإنسان. هذا ما هو حاصل في بلاد العرب وشطر من العالم الإسلامي في المرحلة الراهنة”.

اضاف: “ما يزيد من أهمية المقالات الواردة في كتاب (حتى تعود الجمهورية) تطرقه إلى الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بعدما ذاق اللبنانيون الأمرين، وتهدد المجتمع اللبناني في أمنه ومصيره”.

وأكد اننا “نعاني أزمة نظام وأزمة ثقة. أزمة النظام السياسي الذي يعاند تداول السلطة، فكيف هو والحال هذه ديمقراطي وبرلماني؟ أين قانون الانتخابات؟ والأغرب عندما تطالعنا البيانات السياسية بعبارة: نريد قانونا يحقق مصالح جميع الأطراف!

القانون العام يراعي مصالح الشعب، أي المواطنين، فمتى نصل إلى مجتمع المواطنة على الأقل في الشؤون المدنية؟”.

وقال: “غريب أمرنا، كيف نقحم الطائفية في شؤون مدنية حياتية مثل فرص العمل، وهجرة الشباب والصحة الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والبيئة الطبيعية، وحل مشكلة النفايات، وتأمين الكهرباء، وتطوير وسائل النقل لمعالجة زحمة السير التي تفتك بأعصابنا كما أعمالنا. وهل يتحقق الانتظام العام الذي يريده الدكتور صفير في هكذا حال؟. نعم، نحن في أزمة نظام بدليل غياب الموازنة العامة منذ عشر سنوات. أي لا انتظام عاما، ولا اقتصاد قائما على العلم. فمن واجبنا طرح السؤال: هل توجد دولة واحدة في العالم على هذا النحو حتى في أفقر دول الجنوب؟”.

وتابع: “في هذه العجالة، نقول: نحن لم نطبق اتفاق الطائف، ونحن نركن الدستور، ونخالف القوانين. ولا نعتقد بوجود مسيحي واحد يؤمن بالإنسان يقبل بهذا الواقع، ولا نخال مسلما واحدا يخشى الله يرضى بهذا الإنحدار. نعم، يا دكتور صفير نريد قانونا للإنتخابات العامة صالحا للمواطنين لا الأفراد المستأثرين ولا الجماعات المتناحرة، ثمة فارق كبير بين المواطن والفرد، فنحن ما نزال في مجتمع الأفراد، بل على الأصح مجتمعات الأفراد”.

وأعلن ان “ساعة إعلاء الشأن الوطني دقت على ما عداه في منطقة تعصف بالصراعات الإقليمية والدولية، فلتلتق النخب اللبنانية على الولاء للبنان الوطن من أجل بناء الدولة، واستئناف مسيرتنا النهضوية في المحيط العربي والعالم، واستعادة الثقة بلبنان حتى لا يرحل أبناؤنا بحثا عن قسط من الرزق ومقدار من الكرامة”.

وختم: “إذ نشكر القيمين على هذه الندوة صاحب الكتاب الدكتور أنطوان صفير وإذاعة صوت لبنان، نحيي مدرسة سيدة اللويزة، ونرجو أن تتكرر لقاءات من هذا النوع بعيدا من التحريض والتنابذ، علنا نساهم في تعزيز القيم الوطنية وحماية وطننا”.

من جهته، أشار الوزير السابق ابراهيم نجار الى ان “كل المقالات المختارة والمنشورة تتمحور حول فكرة متناسقة، مركزية، بالحاح وتصميم: الخوف من ضياع الوطن وغياب الديموقراطية وتسييل احكام الدستور والشلل في المجلس وخارجه، والخوف من الهجرة والتهجير، ومن اهتزاز الكيان وضياع الاخلاق والفرص، وتعطيل المؤسسات واستباحة المحظور”، معتبرا انه “اكد مع كل ذلك على فعل ايمان بلبنان كبير، ببطريرك ثابت، بانتخابات لا بد وان تحصل، بالاستنجاد بمار مارون، وبنماذج مأخوذة عن حكم الرئيس فؤاد شهاب، وباستقلال كامل، وبدولة المؤسسات، وبصدقية النظام، وبخطاب المفتي، والبيئة الخضراء. ولا عجب بالتالي أن يأتي عنوان الكتاب رسالة في السياسة”.

ورأى المفتي الشعار ان “المحن والأزمات السياسية باتت ضرورة وطنية لاختبار الولاء”.

وتحدث عن “أربعين سنة اهتزت فيها الجمهورية وبدأ الرهان على تقسيم البلد ثم تلاشى هذا الرهان مع الطائف الذي اعتبره أنجع الحلول لأسوأ الأوضاع”، وذكر “بدور الرئيس الشهيد رفيق الحريري والبطريرك نصر الله بطرس صفير في صناعة هذا الحدث، ،والمملكة العربية السعودية التي بذلت الكثير لإنجاحه وهي التي تعمل دائما على تكريس أمن واستقرار لبنان”، مشيرا الى “ان فتنة استشهاد الرئيس الحريري كان يراد منها إيقاع الفتنة بين السنة والشيعة، إلا أن رباطة جأش سعد الحريري، وصبره وتعاليه، وتمسكه بالمحكمة الدولية وبالطائف، فوت على الصانعين هدفهم، وأبطل مشروع فتنتهم”، مؤكدا “ان عودة الجمهورية تكون عبر الولاء للوطن لا للخارج”.

اما الكاتب صفير الذي اشاد “بدور الوزير عريجي ومصداقيته في الداخل والخارج”، فقد اكد انه “لم يجعل الموقف الاسبوعي منبرا يتفرد به لغايات غير تلك التي سقط في سبيلها شهداء لبنان الذين واجهوا كل محتل وانتصروا، وان لم يتحقق بعد كل الحلم في جمهورية مدنية عصرية تحترم التعددية، وتقوم على نظام الكفاءة والتوازن”.

وقال: “ستعود الجمهورية ومعها كل مسيحي ومسلم لتبنى دولة الحق والتنوع, ولكن لن تعود الجمهورية الى منطق النظام الديموقراطي طالما بقي جزء من الداخل، ينفذ اجندة الخارج، وطالما القرار هناك وليس هنا”.

واعتبر الوزير عريجي ان “مواقف وتحليلات الكاتب تتسم بالرزانة والموضوعية والحس الوطني”، وقال: “في البدء، اتوجه بالتهنئة إلى الصديق الدكتور انطوان صفير، والى جامعة سيدة اللويزة، مع الإيمان الكبير بعافية الجمهورية رغم كل التحديات. عنوان اقرب الى الرجاء والامل بخلاص وطني، ولا تنقصنا الارادة ولا القرار. مجموعة تعليقات ومقالات، سمعنا الكثير منها على أثير الاذاعة، تمحورت حول هواجسنا الوطنية في بناء الدولة والانماء وانتظام عمل المؤسسات، والأزمات الجيوسياسية والدستور المكموم والعدالة المنقوصة والإصلاح والقوانين العصرية للانتخابات والتمثيل وتحديث البنى الاجتماعية والاقتصادية، والتنمية الشاملة. مواقف تتسم بالرزانة والموضوعية والحس الوطني على خلفية معرفية ورؤية ثاقبة لأحوال الوطن وهموم مواطنيه”.

واضاف: “فيما الحرائق تستعر حولنا وتقضي على الانسان والكيانات ومعالم الحضارة، ما زلنا نتمتع بنعمة الاحتفاء بكتاب، والقدرة على التفكير والرأي الحر ومحاولة استنباط الحلول الوطنية وإن بصعوبة. الى الهواجس التي أثرت في مقالاتك -ايها الصديق- ثمة هموم كثيرة نتشارك في حمل اوزارها مع واجب التفتيش الدائم عن حلول ممكنة، بعضها في الداخل وأخرى اقليمية تهدد استقرار لبنان”.

وتابع: “تعيش المنطقة الشرق أوسطية والمحيط العربي حالا مأزومة أفلتت فيها كل ضوابط الأخلاق والإنسانية والروادع، واختلطت مصالح التمذهب الضيقة وصراعات الأديان وصولا إلى حسابات الجغرافيا السياسية التي يتنافس عبرها الصراع الدولي في منطقة حساسة من هذا العالم. لعبة الأمم مستمرة فصولها التدميرية وتغطي المنطقة العربية مخلفة الفوضى الرهيبة المدمرة. شرذمة المنطقة عبر المذهبة والتطييف حصل نتيجة إسقاط الدولة المدينة الراعية وتغييب الفكر السياسي الانسانوي، ما أوصلنا إلى تعميم ظاهرة الفكر الأصولي الالغائي عبر العنف اللاغي للتنوع والخصوصيات المكونة لتناغم الأديان والحضارات. إلى حالة المنطقة هذه التي انعكست على وطننا. انقسام عمودي سياسي في لبنان وخطاب سياسي عالي النبرة يحمل في طياته مذهبية مخيفة وتشرذم سياسي مدمر وتعطيل للمؤسسات عدا الأخطار الأمنية الكبيرة ووضع اقتصادي دقيق ومعيشي مأزوم، ودون نسيان طبعا وجود اكثر من مليوني لاجئ سوري وفلسطيني يهددون النسيج اللبناني الهش أصلا”.

وقال: “وفي هذا السياق، نستعيد من ارثنا السياسي قولا لمغفور له الرئيس رياض الصلح: “لقد بنينا دولة ولم نبن وطنا”! بمراجعة سريعة لمسلسل أزماتنا الوطنية وبشجاعة الاعتراف: نسيجنا الوطني ومنذ الاستقلال لم يعرف كيف يبني الوطن ولم يستطع حماية ما كان قد بناه من دولة من الهدم والتصدع، ولم يعرف كيف يعيد بنيان بعد انتهاء الحرب المدمرة دولة تحمي بدورها أمن المواطن وتطلعاته”.

وختم عريجي: “ان خطيئتنا كبيرة في التدمير الذاتي وبإضاعة الفرص في متاهات المصالح الفردية. ولعل افظع ما نعانيه اليوم من فراغ في موقع رئاسة الجمهورية! حاجتنا مصيرية إلى انتخاب رئيس ذي حيثية سياسية، رئيس يؤمن انتظام المؤسسات ويحمي مصالح الدولة وحقوق التساوي أمام الدستور. انها مسؤوليتنا جميعا في إعادة بناء وتحصين دولة القانون، دولة المواطنة الصحيحة. في مسار بناء الأوطان، تلوح لحظات وفرص تاريخية، تقضي الحكمة والواقعية بالتقاطها لخير الوطن. أن التاريخ يحاسب ولا ينسى”.

ثم وزع الكتاب على الجميع وأقيم حفل كوكتيل.