IMLebanon

الأسواق التجارية قبيل الأعياد: حركة بلا بركة

beirutmarket-s
حتى الآن لا تنبئ حركة الأسواق التجارية بأنّ عيدَي الميلاد ورأس السنة يصادفان بعد أسابيع قليلة. الهدوء سيّد الموقف، باستثناء حركة خفيفة تتركّز في فترة بعد الظهر بشكلٍ أساسيّ، إنّما كما يُقال «حركة بلا بركة». وحدها الزينة التي تملأ الشوارع بألوانها وأضوائها تشير إلى أنّه شهر الأعياد، حيث كانت زحمة المتسوّقين تعيق التجوّل وتقفل الشوارع في السنوات العادية. لكن اليوم المشهد مختلف، فالنفايات تزيّن الأسواق والشوارع بروائحها إلى أجلٍ غير مسمّى، وتجعل المنظر مثيراً للغثيان لا أكثر، ما يصعّب الحديث عن عودة مغتربين أو سيّاح لاسيما الخليجيين منهم. المشهد مختلف أيضاً لأنه حتّى اللحظة لا حلّ لأزمة الفراغ الرئاسي ولا قرار بخصوص الانتخابات النيابية، ولا حتّى النفايات والكهرباء والأمطار التي بدأت سيولها تجتاح الشوارع والبيوت. هكذا يستقبل اللبنانيون شهر الأعياد هذا العام.

إقفالات
سوق الحمراء، سوق الأشرفية، مروراً بسوق مار الياس وأسواق بيروت، الوضع مشابه: حركة باردة، هذا إذا صحّ الحديث عن حركة تجارية ما. في هذا السياق، يوضح تجار بيروتيون لـ «السفير» أن «ما شهده وسط بيروت منذ فترة وجيزة من مظاهرات وإقفال لطرق أثّر بشكلٍ كبير على المحال التجارية لاسيما أنّ الإيجارات غالية جداً في هذه المنطقة، ما دفع بعض أصحاب هذه المحال إلى إقفالها، بعدما تعذّر عليهم تأمين الإيجارات والأكلاف، مع توقف الحركة لأيام وأسابيع، وقد تبع ذلك اندلاع الانفجارين في الضاحية الجنوبية ما زاد الطين بلة، من دون قيام المعنيين بأي خطوة تساعد التجار لاستعادة قواهم».

وفق رئيس «جمعية تجار الزلقا وعمارة شلهوب» فيليب سمراني «هناك حركة خفيفة بحيث يتجوّل بعض الناس في الأسواق، لكنّ حركة الشراء أقلّ من عادية مقارنة مع الفترة التحضيرية للأعياد، بحيث في السنوات العادية يتهافت الناس للتسوّق وشراء الثياب والهدايا منذ بداية كانون الاول». ويقيّم السمراني وضع العام 2015، مشيراً لـ «السفير» إلى أنه «من أسوأ الأعوام، بحيث يمكن القول إنّ الحركة التجارية تراجعت بين 25 و30 في المئة مقارنةً مع العام 2014»، لافتاً الانتباه الى انّ «عشرات المحال التجاري اضطرت الى الإقفال خلال هذه السنة في سوق الزلقا وعمارة شلهوب، لاسيما خلال الشهرين المنصرمين بسبب تدهور الوضع التجاري والحركة الضعيفة». ويترك السمراني مكاناً لبعض الأمل والتفاؤل، ويقول: «ربما علينا أن ننتظر الايام المقبلة، الأسواق والتجار في حالة انتظار وترقّب، على أمل أن تتحسّن الحركة وتبث فرحة الأعياد بعض البركة، علماً أنّ السوق الآن يتحسّن بشكلٍ بطيءٍ جداً قبيل العيد».

زينة وأضواء
المشهد ذاته ينسحب على سوق الجديدة ونيو جديدة، حيث لا شيء يشي بأنّ العيد قريب إلاّ الاضواء والزينة، فالحركة التجارية عادية جداً، كما يقول تجار التقتهم «السفير»، مجمّعين على أنّ العام 2015 كان الأسوأ على الإطلاق.
رئيس «جمعية تجار برج حمود» بول أيانيان يصفّ الحركة بالمقبولة، مشيراً لـ «السفير» الى أنّ «هناك جموداً في الأسواق العالمية ينسحب على الأسواق المحلية في لبنان في ظل أوضاع سياسية غير مستقرة وظروف اقتصادية ومعيشية صعبة». ويضيف: «يمكن القول إنه بين 100 متسوّق، هناك 10 أشخاص فقط سيشترون، وبالتالي حركة المتسوّقين لا تعني أن هناك تحسناً في المبيع في سوق برج حمود وغيره من الأسواق، فالوضع الصعب لا يرحم أحداً». ويفيد أيانيان بأن «هناك عشرات المحال التجارية في منطقة برج حمود أقفلت أبوابها بسبب الإيجرات العالية التي تضاف اليها الأكلاف والفواتير، مقابل استمرار الجمود في الحركة التجارية»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «العامين 2014 و2015 كانا شبيهين في السوء، وقد أثرا كثيراً على الأسواق التجارية بشكلٍ سلبي». ويأمل أيانيان أن «يجري انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقتٍ قريب، لعل ذلك يسهم في إنعاش البلد من مختلف النواحي ويبثّ بعض الطمأنينة في نفوس اللبنانيين من جهة والسياح العرب من جهةٍ أخرى». ويلفت الانتباه في هذا السياق، إلى أن «الأخبار التي تنتشر حول الخطف والتوتر الامني في لبنان، هي ما يؤثر بشكلٍ كبير على الحركة السياحية في البلد، ما يؤخّر بالتالي كل القطاعات الاقتصادية، لأنّ لبنان يعتمد بشكلٍ أساسيّ على عائدات السياحة، والحركة التجارية تعتمد بدورها على مجيء المغتربين اللبنانيين والسياح الخليجيين الذين يغيبون عن لبنان منذ سنوات عدة».