IMLebanon

“تسريع الأعمال 2015”: مستقبل لبنان .. رقمي

BDLaccelerate2015
ساندي الحايك

على الرغم من التراجع الاقتصادي الذي يُعاني منه لبنان، والذي تضاعف مع بدء الأزمة السورية، تحاول إدارة “مصرف لبنان” عبر إطلاق مبادرات جديدة، تحريك الأسواق وإعادة بيروت إلى الواجهة الإقتصادية من بوابة “الإقتصاد الرقمي المعرفي الحديث”. واستناداً إلى حجم الإقبال الكثيف الذي شهده “مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال 2015” على مدى اليومين الماضيين، يمكن القول بأن مبادرات المصرف المركزي أثمرت.

فقد وضع “مصرف لبنان” نصب عينيه هدف استقطاب نحو 3 آلاف مشترك في مؤتمر تسريع الأعمال، الذي يُقام في بيروت للسنة الثانية على التوالي، لكن الواقع فاق التوقعات، وبلغ عدد المشاركين في المؤتمر والذين سجلوا استمارات عبر الموقع الخاص بـ”مصرف لبنان” نحو 7 آلاف مشترك.

وتوضح مديرة المكتب التنفيذي لدى حاكم مصرف لبنان مريان حويك لـ”السفير” أن “عدد المشاركين بلغ في اليوم الأول للمؤتمر (الخميس) 5 آلاف شخص”، مشيرةً إلى أن “أقل ما يقال عن المؤتمر هذا العام أنه مؤتمر دولي، فقد ضم أكثر من مئة متحدث، 70 في المئة من بينهم أتوا من 50 دولة أجنبية سبق لها أن خطت خطوات متقدمة على صعيد الاقتصاد الرقمي وأمنت سوقاً شاملة للشركات الناشئة”.

وأكدت حويك أن “إصدار مصرف لبنان للتعميم رقم 331 لم يأت عن عبث”، مشيرةً إلى أن “الجميع على علم مسبق بحاجات السوق والصعوبات والمعوقات الكثيرة التي ستواجهنا، ولكننا كنا على يقين في الوقت نفسه، بأن في لبنان طاقات بشرية وقدرات إبداعية هائلة، تحتم علينا استثمارها، وهذا ما ثبت من خلال مؤتمري تسريع الأعمال 2014 و2015”.
خلال المؤتمر، الذي استمر طيلة يومي الخميس والجمعة في “الفورم دو بيروت”، وزع “مصرف لبنان” كتيّباً بعنوان “خريطة طريق النظام الاقتصادي للشركات الناشئة في لبنان”، تضمن كيفية تطوير الأعمال والمبادرات التي تدعم أعمال الشركات. بالإضافة إلى نماذج عن النُظم الاقتصادية الرقمية المعتمدة في عدد من البلدان، والمراحل التطويرية التي مرت بها.
في الإطار، تؤكد حويك أن “الإقتصاد المعرفي هو المستقبل الاستثماري الحقيقي للشباب اللبناني، ونحن الآن في صدد بناء القاعدة ووضع حجر الأساس لانطلاقه”، معتبرةً أن “المبادرات في هذا القطاع تنتشر على مستوى عالمي وعندها تكتب سيّر النجاح الفعلي لأفرادها”.

معرض أفكار رقمي

بدا المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من مئتي شركة ناشئة، كأنه “تظاهرة إلكترونية”. تراقصت الأضواء الكاشفة بألوانها الزاهية على وقع أنغام موسيقية غربية، أضفت جواً محبباً على المكان الذي عجّ بالمبدعين “الالكترونيين”. قُسمت القاعة الممتدة على مساحة 11000 متر مربع إلى ثلاثة أجزاء. واحدة للمحاضرات، وواحدة لورشات العمل، وآخرى ضمت أجنحة كثيرة بهدف عرض كل شركة لمبادرتها الذكية.

“picsati”: صورك من الهاتف إلى الألبوم

piscati

موقع “Picsati” احتل المركز الأول في جذب الجموع. توسط مدير الموقع وليد الريّس مجموعة من الشبان شارحاً فكرة العمل. قال: “picsati موقع الكتروني يخص كل فرد منا. ولا يتطلب العمل من خلاله سوى خلق حساب وتحميل عدد من الصور عليه، لا مشكلة في عددها أو حجمها أو لونها. إذ يتيح الموقع لصاحب الصورة تجميلها حسب رغبته. يمكن أن يزيد عبارة بأي لغة كانت، أو تعليق، أو حتى إضافة ملصقات ورسومات على أطرافها. وبعد أسبوع من تحميل الصوّر تصل إلى صاحب الحساب هدية، هي عبارة عن ألبوم مصغر للصور التي حمّلها على حسابه”.

يبدأ سعر الألبوم من 27 دولاراً، ويمكن أن يزداد حسب نوعية الصور الموجودة فيه وعددها. يؤكد الريّس أن “امكانيات الشركة لا تزال محدودة، ولكن على الرغم من ذلك فإن الإقبال على الموقع جيد جداً، وهو ما شكل حافزاً إضافياً لنا، لكي نعمل على تطوير الفكرة إلى ما هو أبعد من مجرد ألبوم صور أو كتاب ذكريات”.

“Girls got”IT””: توعية ضد التمييز الالكتروني

GirlsgotIT
وفي أحد الأجنحة تبرز صورة فتاة ذُيلت بعبارة “Girls got “IT””. ليظهر أن “الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال” حاضرة في مؤتمر تسريع الأعمال، من باب المطالبة بحقوق المرأة، ولكن على طريقتها الخاصة. إذ تهدف الرابطة إلى استقطاب الشابات ودعوتهن إلى المشاركة في ورشات عمل ومسابقات لتمكين المرأة وتحسين أوضاعها. وهي أطلقت مبادرة “Girls got “it”” بهدف الحد من التمييز الالكتروني ضد الشابات، وحصر إنجازات هذا القطاع بالذكور. وهي تقضي باختيار 200 تلميذة من المدرسة الرسمية و200 تلميذة أخرى من المدرسة الخاصة للمشاركة في ورشة عمل خاصة لتقويتهن وتوجيههن ضد التمييز الالكتروني.

“سلايتر”: أول ولاعة ذكية في العالم .. ستوقفك عن التدخين

slighter

أما المدخنون فكان لهم حصتهم أيضاً. “سلايتر” ابتكار خُصص لهؤلاء بهدف مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين. يوضح سامر الغريب، أحد مؤسسي الشركة الناشئة أن “سلايتر هي أول ولاعة سجائر ذكية في العالم. تقوم طريقة عملها على احتساب عدد السجائر التي يستهلكها المدخن على مدى أسبوع كامل. بعدها، تقوم الولاعة بإعطائه إشارات في التوقيت الذي يحق له فيه أن يدخن سيجارة. من دون أن يحين توقيت التدخين، لا تعمل الولاعة أبداً. وفي حال لم يستطع المدخن الالتزام بالتواقيت المحددة، يمكنه أن يقوم بالغش، عبر الضغط على زر خاص للغش يؤدي إلى إعادة بث الغاز في الولاعة لتعمل من جديد”.

ويتابع: “تواصل الولاعة عملها عبر نظامها الذكي، فتبدأ بخصم سيجارة كل يومين أو ثلاثة من مجموع ما يدخنه الشخص في اليوم الواحد، لكي يبدأ تدريجياً بالتخفيف من التدخين، إلى أن يصل إلى صفر سيجارة في اليوم”.

“سلايتر” موصولة على تطبيق الكتروني خاص على الهاتف الخلوي، يظهر من خلاله مدى تقدم الأفراد في التخلي عن التدخين. كما تضم زراً خاصاً بالأصدقاء، يمكن من خلاله أن يتنافس الشبان فيما بينهم، من منهم يبلغ مرحلة “الصفر سجائر” بأقل وقت ممكن.

ويعلن غريب أن “انطلاق الولاعة في مرحلة العمل التجريبي سيكون الشهر المقبل في بريطانيا، حيث سيتم إختبار مدى فاعلية الولاعة من قبل مئتي مدخن”، مؤكداً أنه “يمكن لكل راغب في تجربة الولاعة أن يشارك عبر الموقع الالكتروني الخاص، ليكون من بين الـ”beta tester user” الذين سيخضعون للتجربة لكي نتبيّن مدى فاعلية الولاعة من خلالهم”.

“Hackathons”
إلى ذلك، تضمن مؤتمر “تسريع الأعمال” مسابقة “hackathons” التي شاركت فيها ست فرق تألفت من مبادرين وطلاب جامعيين. ويشير جو شويري، أحد المنظمين، أن “المسابقة هدفها تحديد مدى قدرة الشباب على البقاء تحت الضغط لفترة طويلة، فطلبنا منهم ابتكار اختراعات الكترونية خلال 24 ساعة فقط”.

قسمت المسابقة إلى جزئين: الأول، ضم الـ”web and mobile application” حيث قامت الفرق بابتكار تطبيق الكتروني عصري خلال 24 ساعة، وعرضوه أمام لجنة فرنسية متخصصة، موضحين الفائدة منه. فيما شمل الجزء الثاني، الـ”hardware” ابتكار وسيلة محسوسة (سوار أو ساعة، أو قبعة…) تسهم في اكتشاف أمر معين، كضغط الدم أو أوجاع القلب وغيرها، وعرضه لتختار اللجنة، وفق معايير محددة، الفرق الثلاثة الأولى الفائزة، التي قُدمت لها جوائز عدة.