IMLebanon

العالم يتبنى اتفاق باريس

paris-climate-summit
جيف مكماهون

اجتمعت وفود 196 دولة شمال شرق العاصمة الفرنسية باريس، لإقرار وقف الاعتماد على الوقود بعد 20 عاماً من المفاوضات. كذلك معالجة الغازات الدفيئة غير الناتجة عن الاحتراق، مثل: مخلفات المواشي، والنفايات، والتبريد، وتحويل الطاقة الكهربائية. إنها للحظة مشهودة أن يقرر الإنسان الذين اقترف كوارث بيئية، التخلص تدريجياً من معظم الاحتراقات التي يخلفها الوقود خلال العقود القليلة المقبلة. وبمعنى مماثل صرح أولاند الرئيس الفرنسي أمام الوفود المشاركة، قبل الموافقة على مسودة القرار: “إنه لإنجاز عظيم يسطره الإنسان”. وأضاف موضحاً: “لن تتحقق الفائدة المرجوة من هذا الاتفاق إذا نظر إليه أحدنا من باب المنفعة الشخصية. لكنه سيعد نجاحاً لنا جميعاً إذا ما تعاونا لتحقيقه، لأن ما يجمعنا هنا هو كوكب الأرض. وها نحن نقف في وجه التغير المناخي الذي نتشارك فيه المصير نفسه.”
فيما يتلخص الهدف من اتفاق باريس بعيد الأمد، بالإبقاء على الاحتباس الحراري دون درجتين مئويتين، على أمل وقفه دون درجة ونصف مئوية. كذلك الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخلص منها بحلول النصف الثاني من القرن الحالي.
وسيتطلب هذا الهدف تخفيض انبعاثات الدول إلى الصفر تقريباً، ثم تحييد أثر المخلفات الكربونية، وإعادة زراعة الأشجار الحرجية، وتوظيف مجالات التكنولوجيا الأخرى التي تسهم في تخفيف التلوث.
كما يتطلب الاتفاق من الدول، تقييم مدى تقدمها في هذا المجال، ورفع سقف طموحاتها كل 5 سنوات، والخضوع لمراجعات الخبراء، في حين يعد الاتفاق ملزماً لضمان الشفافية والتحقق من المنجزات في هذا المجال.
من ناحية أخرى، يشجع الاتفاق على تشكيل أسواق الكربون الدولية التي ستخفض تكاليف الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء، وتدعم الابتكار وتوفر التمويل لتسخير هذه التكنولوجيا في خدمة الدول النامية. كما يطالب الدول المتقدمة بالإسهام بـ100 مليار دولار بحلول عام 2020 للبدء بتنفيذ هذه الأهداف، ثم المساهمة بـ100 مليار دولار سنوياً بعد ذلك.
وستساعد هذه الأموال الممنوحة من القطاعين العام والخاص، الدول الأكثر تضرراً من هذا التوجه الجديد، من خلال تمويل مشروعات الطاقة المتجددة ومجالات التكنولوجيا الخضراء الأخرى. وكان قد صرح الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في ختام مؤتمر تغير المناخ في باريس: “تعلم الأسواق الآن بأن عليها زيادة استثماراتها الهادفة إلى خفض الانبعاثات، وتحقيق نمو مرن يستجيب إلى المتغيرات على النحو المطلوب.”